أفغانستان: استقالة اثنين من كبار مسؤولي الانتخابات اتهما بالتلاعب في الأصوات

البيت الأبيض يلمح إلى إمكانية إلغاء زيارة كرزاي إلى واشنطن.. وبريطانيا ترفض اتهاماته

جندي باكستاني في منطقة شامان الحدودية يراقب عبور الشاحنات إلى داخل افغانستان. يذكر أن 75% من احتياجات الناتو تمر عبر الاراضي الباكستانية (أ. ف. ب)
TT

قدم اثنان من كبار مسؤولي الانتخابات في أفغانستان، المتهمان بالتلاعب في الأصوات في انتخابات الرئاسة العام الماضي، استقالتيهما أمس بعدما اتهم الرئيس حميد كرزاي سفارات لدول غربية بتهديدهما ودفع رشوة لهما. وأعلن كبير المتحدثين باسم الرئاسة وحيد عمر في مؤتمر صحافي أن عزيز الله لودين رئيس اللجنة الأفغانية المستقلة للانتخابات وداود علي نجفي كبير مسؤولي الانتخابات في اللجنة قدما استقالتيهما وقبلهما كرزاي.

وقال: «في القريب العاجل سيعين الرئيس مسؤولين جديدين في المنصبين بعد التدقيق والمشاورات اللازمة». وكان خصوم كرزاي، ومن بينهم منافسه الرئيسي في الانتخابات السابقة عبد الله عبد الله، وبعض المسؤولين من دول غربية قد اتهموا أعضاء اللجنة الذين عينهم كرزاي بالانحياز لصالحه خلال الانتخابات التي جرت في 20 أغسطس (آب) الماضي.

وفي خطاب غير مسبوق الأسبوع الماضي ألقى كرزاي باللوم على بعض مسؤولي الغرب وسفاراتهم في كابل بشأن التلاعب في نتائج الانتخابات في محاولة لإضعاف صورة حكومته. وقال إن مسؤولين من الغرب حاولوا تقديم الرشوة وتهديد أعضاء لجنة الانتخابات.

إلى ذلك لمحت الولايات المتحدة أول من أمس إلى احتمال إلغاء زيارة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إلى واشنطن إذا ما كرر تصريحاته المعادية للغربيين. ومن المقرر أن يلتقي كرزاي الرئيس الأميركي باراك أوباما في 12 مايو (أيار) في زيارة تقررت عقب الزيارة المفاجئة التي قام بها أوباما إلى أفغانستان الشهر الماضي. وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إلى أن الاجتماع لا يزال على الجدول «حتى الآن»، وقال: «أستطيع القول إن الاجتماع لا يزال على الجدول حتى الآن». إلا أنه وبضغط من الصحافيين ربط غيبس مصير زيارة كرزاي بالتطورات المستقبلية. وقال: «سنواصل وبكل تأكيد تقييم أي تصريحات إضافية يطلقها كرزاي لتحديد ما إذا كان عقد هذا اللقاء بناء». واتهم كرزاي الخميس الماضي الغربيين بأنهم مسؤولون عن تزوير آخر انتخابات محلية ورئاسية فاز فيها. وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» السبت أن الرئيس الأفغاني انتقد مجددا داعميه الغربيين خلال لقاء خاص مع نحو 70 برلمانيا أفغانيا. وأكد بعض المشاركين في اللقاء أن كرزاي حذر من أن تمرد طالبان قد يتحول إلى حركة مقاومة مشروعة إذا واصل الأجانب التدخل في الشؤون الأفغانية، وأنه ذهب إلى حد التهديد بالانضمام إلى طالبان إذا لم يسانده البرلمان في السيطرة على هيئة مكلفة بالإشراف على العملية الانتخابية. وقال غيبس في رد على سؤال حول ما إذا كان كرزاي يعتبر حليفا للولايات المتحدة، إن «كرزاي هو الزعيم الأفغاني المنتخب ديمقراطيا». وأضاف: «في بعض الأوقات تكون الخطوات التي يقوم بها بناءة للحكم. ولكنني أعتقد أن أي شخص في هذا البلد يرى التصريحات التي أطلقها كرزاي مثيرة للقلق».

من جهة أخرى، رفضت بريطانيا أول من أمس مزاعم الرئيس كرزاي عن تدخل الغرب في انتخابات الرئاسة العام الماضي بوصفها «خبيثة». وكان كرزاي اتهم سفارات غربية بارتكاب أعمال تزوير للانتخابات ورشوة مسؤولي الانتخابات أو تهديدهم ومحاولة إضعافه هو وحكومته. ونفى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند المزاعم التي صدرت قبل أسابيع من انتخابات بريطانية تجرى في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال ميليباند للبرلمان: «لا أساس من الصحة على الإطلاق لأي زعم بأن بريطانيا أو أي بلد آخر دأب على التدخل في العمليات الانتخابية في أفغانستان». وأضاف قوله: «قواتنا هناك لحماية سلامة الناس الساعين إلى الذهاب والإدلاء بأصواتهم. وأنا على يقين من أن الموقف الموحد لهذا المجلس هو أن لا نتعامل على الإطلاق مع مثل هذه المزاعم الخبيثة». وقال ميليباند إن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون تحدث إلى كرزاي يوم الأحد وإنه «أوضح بجلاء موقفه في ما يتصل بهذه المزاعم». وقال: «الرئيس كرزاي لم يردد المزاعم، وفي الواقع فإنه تعهد بالتعاون مع المملكة المتحدة، لكن من المهم تحويل هذه التأكيدات إلى أفعال».

من ناحية أخرى، قال بيتر غالبريث المبعوث الدولي السابق لأفغانستان أول من أمس إنه يشك في «الحالة العقلية» للرئيس الأفغاني حميد كرزاي، مشيرا إلى احتمال تعاطيه المخدرات. وصرح غالبريث لشبكة «إم إس إن بي سي» بأن كرزاي «يميل أحيانا إلى إلقاء الخطب الطويلة القوية، ويكون عاطفيا للغاية في بعض الأحيان ويتصرف بشكل متهور.