واشنطن: العولقي مطلوب حيا أو ميتا

مسؤول أميركي: الإمام اليمني تهديد مؤكد.. يجري استهدافه

أنور العولقي
TT

قال مسؤولون أول من أمس إن الإدارة الأميركية وافقت على القيام بعمليات لاعتقال أو قتل رجل الدين الأميركي المولد المقيم في اليمن أنور العولقي، الذي وصفه مشرع بارز بأنه يمثل أكبر تهديد إرهابي لأميركا. وجاء قرار إضافة العولقي إلى القائمة الأميركية للأشخاص المستهدفين بعد مراجعة أجراها مجلس الأمن القومي بسبب وضعه كمواطن أميركي، ودوره المزعوم في نشاط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقال مسؤولون إن العولقي هدد الولايات المتحدة مباشرة. وقال مسؤول أميركي اشترط عدم كشف اسمه «العولقي تهديد مؤكد. يجري استهدافه». وصرح مسؤول لم يكشف عن اسمه لصحيفة «نيويورك تايمز» قائلا «إن الخطر الذي يشكله العولقي على هذا البلد لم يعد فقط مجرد كلمات، فهو تورط بالفعل في مخططات إرهابية». ووصفت النائبة الديمقراطية جين هارمان، رئيسة اللجنة الفرعية لشؤون الأمن الداخلي في مجلس النواب، العولقي بأنه «على الأرجح الشخص.. الإرهابي.. الذي سيكون الإرهابي رقم واحد فيما يتعلق بتهديدنا». وأضافت هارمان التي زارت اليمن في الآونة الأخيرة للاجتماع مع مسؤولين أميركيين ويمنيين «إنه تحت أنظار اليمنيين إلى حد بعيد.. بمساعدتنا». وأبلغت «رويترز» بأن جنسية العولقي الأميركية جعلت ملاحقته «معقدة بكل تأكيد». لكنها قالت إن الرئيس باراك أوباما وإدارته «أوضحوا بجلاء أن من يحاولون مهاجمة بلدنا سنلاحقهم قطعا حتى إذا كانوا أميركيين.. هم أهداف للولايات المتحدة».

وقائمة من تستهدفهم الولايات المتحدة سرية، ولم يتضح على الفور ما إذا كان العولقي هو أول أميركي يضاف إليها كما يشير بعض الخبراء. ونفذ اليمن غارات جوية بمساعدة أميركية لاستهداف زعماء لـ«القاعدة»، إلا أن هناك تقارير متضاربة بشأن وجود العولقي أثناء أي من هذه الهجمات. ويعتقد مسؤولون أميركيون أنه لا يزال مختبئا في اليمن.

وكانت وكالات المخابرات الأميركية تعتبر العولقي في الأغلب متعاطفا مع «القاعدة» يعمل على تجنيد أنصار للقضايا الإسلامية، ويحتمل أنه كانت له علاقات مع بعض منفذي هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. لكن هذا التقييم تغير أواخر العام الماضي مع الكشف عن صلته بالنيجيري المشتبه به في محاولة تفجير طائرة ركاب أثناء اقترابها من مطار ديترويت يوم 25 ديسمبر (كانون الأول)، وبطبيب نفسي في الجيش الأميركي اتهم بقتل 13 شخصا في قاعدة عسكرية في تكساس يوم الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن محاولة تفجير طائرة الركاب التي كانت في رحلة من أمستردام إلى ديترويت يوم عيد الميلاد. وقال مسؤولون إن المشتبه به عمر الفاروق عبد المطلب يتعاون مع السلطات الأميركية ويقدم معلومات بشأن تنظيم القاعدة الذي يزعم أنه أمده بالمتفجرات التي كانت مخبأة في ملابسه الداخلية. ووصف مسؤولون أميركيون في مجال مكافحة الإرهاب العولقي بأنه القوة الأساسية وراء قرار «القاعدة» في جزيرة العرب التحول من تهديد إقليمي إلى ما تعتبره وكالات المخابرات الأميركية أكثر الجماعات المنتسبة إلى القاعدة نشاطا خارج باكستان وأفغانستان. وعمل العولقي الذي ولد في نيومكسيكو إماما في مساجد في دنفر وسان دييغو وفولز تشرش في فرجينيا على مشارف واشنطن. وعاد إلى اليمن في عام 2004 حيث عمل بالتدريس في الجامعة قبل أن يلقى القبض عليه ويسجن في عام 2006 للاشتباه به. وذكر مسؤول أمني يمني أن العولقي، وهو من عائلة يمنية بارزة، أفرج عنه في ديسمبر 2007 لإعلانه التوبة. لكنه اتهم مجددا في وقت لاحق بجرائم مماثلة ولجأ للاختباء. وبعد حادث إطلاق النار في قاعدة فورت هود بولاية تكساس الذي نفذه الميجور نضال مالك حسن الطبيب النفسي في الجيش الأميركي، قالت السلطات الأميركية إنه كان على اتصال متواتر مع العولقي من خلال البريد الإلكتروني.

وبعد محاولة تفجير الطائرة يوم عيد الميلاد، قال مسؤولون أميركيون ويمنيون إنهم علموا أن العولقي التقى مع النيجيري عبد المطلب في اليمن. وفي مقابلة أجراها صحافي يمني حر في الآونة الأخيرة، وصف العولقي عبد المطلب بأنه «أحد تلامذتي»، لكنه قال إنه لم يشجع الهجوم.