بلجيكا: أول انتحارية أوروبية لم تستخرج لها شهادة وفاة حتى الآن

قتلت في عملية تفجيرية بالعراق قبل 5 سنوات

TT

حصلت البلجيكية موريل ديغوك من وسائل الإعلام الأوروبية المختلفة، على لقب أول انتحارية أوروبية بعد أن قتلت في عملية تفجيرية بالعراق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لم تستطع عائلة موريل استخراج شهادة وفاة لها، وقالت محطة التلفزة البلجيكية «تي في آي» الناطقة بالفرنسية، إن أهل موريل لم يحصلوا على شهادة وفاة لها حتى الآن مما يعيق استخراج ما يعرف بإعلان الوراثة، على الرغم من المحاولات المتكررة التي قامت بها وزارة الخارجية البلجيكية مع السلطات العراقية ولكن دون جدوى. وقالت المصادر نفسها إن هناك شهادة تتضمن نتائج تحليل الـ«دي إن إيه» ضمن تقرير قدمه مكتب «إف بي آي» الأميركي، أظهر أن الرفات التي عثر عليها في مكان التفجير للسيدة البلجيكية بنسبة 99.75%، وقد حصلت وزارة العدل البلجيكية على المستند ضمن أوراق قضية تتعلق بالإرهاب عام 2007، ولكن لم تتوفر تلك الوثيقة للخارجية البلجيكية. وبدأت أسرة موريل في إجراءات قضائية للحصول على نسخة من الوثيقة من وزارة العدل. وأثار حادث تفجير موريل نفسها في العراق، صدمة فعلية داخل البلاد، وكانت موريل غيرت اسمها إلى مريم بعد أن تزوجت من شاب بلجيكي من أصل مغربي يدعى عصام جوريس، وكان يصغرها بسبعة أعوام وقد تعرفت عليه عام 2002 في بروكسل، وكان عاطلا عن العمل. وبعد زواجهما اعتنقت الإسلام. وقد سافر عصام إلى العراق، وقتل هناك على أيدي الجنود الأميركيين. وعقب الإعلان عن انتحار موريل في العراق، نفذت الشرطة البلجيكية حملة مداهمات شملت بروكسل وشارلوا وانتويرب. وأسفرت حملة المداهمات وقتها عن اعتقال 14 شخصا، منهم 7 بلجيكيين وتونسيان، وثلاثة مغاربة، وبلجيكيان من أصل تونسي، وعادت وأطلقت سراح تسعة منهم بعد وقت قصير من اعتقالهم. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2007 انطلقت جلسات محاكمة ستة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 30 و35 عاما وواجهوا اتهامات منها الانتماء إلى مجموعة متشددة، وتجنيد متطوعين للقتال في العراق. وفي يناير (كانون الثاني) 2008 قضت المحكمة بسجن المتهم الرئيسي بلال.أ وهو بلجيكي من أصل تونسي بالسجن لمدة عشر سنوات، وهي أقصى مدة حبس ينص عليها القانون البلجيكي، كما قضت المحكمة بسجن المتهمين الثاني والثالث يونس. ل، وميلود. ك، لمدة خمس سنوات. وأصدرت المحكمة أحكاما أخرى متفاوتة مع وقف التنفيذ على متهمين آخرين من بينهم مواطن بلجيكي. وقال القاضي بيير هندريكس في المحكمة: «بلال ساعد متعمدا دوائر إرهابية في العراق». وأضاف أن الشبكة كانت تهدف إلى المساعدة في فرض صورة متشددة للإسلام وليس مجرد تحرير العراق من الاحتلال الأميركي، وقال القاضي: «القضية برمتها متشبعة بمناخ من عدم التسامح الديني» ونفى المتهم الرئيسي علمه بخطط ديغوك رغم ترحيبه بأنباء مقتلها في محادثات هاتفية تم التنصت عليها. ومن بين الأربعة الذين حوكموا غيابيا باسكال كرويبنينك وهو بلجيكي آخر اعتنق الإسلام وحكم عليه بالسجن خمس سنوات. واتهم كرويبنينك بمحاولة تجنيد صديقته رواندان (17 عاما). وقال المحامي فرناند موتي المكلف بالدفاع عن بلال إن الأحكام التي أصدرتها المحكمة كانت قاسية ويبدو أن المتهمين كانوا ضحايا للحالة التي تعيشها بلجيكا منذ فترة وشهدت رفع حالة الاستنفار الأمني تخوفا من أعمال إرهابية.