تقع جمهورية قرغيزستان، في الجزء الشرقي من آسيا الوسطى، وتشترك حدودها الشرقية مع إقليم تركستان الشرقية، في حين تحدها من الشمال جمهورية أوزبكستان، ومن الجنوب الغربي والغرب جمهورية طاجيكستان، وتحيط بكل حدود قرغيزيا بلدان ذات غالبية إسلامية.
قرغيزستان جمهورية لا تطل على بحار، وتحتل الجبال أكثر من ثلاثة أرباع أراضيها. تضم في شمالها سلاسل جبلية تمثل القسم الغربي من جبال تيان شان، وتضم في الجنوب جبال «ألايسكي» التي ترتفع إلى أكثر من سبعة آلاف متر. والقسم الأوسط من البلد سهل ينفتح في الغرب على سهول وسط آسيا، ويضم هذا القسم مجموعة من الوديان النهرية مثل وادي «نارين» ووادي «نار»، لتكون هذه الوديان مجموعة من البحيرات، ويشكل هذا النظام وادي «فرغانة» صاحب الشهرة التاريخية في الفتوح الإسلامية لهذه البلاد. وتلك المجموعة المائية هي جزء من الروافد العليا لنهر «سرداريا»، وهناك أيضا بحيرة كبيرة في الشمال اسمها «إيسيك كول» الجبلية التي بنيت على شواطئها مصايف ومخيمات سياحية كثيرة.
دخل القرغيز منطقة قرغيزستان من منطقة توفا في سيبيريا في القرن الخامس عشر الميلادي، وفي عام 1876 احتلتها الإمبراطورية الروسية فثار القرغيز مرات كثيرة وهاجر البعض إلى الصين وأفغانستان.
حكم السوفيات المنطقة في 1918، وأسسوا فيها «أوبلاست قرة قرغيز» المستقل، كجزء من الجمهورية الروسية الفيدرالية الاشتراكية في 1924، وفي 1926 أصبحت الجمهورية القرغيزية الفيدرالية الاشتراكية، وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) 1936 أصبحت الجمهورية القرغيزية الاشتراكية السوفياتية إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي.
في العشرينات، تغير اقتصاد قرغيزستان وثقافتها بسبب التأثير السوفياتي. فأسست الحكومة كتابة بالحروف العربية للغة القرغيزية في 1924، ثم استعملت الحروف اللاتينية بعد 1928، وبعدها الحروف الروسية في 1941.
في أوائل التسعينات، بدأت تغيرات في سياسة قرغيزستان. ففي أغسطس (آب) 1990 كانت هناك مشكلات بين سكان ولاية «أوش الأوزبك» و«القرغيز» لمدة شهرين، بعدها وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه فاز «عسكر آكاييف» في الانتخابات الرئاسية.
عام 1924 تم تأسيس إقليم قرغيزستان، ذي الحكم الذاتي، ضمن جمهورية روسيا الاتحادية السوفياتية الاشتراكية، وفي عام 1926 تم تأسيس جمهورية قرغيزستان ذات الحكم الذاتي. وفي عام 1936 نالت قرغيزستان الوضع القانوني للجمهورية الاتحادية ضمن الاتحاد السوفياتي.
وبتاريخ 31 أغسطس 1991 استقلت عن الاتحاد السوفياتي واستمرت رئاسة عكاييف حتى 2005، ليهرب بعدها إلى روسيا بعد معارضات وصراعات كبيرة في العاصمة.
* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»