نجاد لأوباما: انتبه من السير على خطى بوش.. ردنا سيكون عنيفا

كوشنير يعلن مشاركة الصين في اجتماع نيويورك لبحث عقوبات على طهران

الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يلوح لمناصريه خلال زيارة له الى مدينة أورومية أمس (رويترز)
TT

في وقت تتحضر فيه الصين للمشاركة في اجتماع لمجموعة (5 + 1) في نيويورك يبحث خلاله موضوع فرض عقوبات على إيران، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الرئيس الأميركي باراك أوباما من «رد عنيف»، تعليقا على العقيدة النووية الأميركية الجديدة التي جعلت من إيران استثناء عن القاعدة التي تقيد استخدام السلاح النووي.

وقال الرئيس الإيراني في خطاب نقله التلفزيون الرسمي «آمل أن تكون هذه التصريحات المنشورة غير صحيحة (...). لقد هدد (أوباما باستخدام) الأسلحة النووية والكيماوية (ضد) الدول التي لا تخضع للولايات المتحدة». وأضاف أحمدي نجاد متوجها إلى أوباما «انتبه، إذا سرت على خطى (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش، فإن رد الشعوب سيكون أشد من ردهم على بوش».

وقال أحمدي نجاد في تجمع شعبي أمس: «لقد قال أوباما ما لم يقله بوش الملطخة يداه بالدماء». وتوجه لأوباما بالقول «احسب ما تفعل، واعلم أن أشخاصا أكثر أهمية منك لم يقدروا على فعل شيء» ضد إيران.

أما وزير الخارجية منوشهر متقي فقد وصف العقيدة النووية الأميركية الجديدة بـ«الدعاية»، داعيا واشنطن للالتزام بوعدها بجعل العالم خاليا من السلاح الذري. وأكد متقي، في مؤتمر صحافي، أن بلاده التي تتهمها القوى العظمى بالسعي لامتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها المدني، لا تؤمن بالسلاح الذري ولا تحتاج إليه. وجدد متقي التأكيد أن إيران مستعدة «لتبادل الوقود». وقال للصحافيين «اقتراح تبادل الوقود ما زال على الطاولة وبإمكاننا تنفيذه». وأضاف «أجرينا مباحثات مباشرة وغير مباشرة مع كافة الأطراف المعنية في مجموعة فيينا وبحثنا الجوانب المختلفة لإطار معقول لتبادل» الوقود، مؤكدا أنه بالإمكان تنفيذ الاقتراح «في مهلة قصيرة إذا أبدت (الدول الكبرى) رغبة سياسية».

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اقترحت في أكتوبر (تشرين الأول) 2009 في فيينا أن تسلم إيران روسيا 70% من اليورانيوم الضعيف التخصيب (5.3%) الذي تمتلكه لتخصيبه بنسبة 20% قبل تحويله في فرنسا إلى وقود لمفاعل الأبحاث الطبية في طهران. لكن الدول الكبرى، التي تشتبه في أن طهران تسعى لصنع السلاح النووي تحت غطاء برنامج مدني، رفضت تلك الشروط. وحاول متقي مجددا أمس توضيح موقف بلاده من هذه المسألة. وأكد أن إيران أعلنت خلال مناقشات فيينا أنها مستعدة للانتظار «ما بين ستة إلى عشرة أشهر» لاستلام اليورانيوم المخصب بنسبة 20%. وأضاف «قلنا إن بإمكاننا التوصل إلى اتفاق وبإمكان (الدول الكبرى) إنتاج الوقود ويمكننا مبادلته عندما يكون جاهزا وقد قبلت (الدول الكبرى) ذلك ضمنا».

وتابع الوزير أن إيران مستعدة لتخزين ألف كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب داخل البلاد تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في انتظار أن يتم التبادل. وترفض إيران تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم رغم سلسلة من العقوبات أقرها مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أن برنامجها النووي سلمي. وشددت الولايات المتحدة وحلفاؤها الضغط من أجل استصدار عقوبات جديدة ضد إيران، لكن الصين وروسيا ما زالتا متحفظتين على فرض عقوبات جديدة. وفي موازاة ذلك، قالت مصادر بصناعة النفط أمس إن شركة «لوك أويل» الروسية العملاقة للنفط ستوقف إمدادات البنزين إلى إيران لتنضم بذلك إلى قائمة الشركات التي علقت شحناتها للجمهورية الإسلامية قبل أي عقوبات دولية محتملة. وقال تجار إن «لوك أويل»، ثاني أكبر شركة نفط روسية، كانت تمد إيران بالبنزين بشكل متقطع بمستويات بين 250 ألفا و500 ألف برميل مرة كل شهرين. وقال أحد التجار إن «لوك أويل»: «ليست من موردي البنزين الرئيسيين لإيران فهي تفعل ذلك بشكل غير منتظم. لكنها ستتوقف الآن عن الإمداد بسبب الضغط من المكتب الرئيسي في موسكو».

إلى ذلك، أعلن كوشنير أمس أن الصين وافقت على أن تشارك في اجتماع لمجموعة (5+1) في نيويورك اليوم يبحَث خلاله موضوع فرض عقوبات على إيران. وقال كوشنير أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية إن لديه «خبرا سارا» يعلنه، موضحا أنه «غدا (اليوم) في نيويورك يوافق الصينيون على الحديث ضمن مجموعة الست». وأضاف الوزير الفرنسي أن هذا يعد «عاملا إيجابيا»، مؤكدا أنه «لا يستبق نتائج» هذا الاجتماع. ولم يوضح كوشنير على أي مستوى سيعقد هذا الاجتماع، إن كان على مستوى السفراء أم كبار الموظفين المكلفين هذا الملف.