دبلوماسي قطري يثير ذعرا على متن طائرة أميركية بسبب سيجارة

السفارة القطرية تؤكد أنه لم يهدد أمن الطائرة.. وطائرتان عسكريتان رافقتاها

رجل أمن مختص بمراقبة تصرفات الركاب يراقب مسافرين أثناء إجراءات تسليم حقائبهم لمكتب خطوط «يونايتد إيرلاينز» في مطار واشنطن أمس (أ.ب)
TT

أثار دبلوماسي قطري حالة تأهب أمني على متن رحلة أميركية مساء أول من أمس متجهة من واشنطن إلى دنفر بعد أن أثيرت مخاوف من محاولته تفجير الطائرة، ليتبن لاحقا أنه خرق قانون منع التدخين على متن الطائرة وصدر منه تعليق فسر على أنه تهديد.

وبعد ساعات من التكهنات حول خلفية حادثة أثارت حالة من الذعر على متن الطائرة الأميركية الداخلية، تبين أن الدبلوماسي الذي يعمل في السفارة القطرية في واشنطن لم يكن يقصد توجيه أي تهديد للطائرة.

وأفاد مسؤول من «سلطة أمن النقل» الأميركية أن السلطات الأمنية «ردت على حادثة على رحلة لشركة (طيران يونايتد) من مطار واشنطن الوطني إلى دنفر بعدما رد مارشال جوي على راكب أثار إزعاجا على متن الطائرة». وأضاف المسؤول أن «الطائرة هبطت بسلامة في مطار دنفر في الساعة الثامنة و50 دقيقة مساء» بتوقيت دنفر. وبعد حصول السلطات الأمنية على معلومات عن «الإزعاج» على متن الطائرة، رافقت طائرتان من طراز «إف 16» الحربية طائرة الركاب حتى هبطت وتم استجواب الدبلوماسي القطري في المطار. وقد طلب من الركاب الآخرين تقديم إفادة حول الحادثة لمعرفة الملابسات التي أدت إلى مرافقة رجال الأمن على متن الطائرة للدبلوماسي القطري حتى هبوط الطائرة ومن ثم استجوابه.

وأكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان على اطلاع على الحادث وتابع تطوراته. وقال مسؤول بالبيت الأبيض «اتخذت إجراءات لضمان سلامة جميع المسافرين». وامتنعت وزارة الخارجية الأميركية عن الإدلاء بأية تصريحات حول الحادثة التي ما زالت قيد التحقيق.

وبعد أن أفادت تقارير إخبارية أميركية أولية أن مواطنا قطريا ربما حاول تفجير الطائرة أو إشعالها، بدت أن القضية مرتبطة بتدخين الراكب القطري ومواجهة مسؤولين أمنيين على متن الطائرة له. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي قوله «يبدو أن الشخص المعني ربما كان يدخن في المرحاض وقد يكون بدرت منه ملاحظة» اعتبرت تهديدا حين واجهه موظفو شركة الطيران. وأكد مسؤولون أمنيون أنه لم يتم العثور على أية مواد متفجرة على متن الطائرة.

وأفادت تقارير إخبارية أميركية أن الدبلوماسي المعني هو سكرتير ثالث في السفارة القطرية في المتوسط من العشرينات من العمر، لكن لم تؤكد السلطات الأميركية أو القطرية هويته مباشرة.

وأكدت السفارة القطرية في واشنطن أمس أن الحادثة عبارة عن «خطأ». وقال علي بن فهد الهجري، السفير القطري لدى الولايات المتحدة، في بيان صحافي، «نحن نحترم ضرورة اتخاذ الاحتياطات الأمنية الخاصة فيما يخص السفر الجوي ولكن هذا الدبلوماسي كان يسافر إلى دنفر بعمل رسمي من السفارة بناء على تعليماتي وهو بالتأكيد لم يرتبط بأية أعمال تهدد الآخرين». وأضاف البيان أن «المعلومات ستكشف أن هذه (الحادثة) نتجت عن خطأ ونطالب كل الأطراف المعنية بأن تتجنب الأحكام المتهورة أو التكهن» حول الحادثة.

ويذكر أن المسؤولين الأميركيين في حالة تأهب قصوى وقد عززوا الإجراءات الأمنية منذ يوم عيد الميلاد العام الماضي بعد محاولة فاشلة قام بها مشتبه نيجيري لتفجير طائرة قادمة من أمستردام إلى ديترويت بشحنة ناسفة كانت مثبتة في ملابسه الداخلية. وأدت التقارير الأولية عن واقعة أول من أمس إلى تشديد الإجراءات الأمنية في مطارات عدة في الولايات المتحدة.

وفي وقت لاحق أعلن مصدر في الشرطة أن الدبلوماسي القطري الذي أوقف الأربعاء سيفرج عنه الخميس مرجحا عدم ملاحقته قضائيا لتمتعه بالحصانة الدبلوماسية.

وقال المصدر رافضا الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية: «ننتظر تسليمه إلى السلطات القطرية»، ولم يوضح أنه تم بالفعل الإفراج عن الدبلوماسي في دنفر (كولورادو، غرب) حيث خضع لاستجواب مكتب المباحث الفيدرالي بعد توقيفه على متن رحلة داخلية لشركة «يونايتد إيرلاينز».

وتابع المصدر أن الدبلوماسي «لا يلاحق قضائيا على الأرجح لأنه يتمتع بالحصانة الدبلوماسية». وأضاف: «وحدها الحكومة الأجنبية لديها سلطة رفع الحصانة».

وأفادت محطة «إن بي سي» الأميركية بالتوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والحكومة القطرية يقضي بترحيل الدبلوماسي إلى قطر.