مشاركون بينهم بعثيون في ندوة بدمشق: مشروع لتوحيد قوى المقاومة العراقية

رئيس أركان قيادة جيش القدس في عهد صدام لـ «الشرق الأوسط»: الواقع يفرض قيادة واحدة

TT

دعت قوى عراقية معارضة كثيرة إلى قيام كيان يجمع تحت لوائه ما سمته «القوى المقاومة للاحتلال»، فيما كشفت مصادر عراقية لـ«الشرق الأوسط» عن قرب إعلان قيام هذا الكيان «الذي يهدف إلى إنشاء قيادة موحدة، ووضع منهج سياسي وعسكري واضح للمقاومة العراقية».

هذا الطرح تمت مناقشته في ندوة مفتوحة دعا إليها مركز الاستقلال للدراسات الاستراتيجية العراقي وعقدت في دمشق صباح أمس الخميس، بمشاركة ممثلين عن قوى عراقية مناهضة للاحتلال من مختلف التيارات (بعثية وإسلامية ومستقلة)، بالإضافة إلى ممثل عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد عضو المكتب السياسي للجبهة، الذي ألقى كلمة في الندوة، تلتها كلمة لأرشد زيباري ومن ثم كلمة لخضير المرشدي ممثل حزب البعث في العراق، وكلمة الجيش العراقي (جيش النظام السابق) ألقاها اللواء الركن عباس العيثاوي. كما كان بين المشاركين الذين ألقوا كلمات في الافتتاح ممثل عن هيئة علماء المسلمين هو الشيخ أبو حذيفة، ورئيس جبهة إنقاذ كركوك عدي الزيدي. واختتمت الندوة التي تضمنت معرض صور للحرب في العراق بقصيدة للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد.

واقتصرت «الندوة المفتوحة» على إلقاء الكلمات ولم يكن هناك حوار أو نقاش مفتوح كما يوحي عنوان الندوة «المقاومة طريقنا إلى التحرير والاستقلال». وقال مدير مركز الاستقلال خالد المعيني لـ«الشرق الأوسط» ردا على هذه الملاحظة أن الهدف الأساسي من الندوة «إعلامي بامتياز»، لأنه «لم يعد من المقبول القيام بعمل مقاوم عسكري دون أن يحسب في حدود تأثيره السياسي والإعلامي»، لافتا إلى أن الندوة «محاولة للارتقاء بالعمل المناهض للاحتلال استجابة للمتغيرات لأن المعركة في العراق الآن سياسية إعلامية».

وحول فكرة قيام كيان عراقي يضم القوى المناهضة للاحتلال قال المعيني: «قبل فترة شعر الجميع أن هناك حاجة لانتقال المناهضة العراقية إلى شكل جديد، فقد كان هناك تركيز على الجانب العسكري ونقص في وجود برنامج ومنهاج سياسي مقاوم، وهذا ليس شأن المقاتل في الميدان، بل هذا شأن النخب الفكرية والثقافية، فهذه النخب هي المعنية بوضع منهاج وفكر سياسي مستقبلي عقلاني يستجيب لمتطلبات الشعب العراقي، أي المواءمة بين المقاومة وبين واقعها ومقدراتها». وأضاف المعيني أن مركز الاستقلال في «مقدمة النخب التي تسعى إلى إيجاد الأرضيات المشتركة بين فعاليات المقاومة السياسية والعسكرية»، وأنه جرى عقد الكثير من الندوات المغلقة التي تناولت هذا الموضوع. كما نفى المعيني أن يكون المركز مدعوما من قبل جهات أو دول معينة، وقال: «إنه ناتج عن شعور عالٍ بالمسؤولية ومبادرات من نخب تقوم بواجبها في مناهضة الاحتلال، وهو جهد يشكل واحدا في المائة من جهد المقاومين في الميدان».

من جانبه قال اللواء الركن عباس العيثاوي رئيس أركان قيادة جيش القدس الذي شكله النظام السابق من البعثيين: «إن الظروف الميدانية هي التي دعت كافة الأطياف المناهضة للاحتلال حتى المتناقض منها بالرؤى والأفكار إلى أن يتوحدوا حول هدف واحد وهو مقاومة الاحتلال»، ورأى العيثاوي أن الواقع يفترض أن «يخلصوا إلى قيادة واحدة»، موضحا أن ليس لديه معلومات واضحة عن الكيان أو المشروع المزمع تنفيذه لتوحيد القوى المقاومة العراقية، وقال: «ما أعرفه من الساحة السياسية أن هناك مشروعا يسير في هذا الاتجاه».

كما رأى حسين الفتلاوي ممثل ما يسمى بـ«القيادة العامة للمقاومة العراقية» أن الندوة افتقرت إلى الحوار، «وأن فصائل المقاومة الحقيقية والفاعلة في الداخل لم تكن ممثلة في الندوة، وأن غالبية المشاركين هم من المناهضين للاحتلال الموجودين خارج العراق».