«تمرد» داخلي يتحول إلى اشتباكات بين عناصر الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة

قوة من الجيش اللبناني ضربت طوقا في محيط الموقعين في البقاع

TT

اندلعت أمس اشتباكات عنيفة داخل موقع عين البيضا، منطقة كفر زبد التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، الواقع على تخوم الحدود السورية في منطقة البقاع اللبناني، استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، تبين أنه ناجم عن «تمرد» داخلي على قرارات تنظيمية.

وبعد أن بدأت الاشتباكات عند الساعة العاشرة صباحا بين عناصر المركز نفسه، توقفت لساعة قبل أن تستأنف ظهرا، وبحسب شهود عيان فإن الموقع المذكور تعرض في وقت لاحق للقصف الصاروخي من موقع آخر في جوار بلدة قوسايا المجاورة، كما أفيد عن تسلل عناصر مسلحة من الموقع الأخير في اتجاه عين البيضا في محاولة لاحتلاله على ما يبدو. وقد ضرب الجيش اللبناني طوقا أمنيا في محيط الموقعين مانعا الدخول والخروج إلى تلك المنطقة واتهم المسؤول الإعلامي في «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» أنور رجا في مقابلة تلفزيونية رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني العقيد وسام الحسن بالوقوف وراء الاشتباكات التي وقعت في مواقع الجبهة في منطقة البقاع الأوسط. وقال: «لا يوجد أي إشكال أو اشتباكات داخلية بين عناصر الجبهة بالمطلق وما ورد في وسائل الإعلام غير دقيق والتسريبات هذه مخادعة». وأضاف رجا: «حقيقة الأمر هي أن مجموعة من فرع (المعلومات) بقيادة وسام الحسن حاولت أن تطعن ما اتفق عليه من مبدأ الحوار حول السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، فحاولت هذه المجموعة أن تطعن أحد مواقعنا في كفر زبد، ونحن نعتبر ذلك تحقيقا للمطلب الإسرائيلي بنزع سلاح الجبهة»، مشيرا إلى «أنه لدى الجبهة أربعة معتقلين من عناصر المعلومات بينهم شخص اسمه خليل عراجي وهو معروف بانتمائه إلى هذه الشعبة». وأضاف أنه « بدأ التحقيق مع هؤلاء وتم التعامل معهم باللين بداية ومن ثم بالشدة، بعدها فروا ولجأوا إلى مواقع الجيش اللبناني والآن الوضع مستقر في المنطقة». وتابع المسؤول الفلسطيني: «هم يعلمون أن الموقع محصن وأن العدو الإسرائيلي لم يستطع اختراقه على الرغم من قصفه في حرب يوليو (تموز) 2006 يحاولون هم تنفيذ هذه المهمة اليوم، وأن يلاقينا وسام الحسن بهذه الطريقة على أبواب التهدئة الداخلية وموسم الاصطياف والسياحة فهذا أمر لا نقبله، ونحن نؤكد حرصنا على التهدئة ولن ننجر إلى هذه الحركشات».

وقد قوبل كلام رجا بنفي من داخل الجبهة الشعبية نفسها، إذ أكد مسؤولها في لبنان أبو رامز مصطفى أن «أحد عناصر الجبهة لديه بعض الإشكالات الداخلية مع رفاقه وحاول أن يحلها بطريقة خاطئة إذ عمد إلى المجيء برفقة عدد من أقربائه وأفراد أسرته الذين لا ينتمون إلى الجبهة إلى موقع كفر زبد، حيث وقع الاشتباك»، ليؤكد في ختام حديثه أن «الجبهة تمكنت من اعتقال أربعة من أفراد أسرة هذا العنصر والتحقيق جار معهم». وأفادت معلومات أخرى أن عنصرا من الجبهة يدعى «العقيد دريد» سلم نفسه إلى الجيش اللبناني.

من جهته أكد عضو تكتل «لبنان أولا» النائب عقاب صقر أن الجبهة الشعبية - القيادة العامة «تشكل خطرا على الأمن اللبناني والقضية الفلسطينية»، معتبرا «أن الاشتباكات التي حصلت في مواقع الجبهة وقعت بخلفية داخلية بين عناصرها»، وردا على اتهام أنور رجا لفرع «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي ولرئيسه العقيد وسام الحسن بالوقوف خلف الاشتباكات وحديثه عن اعتقال أربعة أشخاص بينهم عنصر في «المعلومات»، قال صقر: «ربما هذه الجماعة اعتقلت بعض المواطنين وأرادت زجهم وزج فرع المعلومات في المسألة لتوريط هذا الجهاز، لكن نحن نعلم أنه لا يوجد أي عنصر من فرع (المعلومات) أو أي عناصر للأجهزة الأمنية هناك سوى الجيش اللبناني المحيط بتلك المنطقة، وبالتالي فإن خطف أي مواطن يعتبر عمل قرصنة، وما قاله رجا أطلب اعتباره إخبارا لدى النيابة العامة العسكرية التي عليها التحرك وذلك لمس الأحداث التي وقعت بالأمن اللبناني ولحصول احتجاز لمواطنين لبنانيين».