أوباما وميدفيديف يوقعان معاهدة تاريخية لنزع السلاح.. ويعدان بعدم التسامح مع إيران

الرئيس الروسي يدعو لعقوبات ذكية على طهران ويأسف لعدم تعاونها

الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي ديمتري ميدفيديف يوقعان اتفاقية «ستارت» الجديدة لخفض الأسلحة النووية في براغ أمس (رويترز)
TT

وقعت الولايات المتحدة وروسيا أمس معاهدة تاريخية لنزع السلاح تأملان أن تبشر بعلاقات ثنائية أفضل وتزيد الضغط على دول تسعى لامتلاك أسلحة نووية حتى تتخلى عن طموحاتها.

ووقع الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف المعاهدة في مراسم بقصر براغ الذي يعود للقرون الوسطى، بعد محادثات تناولت الأمن النووي والبرنامج النووي الإيراني والانتفاضة في دولة قرغيزستان الاستراتيجية الواقعة في آسيا الوسطى.

وقال أوباما إن بلاده تعمل مع روسيا لفرض عقوبات أشد على إيران. وأضاف: «نعمل معا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتمرير عقوبات أشد على إيران ولن نتسامح مع تصرفات تنتهك معاهدة حظر الانتشار النووي». وأضاف أن واشنطن وموسكو تريدان أن تتحمل طهران «عواقب» سلوكها في الملف النووي، وأنهما ستعملان على فرض عقوبات «قوية» عليها في مجلس الأمن. وعن المعاهدة التي وقعها مع ميدفيديف، قال أوباما إنها «ستجعل الولايات المتحدة والعالم أكثر أمانا»، مثنيا على هذا الحدث «التاريخي».

وقال البيت الأبيض أمس إن الولايات المتحدة لم تحدد تغيير النظام هدفا للعقوبات على إيران. من جهته قال مسؤول أميركي رفيع إن رئيسي الولايات المتحدة وروسيا ناقشا إمكانية فرض عقوبات على قطاع الطاقة الإيراني خلال قمة انعقدت بينهما في براغ، وإن هذا الشكل من أشكال العقوبات لم يستبعد. وقال المسؤول: «لقد ناقشنا الطاقة اليوم.. إنها لم تستبعد. للأمانة لا أعرف أين سينتهي هذا الأمر، لكنها ليست فئة من العقوبات استبعدت اليوم».

من جهته أعرب ميدفيديف بعد توقيع المعاهدة عن أسفه لعدم استجابة إيران لمقترحات بناءة متعلقة ببرنامجها النووي. وقال إنه إذا فرضت عقوبات فيجب أن تكون عقوبات ذكية. ووصف مناقشاته مع أوباما بشأن طبيعة العقوبات التي قد تفرض على إيران بسبب برنامجها النووي بأنها كانت صريحة ومنفتحة.

وستخفض المعاهدة الجديدة التي وقعت اليوم الترسانات النووية الاستراتيجية التي تنشرها العدوتان السابقتان أثناء الحرب الباردة بنسبة 30 في المائة في غضون سبع سنوات لكنها تبقي لكل منهما ما يكفي من أسلحة لتدمير الآخر.

وتحتاج واشنطن وموسكو القوتان النوويتان لإظهار جديتهما في خفض مخزوناتهما الضخمة لدعم جهود ترمي لكبح جماح طموحات ذرية لدول مثل إيران وكوريا الشمالية وتجنب اتهامات بالنفاق.

وكان صرح مسؤولون في البيت الأبيض لصحافيين على متن طائرة أوباما التي أقلته إلى براغ أن فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران سيكون قضية مهمة في محادثات أوباما وميدفيديف، لكن من غير المتوقع الإعلان عن أشياء محددة. وقال بن رودز نائب مستشار الأمن القومي الأميركي إن «الروس ملتزمون بالفعل بمحاسبة إيران من خلال نظام عقوبات متعددة الأطراف».

وفرض الموقف في قرغيزستان التي أجبر محتجون من المعارضة فيها الرئيس كرمان بك باقييف أمس على الفرار من العاصمة بشكك نفسه على أجندة محادثات أوباما وميدفيديف لوجود قواعد أميركية وروسية في الدولة الفقيرة. وقاعدة ماناس الأميركية مهمة لنقل الإمدادات إلى قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن رئيس الوزراء تحدث هاتفيا اليوم مع زعيمة قرغيزستان المؤقتة روزا اوتونباييفا بصفتها رئيسة للحكومة الجديدة. ولم ترد أنباء عن خطوة مماثلة من جانب واشنطن.

وأعلن أوباما هذا الأسبوع سياسة نووية جديدة تلتزم الولايات المتحدة بموجبها بعدم استخدام الأسلحة الذرية ضد دول غير نووية بينما يسعى الرئيس الأميركي لحشد الدعم لقمة أمن نووي تستضيفها واشنطن يومي 12 و13 أبريل (نيسان). وكان أوباما قد حدد في كلمة ألقاها في قصر براغ قبل عام هدفه لإخلاء العالم من الأسلحة النووية.

وصرح روبرت غيبس وهو متحدث باسم البيت الأبيض أن أوباما يتمنى ويتوقع أن يصدق مجلس الشيوخ الأميركي على المعاهدة الجديدة العام الحالي قبل انتخابات نصفية قد تغير شكل المجلس الذي يملك الديمقراطيون فيه حاليا أغلبية. وتوقع محللون أن يستغل أوباما توقيع المعاهدة لزيادة الضغوط على إيران إضافة إلى القمة النووية في واشنطن حيث يلتقي الرئيس الأميركي بالرئيس الصيني هو جين تاو الأسبوع المقبل.

وتخلف المعاهدة التي وقعت في براغ أمس، معاهدة «ستارت 1» التي أبرمت عام 1991 وستحد من عدد الرؤوس الحربية النووية العاملة التي تنشرها روسيا والولايات المتحدة إلى 1550 أي أقل بمقدار الثلثين عن عددها في معاهدة «ستارت 1»، لكنها لا تحد من الأسلحة النووية التكتيكية الأقصر مدى.