العراقيون يتذكرون سقوط صدام قبل 7 سنوات بين متفائل ومتشائم بالمستقبل

أحدهم يتساءل: هدفهم كان إسقاط النظام.. فلماذا كل هذا الدمار؟!

ساحة الفردوس كما تبدو الآن وفي اليسار قبل 7 سنوات عندما كان يتوسطها تمثال الرئيس السابق صدام حسين (أ.ف.ب)
TT

لم يتصور أركان نظام الرئيس العراقي السابق أن تدخل القوات الأميركية وسط بغداد، وتحديدا ساحة الفردوس مثلما فعلت في 9 أبريل (نيسان) 2003. بل إن وزير الإعلام العراقي حينذاك محمد سعيد الصحاف كان في مؤتمر صحافي داخل فندق «فلسطين مرديان» المقابل لساحة الفردوس، قال عندما ذكر له صحافيون أن هناك دبابات أميركية في الساحة: «هذا غير صحيح».

ونقل الصحافي فراس القيسي الذي حضر المؤتمر الصحافي لـ«الشرق الأوسط» عن الصحاف قوله إن القوات التي كانت في الساحة «هي قوات عراقية استخدمت للتمويه وبعد دقائق سأقوم باصطحابكم للذهاب إلى جامع (أم الطبول) القريب من مطار بغداد لرؤية القطعات العراقية والاطمئنان إلى أن الوضع تحت السيطرة وهنا خطة لجرهم لحرب شوارع والقضاء عليهم»، وهو يقصد القوات الأميركية. ويضيف القيسي: «بعد دقائق من انتهاء المؤتمر لم يعد للصحاف وجود في الفندق».

وحول ما حدث في الأعظمية وخاصة ظهور صدام فيها قبل ليلة من سقوط تمثاله في ساحة الفردوس، روى أحد أبناء المنطقة لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ بدء الحرب، أي يوم 19 مارس (آذار) 2003 وإلى يوم 8 أبريل كانت الأيام متشابهة، قصف بشكل مستمر ولا نسمع إلا دوي الانفجارات هنا وهناك، وفي هذا اليوم سمعنا وجود صدام حسين بالأعظمية وفعلا كنت من بين الحاضرين عند حديقة العمان وكان يقود سيارة نوع (أولدز موبيل) ومعه عدد قليل من أفراد حمايته، وهذه السيارة ما زالت في الأعظمية حيث تركها وذهب في سيارة أخرى، واحتفظ بها شخص من سكنة الأعظمية، وكانت الأعظمية مطوقة من قبل عناصر حزب البعث، وفي المساء فوجئنا بدخول سرية مدفعية مقاومة للطائرات المدينة حيث كانت مهمتهم على أطراف الأعظمية وكنا نسمع صوت إطلاق مدافعهم التي سكتت في تلك الليلة وحضروا للبيوت طالبين ملابس مدنية وطعاما، وهنا علمنا أن الوضع انتهى، وفعلا في منتصف ليلة 8 أبريل اقتربت أصوات نيران غريبة، وفي الصباح شاهدنا القوات الأميركية على طول الخط السريع وكانوا يطلقون النيران على قناصين عراقيين اتخذوا من أسطح البنايات مواضع لهم».

وصباح 9 أبريل كان سقوط تمثال صدام الكبير وسط ساحة الفردوس، ذلك المشهد الذي انطبع في ذاكرة العراقيين والعالم أجمع، وكان مؤشرا بنهاية النظام وتأكيدا لسقوط بغداد. والحادثة الأخرى التي علقت بأذهان الناس كانت قيام مواطن بضرب التمثال بنعليه ليكون من أشهر الوجوه ونعله أغلى نعل في العالم حيث دفع فيه مبلغ ربع مليون دولار لكنه فضل الاحتفاظ به ويعرض حاليا في متحف في إقليم كردستان وساعده الرئيس جلال طالباني في الانتقال إلى مدينة السليمانية وأعطاه دارا له ولعائلته.

وبعد مرور 7 سنوات على أحداث ساحة الفردوس تبدو آراء العراقيين حيال ما جرى متباينة. المواطن علاء حافظ بين أن الهدف كان واضحا وهو إسقاط نظام كان يشكل خطرا على الأمن الأميركي والعالمي والمنطقة «وفعلا تحقق الهدف فلماذا الاحتلال ولماذا الحرب الطائفية ولماذا هذا الدمار الذي استمر طيلة السنوات السبع الماضية؟!». وأضاف: «لا يمكننا نكران المساعدة الأميركية في إزاحة نظام استمر حكمه ثلاثة عقود، وفي الوقت نفسه لا يمكننا نسيان ما جرى للعراق ونحمل الجميع دون استثناء المسؤولية».

لينا الخفاجي قالت «إنه من غير الممكن اعتبار يوم احتلال بلدنا هو يوم فرح بغض النظر عن الأهداف، فأي مواطن في أي بلد لا يمكنه الفرح في يوم يحتل فيه بلده». وأضافت: «لا أعتقد أن الأميركيين جاءوا حبا في العراقيين ليخلصوهم من براثن طاغية وإنما هناك أهداف أكثر فائدة لهم من إسعاد العراقيين، بعضها مكشوف والآخر سري سينكشف». بدوره قال حمزة محمد «إن على الجميع الاعتراف بأن صدام حسين ما كان يمكن إزالته من الحكم حتى بعد قرون وليس عقود.. ولهذا بغض النظر عن أهداف أخرى حققتها أميركا فنحن كشعب كان يعاني لعقود، علينا النظر فيما تحقق لنا أو في الشيء الذي يهمنا ويكون في صالحنا وهو زوال هذا النظام». وأضاف أنه «على الرغم من الأمور السلبية التي حدثت فإننا نحن كشعب نستطيع الآن التعبير عن رأينا ونقول كلمتنا ونرفض أمرا لا نريده».

وحول التوقعات بشأن المستقبل، قال الخبير في البنك المركزي العراقي مظهر محمد صالح إنه «يمكن تلمس التحسن الحاصل في جميع المستويات من خلال تحسن الاقتصاد وهناك قفزات كبيرة تحققت خلال السنوات الماضية ونسبة التضخم هبطت من 50 في المائة إلى 6 في المائة، وهناك تحسن في مستويات الدخل والدخل القومي وفي حال تحسن الاقتصاد العراقي ستشهد بقية القطاعات تحسنا أيضا».

بدوره يقول إبراهيم يوسف، وهو موظف في القطاع الحكومي، إنه يرى تحسن الوضع من خلال تحسن مستوى معيشته فهو لم يكن قادرا على بناء دار أو شراء سيارة أو ترفيه عائلته، الآن كل هذه الأمور في مقدوره عملها، مشيرا إلى أن الوضع الأمني «كان سيئا لكنه تحسن وسيتحسن».