كابل: إجهاض مؤامرة إرهابية.. واعتقال 5 انتحاريين

واشنطن تبقي زيارة كرزاي للبيت الأبيض في موعدها 12 مايو

خمسة انتحاريين من حركة طالبان عرضتهم وزارة الداخلية الأفغانية أول من أمس على ممثلي وسائل الإعلام عقب ضبطهم في سيارة كانت متوجهة إلى وسط العاصمة كابل (أ.ف.ب)
TT

أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي، الجنرال جيمس جونز، أمس، أن الولايات المتحدة تبقي زيارة الرئيس الأفغاني لواشنطن في موعدها المرتقب في 12 مايو (أيار)، وذلك إثر الجدل الذي أثارته تصريحات حميد كرزاي حول الدول الغربية. وقال جونز «لم يحصل تغيير» لموعد الزيارة المرتقبة في 12 مايو رغم التوتر الأخير بين الولايات المتحدة وكرزاي الذي اتهم جهات أجنبية بالتدخل في بلاده. وكان مسؤولو البيت الأبيض لمحوا في وقت سابق هذا الأسبوع إلى احتمال إلغاء زيارة كرزاي إذا كرر تصريحاته المعادية للدول الأجنبية. وقال جونز أيضا للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان» إن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وجه رسالة أيضا إلى كرزاي لكي يشكره على حسن الضيافة أثناء الزيارة التي قام بها أوباما لأفغانستان في 28 مارس (آذار) الماضي.

نددت قوة حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان، أول من أمس، بتسجيل فيديو نشرته طالبان لجندي أميركي محتجز رهينة ويلتمس العودة إلى دياره.

وفي التسجيل الذي وصفه مركز «سايت» المخابراتي، الذي يتابع المواقع التي تستخدمها الجماعات الأصولية المتطرفة على شبكة الإنترنت، ظهر الجندي بيرغدال، الذي أسر العام الماضي، وهو يطلب العودة إلى دياره، وأضاف بيرغدال أن «الحرب في أفغانستان لا تكافئ عدد الأشخاص الذين قتلوا فيها أو وضعوا في السجن». وذكر «سايت» أن تسجيل الفيديو ينتهي بتصريحات لذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان الأفغانية، وهو يقول إن حركته تطالب بالإفراج عن عدد محدود من السجناء مقابل الإفراج عن بيرغدال، وقال الأميرال جريج سميث من البحرية الأميركية، وهو قائد الاتصالات الاستراتيجية بقوة المعاونة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي: «الاستخدام المستمر للجندي بو بيرغدال كوسيلة للدعاية تصرف مؤسف، ولن يؤدي إلا إلى تعزيز جهودنا للعثور عليه وإعادته إلى الديار». وأضاف، في بيان: من الواضح أن المتمردين الذين يحتجزون بيرغدال يستغلونه كوسيلة لإيلام عائلته وأصدقائه. ما زال هذا يعكس التكتيكات القاسية التي تهدف إلى خداع الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي في نواياهم الحقيقية. وفي تسجيل الفيديو كما وصفته جماعة سايت قال بيرغدال: «أنا مسجون. أريد أن أعود إلى داري. أتعلمون؟. الرجال الأفغان الموجودون في سجوننا يريدون العودة إلى ديارهم أيضا. دعوني أذهب. ساعدوني في العودة إلى داري. أطلقوا سراحي». وكانت طالبان الأفغانية قد نشرت من قبل تسجيل فيديو للجندي الأميركي يوم عيد الميلاد. وهو الجندي الأميركي الوحيد في أفغانستان الذي يعرف أن متشددين يحتجزونه. وكان بيرغدال قد اختفى من معسكر للجيش الأميركي في إقليم باكتيكا القريب من الحدود الباكستانية بعد خمسة أشهر فقط من وصوله إلى أفغانستان. وما زال الجيش الأميركي يبحث عنه منذ ذلك الحين، وقد أعلن عن مكافأة لمن يعيده سليما معافى. ويعتقد أن بيرغدال هو أول عسكري أميركي يقع في الأسر في العراق أو أفغانستان منذ سنتين على الأقل. من جهتها، قالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الوزارة اطلعت على تقارير عن الفيديو لكنها لم تشاهده.

من جهة أخرى قالت الشرطة الأفغانية إنها اعتقلت، بناء على معلومات استخبارية، خمسة ممن وصفتهم بالانتحاريين كانوا يحاولون دخول العاصمة الأفغانية كابل.

وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أنها ألقت القبض أول من أمس على خمسة انتحاريين من حركة طالبان كانوا يستعدون لتنفيذ اعتداءات وقد اعتقلوا في سيارة كانت متوجهة إلى وسط العاصمة كابل، مؤكدة أنها أحبطت «هجوما إرهابيا». وأوضحت الوزارة في بيان أن المشتبه فيهم كانوا مجهزين بحزامين ناسفين وقنبلة وأسلحة نارية. وعرضت الشرطة بعد ذلك المشتبه فيهم وأسلحتهم على الصحافيين. وجاء في البيان أن «شرطة مكافحة الإرهاب اعتقلت صباحا خمسة أشخاص في سيارة كانوا يحاولون دخول كابل لشن هجمات انتحارية إرهابية». وأصبح مقاتلو طالبان الذين كثفوا هجماتهم خلال السنتين الأخيرتين يشنون مزيدا من الهجمات الانتحارية، وقد ازدادت هجماتهم جرأة حتى في قلب كابول التي لم تعد مكانا آمنا.

وفي 26 فبراير (شباط) هاجمت مجموعة من مقاتلي طالبان دور ضيافة تؤوي أجانب في قلب العاصمة وقتلوا 16 شخصا، بينهم سبعة هنود وفرنسي وإيطالي. وفي قندز (أفغانستان) لقي أربعة أشخاص حتفهم في حادث تحطم طائرة عسكرية أميركية جنوب أفغانستان، فيما قتلت قوات أميركية ثلاثة مسلحين من طالبان في إقليم قندز جنوبي البلاد وقتلت الشرطة الأفغانية عنصرين من طالبان بالرصاص في إقليم مجاور. وأعلنت قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) بقيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم مقتل ثلاثة أفراد من الجيش الأميركي ومدني ليلة أول من أمس عندما تحطمت طائرة من طراز «سي في 22 أوسبري» في جنوب أفغانستان. وسقطت الطائرة على بعد 11 كلم غرب كلات سيتي في إقليم زابل. وقالت إيساف إن الكثير من الجنود الأميركيين أصيبوا في الحادث. وصرح محمد عمر حاكم إقليم قندز بأن عناصر من القوات الأميركية الخاصة قتلت ثلاثة من مقاتلي طالبان في تشار دارا أكثر المناطق اضطرابا في الإقليم. وأوضح عمر أن الملا جاي القائد بطالبان كان بين القتلى الثلاثة كما أصيب عنصران آخران من الحركة.