الاحتجاجات تغير وجهها الناعم في تايلاند

مئات الجرحى.. والضغوط تشتد على رئيس الوزراء وتساؤلات حول «ولاء» الجنود

المتظاهرون يواجهون قوات الأمن بالعصي في بانكوك أمس (أ.ب)
TT

في تحول عن الطابع الهادئ للاحتجاجات التي يشنها أصحاب «القمصان الحمر» منذ أسابيع ضد حكومة رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا، وقعت أمس صدامات بين هؤلاء المتظاهرين وقوات الأمن مما تسبب في سقوط مئات الجرحى، حسب ما أفادت به مصادر صحية وإنسانية.

وصرح الكولونيل سانسيرن كاويكومنرد الناطق باسم الجيش لوكالة الصحافة الفرنسية أن عشرين جنديا أصيبوا في انفجار وقع في شارع راتشدامنوين. وساد توتر شديد في العاصمة التايلاندية أمس مع حشد أعداد كبيرة من قوات الأمن بغية تفريق المتظاهرين من «القمصان الحمر» الذين يطالبون منذ شهر باستقالة رئيس الوزراء. وتقع معظم المواجهات في المدينة القديمة حيث يتظاهر «الحمر» منذ منتصف مارس (آذار) الماضي.

ودعا أحد قادة المتظاهرين أمس رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فيجاجيفا إلى حل البرلمان على الفور ومغادرة البلاد. وقال فيرا موسيكابونغ للمحتجين: «نغير مطلبنا من حل البرلمان خلال 15 يوما إلى حله على الفور... ونطالب ابهيسيت بمغادرة البلاد على الفور».

وكان ابهيسيت أكد الليلة قبل الماضية مجددا أنه لن يرضخ لمطالب المعارضين بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة. كما دعا قوات الشرطة والجيش للقيام بواجباتها في وقت تساءلت فيه الصحف أمس عما إذا كان يحظى بالدعم التام من قوات الأمن على ضوء موقفها حين اقتحم آلاف «القمصان الحمر» أول من أمس باحة قناة تلفزيونية فضائية. ودخل آلاف المعارضين أول من أمس مقر «قناة الشعب» الفضائية المؤيدة لرئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا المقيم في المنفى، بعدما قطعت السلطات بثها الخميس. وشوهد عدد من العسكريين ينسحبون من دون أن يمنعوا المعارضين من الدخول، وبعد بضع ساعات استعادوا السيطرة على المبنى من دون عنف. وقال ابهيسيت: «أعطيت تعليمات لجميع الموظفين من شرطيين وجنود، بعدم التخاذل وعدم الفشل في مهمتهم».

وتحدثت صحيفة «بانكوك بوست» نقلا عن مصدر عسكري عن «جنود بطيخ» في صفوف الجيش، مشيرة بذلك إلى أنهم يرتدون البزات العسكرية الخضراء، غير أنهم في الصميم متعاطفون مع «القمصان الحمر». وبعدما أعلنت السلطة الأربعاء الماضي حالة الطوارئ، حشدت عشرات آلاف الجنود والشرطيين في محيط الحي التجاري الرئيسي في بانكوك الذي يحتله آلاف المعارضين منذ 8 أيام وبينهم نساء وأطفال. ويواجه ابهيسيت ضغوطا من غالبيته من أجل أن «يحرر» حي راتشابراسونغ بأسرع ما يمكن، غير أنه حريص على تفادي اللجوء إلى العنف خشية إراقة الدماء، مما سيكون له وقع الكارثة على صورة البلاد.

وتتهم المعارضة ابهيسيت الذي يتولى مهامه منذ ديسمبر (كانون الأول) 2008، بخدمة مصالح النخب التقليدية في بانكوك على حساب سكان الأرياف والشرائح الشعبية من التايلانديين. ووافق رئيس الوزراء على البحث في إجراء انتخابات مبكرة ولكن ليس قبل نهاية السنة الحالية.