الرئيس الراحل ارتبط بعلاقة صداقة خاصة بخادم الحرمين.. عززتها عملية فصل السيامي أولغا وداريا

كاتشينسكي خرق البرتوكول المتبع باستقباله الملك عبد الله في المطار وصحبه في موكب تحفه الخيالة

TT

ربطت خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، علاقة صداقة خاصة بالرئيس البولندي الراحل، ليخ كاتشينسكي، الذي قضى، وحرمه وعدد من كبار المسؤولين البولنديين، أمس، في تحطم طائرة قبل هبوطها في مطار سيفيرني الروسي.

وتمثلت هذه العلاقة عندما خرق الرئيس الراحل البروتوكول المتبع في بلاده، ليكون في مقدمة مستقبلي الملك عبد الله في المطار العسكري في العاصمة، وارسو، في السادس والعشرين من يونيو (حزيران) عام 2007، وذلك عند زيارة الملك عبد الله بولندا في إطار جولته الأوروبية. وقد صحب كاتشينسكي ضيف بلاده في موكب رسمي، تحفه كوكبة من الخيالة إلى القصر الرئاسي، حيث أجريت بعد ذلك مراسم الاستقبال الرسمية للضيف السعودي الكبير. حينها وصف الرئيس الراحل زيارة خادم الحرمين الشريفين بلاده بـ«التاريخية»، وأنها «حدث غير عادي» لما للمملكة من مكانة كبرى، «تحتضن الحرمين الشريفين، وما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي في منطقة الشرق الأوسط والعالم»، وقلد خادم الحرمين الشريفين وسام النسر الأبيض، الذي يعد أعلى وسام في بولندا، تقديرا منه لعلاقة الصداقة التي تربط البلدين والزعيمين، بينما حرص الملك عبد الله على تقليد مضيفه قلادة الملك عبد العزيز، التي تمنح لكبار قادة دول العالم وزعمائه، كما حرص على دعوة الرئيس كاتشينسكي إلى حضور افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ضمن نخبة الزعماء الذين دعاهم لحضور الفعالية. وقد توجت الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين لبولندا بتوقيع 9 اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم بين البلدين، شملت المجالات العلمية والتقنية والصحية والرياضية.

وقد تواصلت عملية تكريم الملك عبد الله، عندما قلد رئيس الوزراء البولندي، ياروسلاف كاتشينسكي، وهو الشقيق التوءم للرئيس الراحل، ليخ كاتشينسكي، في التالي اليوم من الزيارة، خادم الحرمين الشريفين «ميدالية الابتسامة»، لأنه أنقذ حياة شقيقتين بولنديتين سياميتين. و«ميدالية الابتسامة»، هي مكافأة يمنحها الأطفال البولنديون مرتين في السنة لشخص حقق إنجازا للأطفال الصغار، وأكد مسؤول بولندي أن «الأطفال اختاروا الملك عبد الله بن عبد العزيز، لأنه أثبت بعمله أن مشكلات الأطفال تهمه، وبخاصة أنه أنقذ حياة شقيقتين سياميتين بولنديتين وأطفال آخرين في العالم».

وكان خادم الحرمين الشريفين قد تكفل في يناير (كانون الثاني) 2005 بنفقات جراحة فصل الشقيقتين أولغا وداريا كولاتش، التوءم، عندما كان عمرهما 17 شهرا، وكانتا ملتصقتين عبر العمود الفقري والحوض. واستمرت الجراحة، التي جرت في الرياض، 15 ساعة وأشرف عليها فريق طبي من 50 شخصا.

وقال خادم الحرمين الشريفين عند استقباله في وارسو التوءم، أولغا وداريا، بعد 3 سنوات من إجراء عملية الفصل لهما، بأن بسمات التوءم البولندي السيامي قد عززت إحساسه بأن المسؤولية الأساسية هي بناء مستقبل من الأمن والسلام ينعم فيه الأطفال بالسعادة من دون خوف ولا رعب.

وقد عبر الرئيس البولندي الراحل وقتها عن شكره وجميع مواطنيه لموقف خادم الحرمين الشريفين الإنساني، منوها بالتقدم الطبي الذي تشهده السعودية، الذي حقق للتوءم السيامي البولندي عملية ناجحة، يعيشان بعدها حياة طبيعية. وأكد أن بلاده في مرحلتها المعاصرة، التي استعادت فيها إرادتها الوطنية، تتطلع إلى أن يكون لها أوثق العلاقات بالسعودية وبالعالم العربي، وأن تؤدي دورها تجاه إرساء قواعد السلام في المنطقة.

فيما تسلم خادم الحرمين الشريفين في الرياض «جائزة فيليكس» التي منحتها له جريدة «غازيتا ريبورتكا» البولندية، تقديرا للفتته الإنسانية المتمثلة في أمره بإجراء عملية فصل التوءم السيامي البولندي، داريا ودارين، على نفقته الخاصة.