تولى ليخ كاتشينسكي منصب الرئاسة في بولندا في ديسمبر (كانون الأول) عام 2005 وحتى وفاته، أمس، إثر تحطم طائرته قبل هبوطها في مطار سمولنسك غرب روسيا، حيث كان متجها من وارسو إلى المدينة الروسية لإحياء ذكرى الضباط البولنديين الذين أعدمتهم الشرطة الروسية في عهد الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين قبل 70 عاما في مدينة كاتين قرب سمولنسك. ولد ليخ كاتشينسكي في 18 يونيو (حزيران) عام 1949 في وارسو، وله شقيق توأم هو ياروسلاف كاتشينسكي الذي تولى رئاسة الوزراء في بولندا عامي 2006 و2007. وشارك والداهما في تمرد وارسو ضد الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية.
درس ليخ كاتشينسكي، الحقوق واهتم بالمجال السياسي، وكان كاتشينسكي، وهو مسيحي كاثوليكي، ناشطا مناهضا للشيوعية في سبعينات القرن الماضي، وساند زعيم نقابة تضامن العمالية ليخ فاليسا، الذي قاد احتجاجات واسعة في ميناء جدانسك عام 1980، وهي الاحتجاجات التي نجحت في إسقاط الحكم الشيوعي لبولندا، وأدت إلى تغيير نظام الحكم هناك.
وأسس كاتشينسكي مع شقيقه ياروسلاف حزب «الحق والعدالة» الوطني المحافظ، ودعا إلى تأسيس دولة قوية، كما أكد على القيم الوطنية.
كاتشينسكي تزوج الاقتصادية ماريا عام 1978، التي لقيت حتفها معه على الطائرة، ولهما ابنة واحدة اسمها مارتا، وهي من مواليد عام 1980.
في الفترة بين 1989 - 1991 كان عضوا في مجلس الشيوخ ومنذ عام 1991 إلى 1993 كان عضوا في مجلس النواب.
في عام 1991 عمل أيضا مستشارا في مكتب الرئيس الأسبق ليخ فاليسا وبعد عام من ذلك شغل منصب رئيس المكتب الأعلى للرقابة الذي ظل فيه لثلاث سنوات، وفي عام 1995 رشح نفسه للانتخابات الرئاسية غير أنه انسحب منها بشكل مبكر.
وتولى كاتشينسكي منصب وزير العدل خلال الفترة من عام 2000 حتى عام 2001، كما تم انتخابه عام 2002 ليتولى منصب عمدة العاصمة البولندية (وارسو) في الفترة من 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2002 حتى 22 ديسمبر 2005، واشتهر في عمله آنذاك بمكافحته بقوة للجريمة.
في 19 مارس (آذار) 2005 أعلن ليخ كاتشينسكي رسميا عن ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية التي جرت في أكتوبر (تشرين الأول) 2005 وفاز في تلك الانتخابات على منافسيه ليصبح رئيسا للجمهورية.
ومنذ أن تولى كاتشينسكي رئاسة البلاد أصبحت بولندا تعتبر «جمهورية التوأم»، حيث تولى شقيقه التوأم الذي يشبهه بشدة، ياروسلاف، منصب رئيس وزراء بولندا منذ عام 2006 حتى عام 2007.
كان أهم ما ميز الفترة الرئاسية لكاتشينسكي معارضته الشديدة لمعاهدة لشبونة للاتحاد الأوروبي قبل أن يوقع عليها في نهاية المطاف بعد أخذ ورد مع شركائه السياسيين داخل بولندا وفي الاتحاد الأوروبي نهاية العام الماضي.
* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»