الدولة البولندية أمام أزمة خطيرة

انتخابات مبكرة.. ونقل المسؤوليات إلى جيل جديد من السياسيين والعسكريين

TT

دخلت الدولة البولندية وجيشها أزمة خطيرة أمس، نتيجة مقتل رئيسها ليخ كاتشينسكي وكبار قادة الجيش وعدد كبير من المسؤولين، في تحطم طائرة كانت تقلهم في روسيا.

وعقدت الحكومة اجتماعا عاجلا بعيد ظهر أمس لتحديد خطواتها التالية، ودعا رئيس الوزراء دونالد تاسك البولنديين إلى «المحافظة على الهدوء في فترة الحداد الوطني»، لكنه لم يعلن على الفور عن أي تفاصيل حول المناقشات التي تمت. وأعلن عزمه التوجه إلى منطقة سمولينسك غرب روسيا، حيث وقعت الكارثة الجوية، وأن اجتماعا آخر سيعقد عند عودته.

لكن لا خوف من أي فراغ مؤسساتي، إذ ينص الدستور على تولي رئيس البرلمان برونيسلاف كوموروفسكي مهمات الرئاسة بالوكالة، وكذلك على جدول زمني مفصل لإجراء انتخابات رئاسية. ويفترض مبدئيا إجراء الانتخابات في يونيو (حزيران) المقبل، بعد أن كانت مقررة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وكان سيتواجه فيها ليخ كاتشينسكي المحافظ، وكوموروفسكي، المرشح الرسمي لحزب المنبر المدني الليبرالي الذي يترأسه تاسك.

واجتمعت رئاسة أركان الجيش البولندي أمس، ونقلت وكالة الأنباء البولندية «باب» عن المتحدث باسم رئاسة الأركان داريوس نيدزيلسكي قوله «حيال هذه الأزمة، ستتخذ (رئاسة الأركان) القرارات المناسبة».

ومن بين 88 اسما لمن كانوا على متن الطائرة التي تحطمت أمس، برز اسم الجنرال برونيسلاف كوياتكوفسكي، قائد القوات العملانية في بولندا العضو في الحلف الأطلسي. ومن بين الضحايا كذلك الجنرالات تادوز بوك قائد سلاح البر، واندرزي بلاسيك قائد سلاح الجو، ووجشيك بوتاسينكي قائد القوات الخاصة، إلى جانب نائب الأميرال اندرزي كرويتا قائد سلاح البحرية.

وصرحت المحللة السياسية لينا كولارسكا بوبينسكا لوكالة الصحافة الفرنسية «سيتم الانتقال إلى جيل جديد في الجيش البولندي. وسبق أن بدأت هذه العملية لكن القدر عجل بوتيرتها». كما قضى محافظ المصرف المركزي سلافومير سكرزيبك في الحادث. وأعلن المصرف المركزي في بيان أن «المصرف المركزي البولندي يعمل ويتم كل المهمات التي ينص عليها القانون».

وعلى المستوى السياسي قالت المحللة السياسية «تبدو نتيجة الانتخابات الرئاسية مؤكدة، إذ إن مرشحين مهمين من حزبي المعارضة الرئيسيين قضيا في الحادث» في إشارة إلى كاتشينسكي الذي كان من المفترض أن يترشح عن حزب الحق والعدالة المحافظ وجيرزي سزمايدزينسكي المرشح الرسمي لتحالف اليسار الديمقراطي. وقالت بوبينسكا إن «الحملة الرئاسية ستكون هادئة وصامتة، من دون أي نزاع»، لافتة إلى أن الحزب المحافظ الذي خسر الكثير من الشخصيات في الحادث «سيكون من الصعب عليه أن ينهض مجددا». وأضافت «إنها أيضا ضربة مروعة شخصية لرئيس الحزب» ياروسلاف كاتشينسكي، توأم الرئيس الراحل.