اليمن: لقاء بين الحوثيين والمعارضة يفضي إلى توقيع «محضر اتفاق»

قبائل العوالق تحذر من المساس بـ«أنور العولقي».. ومجهولون يفجرون أنبوب نفط في شبوة

TT

كشفت مصادر محلية في محافظة صعدة اليمنية، عن لقاء جمع ممثلين عن أحزاب اللقاء المشترك المعارضة، وممثل عن المتمردين الحوثيين. وقالت المصادر إن صالح هبرة، الممثل الرسمي لعبد الملك الحوثي، مثل الجماعة في الاجتماع، في حين لم يتم الكشف عن أسماء ممثلي أحزاب المعارضة في اللقاء.

وأكدت المصادر أن اللقاء الذي عقد الخميس الماضي في مكان ما بمدينة صعدة لم يعلن عنه «يعتبر الأول من نوعه الذي يعقد بصفة رسمية بين الطرفين»، وأنه اختتم بالتوقيع على محضر مشترك، واصفة إياه بـ«الاجتماع الناجح والمتميز، وكان فوق التوقعات»، مشيرة إلى أن الاجتماع ناقش بشكل مستفيض وتمت فيه «مناقشة أغلب القضايا التي يمر بها اليمن وعلى رأسها الحرب في صعدة والمشكلات في الجنوب، وتم النظر في المعالجات المفيدة للخروج من هذه الأزمات المتفاقمة وفق حوار وطني شامل لا يستثني أحدا من أبناء اليمن، للخروج برؤية وطنية شاملة كون الجميع معنيا بما يحدث من مشكلات وفتن وحروب خاصة أن آثارها لم تعد بيد صناع القرار فحسب، بل تعود بالضرر على كل فرد وجماعة من أبناء الشعب اليمني»، حسب المصادر.

ونقل عن ممثل الحوثي في الاجتماع قوله إنه «جرى في أجواء إيجابية وتفاهم كبير»، ووصفه له بـ«الجوهري والناجح»، وأنه «مثل نقطة بداية كون أنه تم التوقيع على وثيقة مشتركة بين الطرفين تضمنت أهم المحاور والأسس المشتركة والتي ستبنى عليها خطوات وخطوات تؤدي إلى مشروع وطني شامل ينتشل اليمن من الأزمات التي تحيط به ويوصله إلى بر الأمان»، حسب وصفه. كما نقل عن هبرة قوله إن «إن الإخوة في اللقاء المشترك حريصون كل الحرص على الأمن والاستقرار في اليمن وعدم عودة حرب صعدة، ويسعون إلى إيجاد معالجات تأتي في إطار وطني شامل تضمن عدم عودتها من جديد».

وينظر المراقبون إلى هذا اللقاء على أنه مقدمة لتحالف بين المعارضة والحوثيين، ومؤشر على انضمام وشيك لجماعة الحوثي لما يسمى اللجنة التحضيرية للحوار الوطني التابعة للمعارضة، والتي تقدمت في وقت سابق برؤية وطنية ومشروع للإنقاذ الوطني، وهو المشروع الذي أعلن عبد الملك الحوثي، قبل أشهر وإبان الحرب السادسة الأخيرة، تأييده له، وقال حينها في بيان صادر عن مكتبه إن في المشروع جهدا قيما، وإنه «شمل أغلب مشكلات البلد لما تضمنه من تشخيص للأزمة التي يمر بها اليمن وطرح الحلول والمعالجات والأفكار والعودة إلى حوار حقيقي وجاد مع كل الأطراف اليمنية للخروج برؤية وطنية تشمل معالجات كل قضايا البلد كون الحوار هو الحل الوحيد الذي يصل باليمن إلى بر الأمان».

وفي محور حرف سفيان بمحافظة عمران، أعلنت الحكومة اليمنية أن اللجنة الوطنية المكلفة بالإشراف على تنفيذ النقاط الست لوقف الحرب والتي علقت أعمالها قبل عدة أيام بسبب «استمرار خروقات الحوثيين»، سوف تستأنف، اليوم، نشاطها بعد اتفاق جديد بين السلطات والحوثيين، أنهى الخلاف، وبعد أن التقى نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع، وزير الإدارة المحلية، الدكتور رشاد العليمي، بأعضاء اللجنة وطلب منهم «مواصلة العمل في ضوء الاتفاق مع الحوثيين الذي تم الجمعة على الاستمرار في تنفيذ ما تبقى من الشروط الستة وآلياتها التنفيذية، والمحاضر الموقعة من اللجنة بهذا الخصوص».

على صعيد آخر، حذرت قبائل العوالق في محافظة شبوة اليمنية التي ينتمي إليها الداعية اليمني - الأميركي المتشدد أنور العولقي، المطلوب يمنيا وأميركيا على ذمة تهم تتصل بالإرهاب والمختبئ في جبال محافظة شبوة لدى قبائله، من المساس به. وقال بيان صادر عن قبائل العوالق، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن مجموعة من أعيان العوالق اجتمعوا على عجالة واستنكروا التصرف، الذي وصفوه بـ«الأرعن» من قبل «الحكومة الأميركية، بالسماح بقتل الشيخ البطل أنور العولقي أحد أبناء القبيلة وابن أحد أهم بيوتها، وهم مشايخنا آل فريد بن ناصر».

وأضاف البيان «إن العوالق قبائل أشداء ومعروفة للقاصي والداني، ولن تتخلى عن أحد أبنائها، ولهذا فإننا نحذر أي شخص كائنا من كان من مغبة التعاون مع الأميركان ولو بالكلمة والوشاية». وأردف «من مس شعرة من رأس الشيخ أنور العولقي أو تآمر وتجسس على ابننا، فإن قبائل العوالق عليا وسفلى في شبوة وأبين لن تقف موقف المتفرج، وإننا نحذر من تسول له نفسه أن يبيع ابننا أنه لن يسلم من بنادق العوالق ونارها.. فنحن عوالق من علق.. نحن مسامير الدلق.. نحن شرارة من جهنم من دخل فيها احترق.. هذا بلاغ ورسالة، وقد أعذر من أنذر». وكانت تقارير صحيفة أميركية أكدت أن الإدارة الأميركية صادقت على قرار باعتقال العولقي أو قتله، بعدما اعتبرته «خطرا على الأمن القومي الأميركي» رغم أنه مولود في الولايات المتحدة ويحمل الجنسية الأميركية، خاصة بعد أن ارتبط اسمه بالمحاولة الفاشلة للشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، لتفجير طائرة ركاب أميركية عشية عيد الميلاد في سماء مدينة ديترويت الأميركية، قبل أن يلقى القبض عليه، حيث يحاكم، حاليا، داخل الولايات المتحدة بتهم تتعلق بالإرهاب.

وفي شبوة اليمنية، أيضا، أقدم مسلحون مجهولون، أمس، على تفجير أحد أنابيب النفط في محافظة شبوة الجنوبية. وقالت مصادر رسمية إن «عناصر تخريبية» قامت بتفجير الأنبوب بواسطة إطلاق النار عليه، وإن الأنبوب الواقع في منطقة الضليعة بمديرية الصعيد، ينقل قرابة 100 برميل من النفط الخام من منطقة العلم إلى منطقة النشيمة الواقعة على البحر العربي وهي نقطة التصدير، وأكدت هذه المصادر أنه تتم، حاليا، ملاحقة عدد من المشتبه بهم.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن ألسنة اللهب شوهدت وهي تتصاعد من مكان الانفجار، وإن عملية الإطفاء وإخماد النيران استمرت لعدة ساعات بسبب تسرب كميات كبيرة من النفط، رغم أن سيارة إطفاء توجهت على الفور إلى مكان الانفجار وباشرت في إخماد الحريق.

يذكر أن الأنبوب نفسه والممتد لمسافة 300 كم، سبق وتعرض في عام 2006، لحادث تفجير مشابه. كما يذكر أن الكثير من أنابيب النفط اليمنية تتعرض، بين وقت وآخر، وفي الكثير من المناطق لحوادث تفجير من قبل مجهولين.