قرغيزستان تشيع ضحاياها.. وواشنطن توقف الرحلات في قاعدتها الجوية

ارتفاع عدد قتلى المواجهات.. وإلغاء تجمع شعبي في معقل الرئيس المخلوع

TT

شيعت قرغيزستان أمس ضحايا المواجهات الدامية التي وقعت الأربعاء الماضي بين قوات الأمن والمعارضة وأسفرت عن 79 قتيلا حسب حصيلة جديدة، بينما ألغي تجمع شعبي في الجنوب حيث معقل الرئيس المخلوع بسبب الحداد الوطني.

وتجمع نحو سبعة آلاف شخص في مقبرة «اتا بيت» الواقعة على بعد 40 كلم عن العاصمة بشكيك أمام جثامين 16 ضحية كفنت ولفت بالعلم الوطني لتوارى الثرى في هذه المقبرة التي تضم نصبا تذكاريا لضحايا القمع الستاليني ودفن فيها كثير من شخصيات البلاد. وشارك في مراسم الدفن أعضاء الحكومة الانتقالية التي شكلتها المعارضة إثر إطاحتها بالرئيس كرمان بك باقييف، وقد استقبل هؤلاء لدى وصولهم بالأناشيد الشعبية والصلوات.

وقالت رئيسة الحكومة الانتقالية روزا أوتونباييفا إن «هذا النظام (المخلوع) أصبح عدو الشعب لأنه أطلق النار على أناس وطنيين، على نخبة أبناء هذا البلد، ونحن سنفعل كل ما بوسعنا من أجل إرساء سلطة عادلة في قرغيزستان». أما عمر بك تكباييف المكلف من قبل الحكومة الانتقالية بإصلاح الدستور فقال إننا «سنبني ديمقراطية حقيقية لأننا إن لم نفعل فإن أرواح القتلى لن تغفر لنا أبدا».

في غضون ذلك، أعلنت السلطات الانتقالية أمس ارتفاع حصيلة قتلى مواجهات الأربعاء إلى 79 قتيلا. ونقلت وكالة «أكيبرس» القرغيزية عن وزيرة الصحة الانتقالية داميرا نيازالييفا قولها إن «ثلاثة أشخاص توفوا خلال الليل متأثرين بجروحهم»، لترتفع بذلك حصيلة قتلى المواجهات من 76 إلى 79 قتيلا. وأشارت نيازالييفا إلى أنه لا تزال هناك سبع جثث لم يتم التعرف على هوياتها.

وفي جنوب البلاد، حيث معقل الرئيس المخلوع، ألغي تجمع شعبي كان مقررا إجراؤه أمس بسبب الحداد العام الذي أعلنته السلطات الانتقالية. وقال عميد مجلس حكماء المنطقة أديش كوتشكوروف مخاطبا حشدا من نحو 300 شخص إن «انتخابات حاكم منطقة جلال آباد من قبل كورولتاي (مجلس شعبي تقليدي) أرجئت بسبب الحداد في سائر أنحاء البلاد. يجب أن يبقى الشعب موحدا، علينا أن نتوحد كمسلمين، لدينا جميعا المقابر نفسها».

وكانت اشتباكات دامية دارت بين قوات الأمن وآلاف المتظاهرين الأربعاء في العاصمة عمدت خلالها القوى الأمنية إلى إطلاق النار على المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مقر الرئاسة والحكومة في بشكيك. وعلى أثر ذلك فر الرئيس كرمان بك باقييف من بشكيك، وسيطرت المعارضة على المراكز الحيوية في البلاد وأعلنت تشكيل حكومة انتقالية برئاسة وزيرة الخارجية السابقة روزا أوتونباييفا.

ولا يزال رفض باقييف التنحي عن الحكم العقبة الرئيسية أمام استتباب الأمور كليا، فيما بدأ الهدوء المشوب بالتوتر يعود إلى شوارع العاصمة بشكيك. وقالت أوتونباييفا للصحافيين إن «لدى باقييف فرصة لمغادرة البلاد، وسنضمن سلامته الشخصية إذا استقال». ولم يتضح على وجه الدقة الملاذ الذي لجأ إليه باقييف.

في غضون ذلك، قال متحدث باسم القاعدة الجوية الأميركية «ماناس» في البلاد، التي تعد همزة وصل حيوية لإمداد عمليات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، إن جميع الرحلات التي تنقل القوات من تلك القاعدة قد أوقفت مساء. وتستخدم القوات مسارات بديلة لدخول أفغانستان والخروج منها. ونقلت وكالة «رويترز» عن الميجور ريكاردو بودين المتحدث باسم قاعدة ماناس الجوية قوله: «على الرغم من أن الرحلات العادية استؤنفت في ماناس بعد ظهر الجمعة فقد اتخذ قرار مساء الجمعة بتحويل رحلات نقل الركاب العسكرية بشكل مؤقت. قرارات تسيير رحلات أخرى ليس لها صلة بالركاب من القاعدة سيتخذ على أساس كل حالة على حدة». لكن القيادة المركزية للجيش الأميركي التي تشرف على القاعدة قالت فيما بعد إن كل رحلات الركاب العسكرية علقت. وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه إنه قرار له صلة بالأمن اتخذه قائد القاعدة في ماناس. وقالت القيادة الجديدة في قرغيزستان إنها قد تختصر مدة استئجار الولايات المتحدة للقاعدة. ولروسيا، التي ترى أن قرغيزستان الجمهورية السوفياتية السابقة جزء من نطاق اهتمامها التقليدي، قاعدة جوية في البلاد.