الهاشمي لـ «الشرق الأوسط»: لم أطلب من سفير إيران مساعدتنا في تشكيل الحكومة

الناطق باسم القائمة العراقية: حكومة المالكي فشلت في سياساتها الخارجية

طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي والقيادي في قائمة العراقية، خلال زيارته للسفارة الإيرانية الأسبوع الماضي، وبدا وراءه السفير الإيراني حسن كاظمي قمي (نيويورك تايمز)
TT

نفى طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي ورئيس حركة التجديد والقيادي في القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي الرئيس الأسبق للحكومة العراقية، تقارير أفادت بأنه خلال زيارته للسفارة الإيرانية في بغداد الأسبوع الماضي طلب من السفير حسن كاظمي قمي مساعدة القائمة في المشاركة في تشكيل الحكومة المقبلة.

وقال الهاشمي لـ«الشرق الأوسط» أمس: «هذه المقولة غير دقيقة، ولا يمكن أن يكون لأي دولة الحق في التدخل في تشكيل الحكومة، لأن موضوع تشكيل الحكومة هو شأن داخلي ولا علاقة لسفير دولة أخرى في ذلك حتى لو كانت علاقتنا معها متميزة، وهي ليست كذلك مع الجارة إيران لأسباب لا تخفى على أحد. الحوار بين الطرفين اقتصر على تفاصيل حادثة تفجير السيارة المفخخة التي أصابت السفارة، وتأثير الوضع السياسي على الوضع الأمني، وهذا التصريح منقول بشكل غير دقيق».

وجاء في تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» أنه بعد مغادرة الصحافيين سمع الهاشمي وهو يقول للسفير الإيراني: «ساعدونا في القائمة العراقية حتى نكون جزءا من تشكيل الحكومة». وأضافت أن السفير لم يرد لكنه أشار بإيماءة توحي بالموافقة.

من جهته قال شاكر كتاب القيادي والناطق الرسمي باسم حركة التجديد، إن «الهاشمي، وهو ضابط كبير سابق في الجيش العراقي ومعروف باعتزازه بنفسه وبعراقيته، لا يمكن أن يطلب ذلك من السفير الإيراني، وأنا أنفي بشدة هذا الكلام». وتساءل: «هل يعقل أن يطلب قيادي في القائمة العراقية الفائزة في الانتخابات التشريعية، التي سيتم تكليفها وحسب الدستور لتشكيل الحكومة القادمة، من السفير الإيراني مساعدتهم للمشاركة في تشكيل الحكومة؟»، منبها إلى أن «السفير من يطلب من نائب الرئيس وليس العكس».

وأضاف كتاب قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس أن السفير الإيراني جاء إلى مكتب نائب الرئيس، الهاشمي، قبل الانتخابات، وكان الحديث بينهما عاما ويتعلق بسبل تطوير العلاقات بين البلدين الجارين، من غير أن يتطرقا إلى موضوع تشكيل الحكومة. وقبل أيام زار الهاشمي السفارة المصرية ومنطقة السفارة الإيرانية بعد أن تعرضتا للتفجير، وقد التقى السفير الإيراني عند مدخل السفارة الإيرانية ولم يذهب إليه للاجتماع به، بل لم يجتمعا، وإنما كل ما حدث هو تبادل التحية والاطمئنان على سلامة السفير والعاملين في السفارة، مشيرا إلى أن «الهاشمي لم يكن وحده حتى يطلب وعلى انفراد من قمي مساعدتهم، بل كان طاقم المرافقين والإعلاميين وفريق الحماية حوله ولم يتركوه ولو لثانية واحدة، ولم يدُر بينهما أي حديث سوى التحية وكلمات الاطمئنان».

من جهته أوضح حيدر الملا الناطق الرسمي باسم ائتلاف العراقية، أن «وفد القائمة العراقية برئاسة رافع العيساوي، نائب رئيس الوزراء، سيتوجه غدا إلى طهران ضمن جولة لدول الجوار العربي والإقليمي، وإيران دولة جارة ولا يمكننا تجاوز الجغرافيا»، مشيرا إلى أن «مشروع العراقية هو بناء علاقات متوازنة مع دول الجوار على أساس احترام السيادة ومصلحة شعوب المنطقة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».

وقال الملا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس إن «حكومة (نوري) المالكي فشلت في سياساتها الخارجية وتعاملت إيران على أساس التابع والمتبوع مع بعض الأحزاب العراقية التي حكمت، ونحن نسعى لإعادة العراق إلى دوره العربي والدولي البارز، ونعتقد أن أية حكومة قادمة لا يمكن أن تنجح داخليا من غير أن تكون علاقاتها مع الدول المحيطة بالعراق قائمة على أساس متوازن وعلاقات حسن جوار».

ونفى الملا ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن فتاح الشيخ باعتباره الناطق الرسمي باسم القائمة العراقية، بأن «العراقية» وجهت رسائل طمأنة إلى طهران من أن حكومة برئاسة علاوي لن تسمح باستخدام الأراضي العراقية منطلقا لهجمات على إيران، وقال: «لم توجه القائمة العراقية أية رسائل إلى طهران، ذلك أن زيارة وفد القائمة إلى طهران معلنة وأهدافه واضحة، وهي شرح وجهة نظر القائمة من موضوع العلاقات بين البلدين وتطويرها وفق ما ذكرته آنفا». وأضاف: «إن عدم السماح لأية جهة باستخدام الأراضي العراقية منطلقا لضرب إيران لا يحتاج إلى رسائل، بل هذه مسألة مبدئية وبديهية في سياسة قائمتنا، وسبق أن أعلنت قيادات القائمة هذا الموضوع، فالعراق لن يكون قاعدة لضرب دول الجوار سواء إيران أو غيرها».

وحول ما ذكره مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في تصريح صحافي من أن «القائمة العراقية عرضت علينا عشر وزارات مقابل التحالف معها»، قال الملا: «لم يتم الحديث عن توزيع الوزارات أو أية مناصب مع أي تكتل أو قائمة، وهذا حديث مبكر للغاية، وإن كل حواراتنا تجري للتهيئة لخلق مناخ مناسب لتشكيل الحكومة القادمة».