موريتانيا: الحزب الحاكم يبدأ حملة من أجل التحاق منخرطين جدد في صفوفه.. والمعارضة تشوش عليه

ولد بلخير: حديث رئيس الوزراء عن تعريب الإدارة «زلة لسان»

TT

بدأ حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا أول من أمس حملة كبيرة في جميع أنحاء البلاد، موفرا لذلك كل الآليات اللوجيستية والبشرية من أجل إنجاح العملية.

وتعتبر هذه العملية الأولى من نوعها منذ تأسيس الحزب قبل سبعة أشهر، ودعمه لبرنامج الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.

ومنذ إعلان الحزب عن انطلاق حملة الانخراط في صفوفه، عرفت موريتانيا حراكا غير مسبوق، تمثل في عقد مهرجانات للموالاة والمعارضة، تم خلالها تبادل الاتهامات التي وصلت في بعض الأحيان حد الشتائم، حيث هاجم مسعود ولد بلخير، رئيس البرلمان رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي المعارض، السياسات التي تنتهجها الحكومة، متهما الرئيس ولد عبد العزيز بقيادة البلاد نحو طريق مسدود، وإدخالها في مآزق قد تسير به إلى الهاوية، حسب قوله.

وطالب ولد بلخير بالحوار الجاد من أجل تجاوز هذا المأزق، وتطبيق ديمقراطية صحيحة تنظم فيها انتخابات نزيهة، وإقامة نقاش جدي حول التعديلات أو النواقص المفترض إجراؤها على الدستور حتى يكون هناك رأي عام واتفاق حول هذه القضايا، موضحا أن الحوار لا يقتضي، بالضرورة، المشاركة في السلطة أو طلب الوظائف، ولا القرب من موقع القرار.

وأضاف ولد بلخير أن الحوار يعني التفاهم حول جملة من المشكلات التي يعاني منها البلد، ووضع تصور واضح ومشترك ومتفق عليه بشأنها.

وتتصدر هذه المشكلات العلاقات المتوترة مع الدول المجاورة، وخطر الإرهاب، الذي انتقد ولد بلخير طريقة معالجة الحكومة الحالية له. وقال ولد بخير إن القضاء على ظاهرة الإرهاب لا يكون بإبعاد الجنود إلى الحدود، مشيرا أن هذا الإجراء ليس الهدف منه تأمين الحدود بقدر ما هو خوف السلطة من الانقلابات، محذرا الرئيس ولد عبد العزيز من حدوث انقلاب عليه، خاصة أن الانقلابات لا تحدث إلا في الظروف المتأزمة.

يذكر أن موضوع «تعريب الإدارة» أخذ حصته في السجال السياسي الدائر بين الموالاة والمعارضة، حيث هاجم ولد بلخير تصريحات رئيس الوزراء الموريتاني حول اللغة العربية، واعتبرها «زلة لسان» ينبغي تصحيحها حتى تتجنب البلاد الويلات والمشكلات المؤلمة التي تهددها، والتي سبق أن وقعت فيها، مشيرا إلى أن السكان الأصليين لموريتانيا هم «الزنوج»، وأن اسم موريتانيا يعني «بلاد السود».

وبين ولد بلخير، الذي ينتمي للأرقاء السابقين، أن موريتانيا يجب أن تعتز باللغات الوطنية كما تعتز باللغة العربية، لأن شيم العروبة وأخلاقها وكبرياءها لا تعني التطاول على «الدخيل أو الضعيف أو قضاء الغالبية على الأقلية».