خادم الحرمين الشريفين: منهج الحوار عم كل بيت وكل مكان في السعودية

العاهل السعودي يضع حجر الأساس لمبنى مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني

خادم الحرمين الشريفين لدى إطلاق إشارة وضع حجر الأساس لمشروع مبنى مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الذي يقع في مدينة الرياض (واس)
TT

أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إشارة وضع حجر الأساس لمشروع مبنى مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، الذي يقع في مدينة الرياض على الطريق الدائري الشمالي، وتبلغ مساحة الأرض الواقع عليها المشروع 11 ألف متر مربع وتبلغ مساحة مباني المشروع 63 ألف متر مربع، كما استمع إلى شرح على مجسم للمشروع.

جاء ذلك خلال استقباله في الديوان الملكي بقصر اليمامة، أمس، وبحضور الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، أعضاء الهيئة الرئاسية بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني برئاسة الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف رئيس اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري، والدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة وزير الصحة، ونواب رئيس اللقاء الدكتور عبد الله بن عمر نصيف، والدكتور راشد الراجح الشريف، والدكتور عبد الله بن صالح العبيد، وفيصل بن عبد الرحمن بن معمر نائب وزير التربية والتعليم الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، والمشاركين والمشاركات في اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري الذي عقد بمدينة نجران خلال الفترة من 8 - 10 أبريل (نيسان) الجاري تحت عنوان «المجتمع والخدمات الصحية».

وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين كلمة أكد خلالها أن منهج الحوار قد عم كل بيت في السعودية، معربا عن شكره للجميع، وقال «شكرا يا إخوان، وأتمنى لكم التوفيق. وأحب أن أنقل إليكم أن دعوة الحوار هذه ولله الحمد عمت كل بيت وكل مكان في المملكة العربية السعودية، وهذا شيء تشكرون عليه جميعا أنتم والإخوان، أتمنى لكم التوفيق وأرجو منكم المزيد والله يوفقكم لخدمة دينكم ووطنكم وشكرا لكم».

فيما قدم الشيخ صالح الحصين نتاج اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري وما جرى فيه من نقاشات لخادم الحرمين الشريفين، وأشار الشيخ الحصين إلى أنه تم تنظيم اللقاء الختامي للقاء الوطني الثامن للحوار الفكري في مدينة نجران بعد أن سبقته خمسة لقاءات تحضيرية في خمس مناطق من مناطق المملكة، منوها بما وجده المشاركون في اللقاء من تسهيلات بتوجيهات من قبل الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة نجران، الأمر الذي كان له أكبر الأثر في نجاح هذا اللقاء.

وأوضح في كلمة ألقاها أمام الملك عبد الله، أن الجهات الحكومية شاركت في هذا اللقاء كما شارك فيه ثمانون مشاركا ومشاركة، وكذلك دعيت للقاء المؤسسات الخيرية التي تقدم خدمات صحية وعلى رأسها مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، مشيرا إلى أن دعوة المؤسسات الخيرية تأتي استشرافا لما سيكون لها إن شاء الله من دور كبير في المستقبل.

وتطرق الشيخ الحصين في كلمته إلى أن أحد المشاركين أشار إلى أن إحدى الدول الرأسمالية الكبيرة تقوم المؤسسات الخيرية فيها بتقديم ثلث الخدمات الصحية التي تقدم في البلاد، مفيدا أن عدد المؤسسات الخيرية لا يزال متواضعا، وليس في الخدمات الصحية بل في كل الخدمات الأخرى مع الأسف.

وأضاف «قبل سنتين في ندوة عن المؤسسات الخيرية شارك فيها وزير الشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت وأشار في مقارنة بين دور المؤسسات الخيرية في الدول المتقدمة وفي السعودية، فذكر أن دولة أوروبية رأسمالية كبيرة عدد المؤسسات التطوعية فيها بمعدل مؤسسة واحدة لكل 150 ساكنا. ولو طبقنا هذا المقياس بالنسبة للمملكة وأخذنا لكل عشرة آلاف ساكن مؤسسة خيرية لكان يجب أن يكون لدينا ثلاثة آلاف، ولو كان لكل خمسة آلاف ساكن مؤسسة تطوعية لكان يجب أن يكون عندنا ستة آلاف»، وقال الشيخ صالح الحصين «لا شك أن قصور الشعب السعودي عن أن يكون لكل خمسة آلاف ساكن من سكان المملكة مؤسسة تطوعية ظاهرة ينبغي أن يعني رجال الفكر والرأي والمهتمين بالإصلاح لبحث أسبابه وعلاجها».

وبين أن «المشاركين والمشاركات في هذا اللقاء أيدوا رؤية المواطن واقتراحاته بالنسبة للخدمات الصحية كما أن الجهات الحكومية أبدت رؤيتها في هذا الموضوع، واتفق الجميع على ما يريده المواطن ويستحقه من خدمة صحية عالية المستوى».

كما ألقت الدكتورة أمل جميل فطاني، عميدة أقسام العلوم والدراسات الطبية بجامعة الملك سعود، كلمة عبر الشبكة الصوتية، أكدت خلالها أن الحاجة ماسة إلى حوار إيجابي وتعاون مثمر بين القطاعات المختلفة للمحافظة على أغلى ما يملك الإنسان وهو صحته، وبينت أن النتائج المأمولة عن لقاء مقدمي ومتلقي الخدمات الصحية كفيلة بتضييق هوة اختلاف الرأي حول جودة الخدمات الصحية ووضع اليد على ما يتطلع إليه المجتمع، وتوفير أرضية خصبة للتوصل للحلول وأهمها الشراكة بين القطاعات الصحية والتعليمية والتأهيلية والاجتماعية، ليعود النفع للجميع.

وألقى الشيخ محمد بن صالح الدحيم كلمة أوضح فيها أن اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري يأتي ضمن منظومة الحوارات الحضارية التي ينظمها المركز الرائد مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، حيث تمثل هذه الحوارات منظومة التكامل والتناسق والحركة والتفاعل لمركز نبيل يدرك المعنى ويترك الأثر، وخاطب الملك عبد الله قائلا «أنتم يا خادم الحرمين من زرعتم بذرتها ودعمتم فكرتها. ولقد تحققت آمالك أيها الملك العادل. وأنبتت شجرتك أيها الأب الصالح وها هم أبناؤك روادا في الحوار والمثاقفة يعطون الصورة المشرقة للوطن المعطاء. حوار في الأسرة والعمل، وحوار بين المسؤولين ومعهم، وحوار في الإعلام والثقافة، حوار في المواطن والوطن، وحوار مع كل أحد، المتفق والمختلف، القريب والبعيد، كل ذلك بمبادئ إسلامية وإنسانية وبقيم اجتماعية أصيلة، فهنيئا لك وهنيئا لنا بك يا خادم الحرمين وسيبقى منبر الحوار كما رسمتم لكل من يحمل الهم باهتمام ليوصل صوته ويحاور فكرته ويحقق وجوده وينفع وطنه» فيما ألقت عفاف عبد العزيز القاضي، عبر الشبكة الصوتية، كلمة قالت فيها إن الحوار اليوم بشكل أحد المفاهيم الأساسية للتعايش والتعاون بين مختلف الأمم والشعوب، وقد أصبحت الثقافة الحوارية أحد المقومات الجوهرية لدى المجتمع السعودي التي تشكل هويته وانتماءه «وقد تجلى ذلك كله من خلال توجيهاتكم ومبادراتكم الكريمة يا خادم الحرمين الشريفين التي أطلقتموها محليا وعالميا، فجعلت السلوك الحواري أكثر قبولا على أرض الواقع بما يرسم صورة للتوجه الجديد في الفكر السعودي وصولا بالحوار الوطني إلى الحوار العالمي لتحقيق التآلف والتسامح والتعاون لمواجهة الأزمات المتلاحقة التي يعيشها العالم اليوم».

وبينت أن الحوار بين أبناء الوطن الواحد الذين يجمعهم الدين والهوية ووحدة المصير «تهيئة منطقية لقبول الحوار مع المخالف في الدين والهوية والثقافة، وقد كانت دعوتكم الكريمة لحوار الثقافات وأتباع الأديان دعوة لاستثمار القواسم الإنسانية المشتركة والإسهام في عمارة الأرض»، وقالت «إذا كان وقوف امرأة بين يديكم يا خادم الحرمين الشريفين شرفا لنا، فإن أعظم ما نعتز به في هذا الوطن هو انتماؤنا لمملكة الإنسانية ومنحنا الثقة والدعم من ملك الإنسانية، ففي كل مرة نتشرف بلقائكم نحظى بمكاسب كان من أمثلتها وليس حصرها وصول امرأة إلى منصب نائب وزير لإحدى أهم الوزارات التي ترعى فكر الإنسان وصياغة حياته وإنه لمن الحق أن نجدد العهد لهذا الوطن الحبيب ونتبنى الحوار والوسطية والاعتدال في التعامل مع جميع العقبات والتحديات والاختلافات والتركيز على الإيجابية والتفاؤل والأمل والخير والأمن والسلام والحب ولنا في رسول الأمة، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، الأسوة الحسنة».

كما ألقى الدكتور هادي بن مهدي آل راكة كلمة شكر فيها خادم الحرمين الشريفين وقال فيها «أقولها بصدق، فقد علمتنا معنى الشفافية، وزرعت فينا ثقافة الحوار، خلال الثلاثة أيام الماضية التي شاركنا فيها في اللقاء الثامن للحوار الفكري في منطقة نجران».

وأشار إلى أنه من ضمن ملامح التطوير الصحي الواعد ما يقوم به مستشفى الملك فيصل التخصصي من خلال برنامج التعاون الصحي المشترك لنشر العيادات التخصصية الشاملة في مناطق المملكة، حيث تمت تغطية 8 مناطق بهذه الخدمة التخصصية حتى الآن وما قدمته وزارة الصحة خلال هذا اللقاء من شرح للخطة الوطنية الاستراتيجية الطموح المتمثلة في «المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة» التي تراعي التوزيع الجغرافي لسهولة الحصول على الخدمة الصحية.

حضر الاستقبال الأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك، والأمير نايف بن سعود بن عبد العزيز، والأمير الدكتور عبد العزيز بن ناصر بن عبد العزيز، والأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن مساعد مستشار ولي العهد، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز المستشار في ديوان ولي العهد، والأمراء والوزراء والمسؤولون.