اقتراب الاتفاق على وثيقتين حول الأمن النووي عشية قمة واشنطن

لقاءات ثنائية وإجراءات أمنية تصاحب الاجتماع الدولي بمشاركة 47 دولة

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أثناء وصوله إلى قاعدة أندرو للدفاع الجوي للمشاركة في مؤتمر الأمن النووي في واشنطن أمس (أ.ب)
TT

يقترب مسؤولون من 47 دولة من الاتفاق على وثيقتين تختصان بالأمن النووي عشية انطلاق «قمة الأمن النووي» التي يستضيفها الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقد وصل مسؤولون ومختصون بالملف النووي إلى واشنطن خلال اليومين الماضيين، وقبل وصول قادة الدول والحكومات إلى واشنطن لبحث آخر تفاصيل البيان الختامي الذي من المرتقب أن يعلن مع نهاية القمة مساء غد (الثلاثاء)، وكذلك النقاط الأخيرة لوثيقة «خطة العمل» لتأمين كل المواد النووية حول العالم خلال 4 سنوات.

وتنطلق أعمال القمة اليوم (الاثنين) مع استقبال الرئيس الأميركي لرؤساء الوفود المشاركة في عشاء عمل، بينما تستضيف وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الطاقة ستيفن تشو عشاء عمل لوزراء خارجية ومسؤولي الوكالات النووية للدول المعنية. ومن المرتقب أن يجري خلال عشاء العمل مساء اليوم بحث أجندة الملف النووي، وخاصة مكافحة خطر التهديد النووي، قبل بدء جلسات القمة صباح غد. وبينما يناقش المسؤولون النقاط الأخيرة للوثيقتين، تتطلع الإدارة الأميركية إلى إعلان عدد من الدول عن خطط وطنية خاصة لتأمين المواد النووية. ومن المرتقب أن تشهد جلسة صباح غد (الثلاثاء) إعلان عدد من الدول عن خطط خاصة حول الأمن النووي، بينما جلسة العصر ستكون عبارة عن نقاش مطول بين رؤساء الدول حول الخطوات المقبلة لجعل الأمن النووي أبرز الأولويات الاستراتيجية للدول المعنية.

وبالإضافة إلى أعمال القمة الرسمية، تشهد واشنطن لقاءات ثنائية عدة، أبرزها لقاءات الرئيس الأميركي مع عدد من ضيوفه. وبدأ أوباما ماراثون من اللقاءات أمس استهلها بلقاءات ثنائية مع رئيس وزير الهند مانموهان سينغ ورئيس الوزراء الباكستاني سيد يوسف رضا كيلاني ورئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف ورئيس أفريقيا الجنوبية جيكوب زوما. وبينما قال البيت الأبيض إن محور هذه اللقاءات بحث قضية الأمن النووي، فإن قضايا ثنائية طرحت في الاجتماعات التي حضرتها كلينتون أيضا. ويواصل أوباما لقاءاته الثنائية اليوم مع لقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأوكراني فيكتور يونوكوفيتش والرئيس الصيني هو جينتاو وغيرهم من وفود مشاركة في القمة.

ويعول أوباما الكثير على التوصل إلى إجماع دولي حول «الأمن النووي» لخلق أرضية مشتركة مع حلفائه لمعالجة قضايا نووية أخرى، أبرزها مواجهة إيران التي تواصل توسيع برنامجها النووي رغم قرارات مجلس الأمن. وبينما يؤكد مسؤولون أميركيون أن الغرض من قمة هذا الأسبوع توسيع التوعية حول خطر «الإرهاب النووي» وأهمية حراسة المواد النووية، فإنهم يؤكدون أهمية التنسيق الدولي في القضايا النووية الأوسع. ومن المفترض أن تطرح مسألة إيران وغيرها من القضايا النووية في اجتماعات الشهر المقبل لمراجعة نظام منع انتشار الأسلحة النووية.

وبينما ينشغل المسؤولون الأميركيون بإنجاح القمة وجلب الدعم الدولي لاستراتيجية أوباما النووية والتي تعتمد على هدف بعيد الأمد لتخليص العالم من الأسلحة النووية، تنشغل السلطات الأمنية بنجاح القمة من حيث تأمين سلامة الوفود المشاركة ومنع أية خروقات لها. وقد وضعت الشرطة الأميركية إجراءات أمنية مشددة في العاصمة الأميركية وخاصة في منطقة مركز مؤتمرات المدينة وحول الفنادق التي تستضيف الوفود، فقد حجزت كل غرف فنادق واشنطن الراقية لاستضافة وفود 46 دولة. وحذر سكان المدينة من استخدام السيارات منذ مساء أمس وحتى صباح الأربعاء بسبب قطع الشوارع وتقليص أماكن صف السيارات في الشوارع عامة ضمن الإجراءات الأمنية. ويذكر أن الشوارع المحيطة بمركز المؤتمرات طوقت ولم يسمح للمارة بدخولها من دون ترخيص حكومي مسبق.