فيتنام توجه دعوة رسمية لخادم الحرمين الشريفين لزيارتها

رئيسها أمام الشورى يؤكد أن السعودية دولة كبيرة في المنطقة.. ويعلن تأييده للمبادرة العربية

TT

أعلن نغوين منيه جييت، الرئيس الفيتنامي، الذي يزور السعودية حاليا، عن توجيهه دعوة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لزيارة جمهورية فيتنام، لكنه لم يحدد موعد الزيارة الملكية المرتقبة. وجاء هذا الإعلان، خلال إلقاء رئيس فيتنام لخطاب أمام مجلس الشورى السعودي أمس. وركز نغوين منيه جييت، الذي يعد أول رئيس فيتنامي يزور السعودية، في خطابه على العلاقات الثنائية بين هانوي والرياض، والتي ستأخذ بعد زيارته الحالية للسعودية، بعدا آخر، لناحية تعزيزها، وخصوصا في الجوانب الاقتصادية، وملف تصدير العمالة المنزلية.

وسياسيا، أعلن الرئيس الفيتنامي، دعم بلاده لمبادرة السلام العربية، التي قدمتها السعودية لقمة بيروت في العام 2002، واعتمادها كأساس لحل الصراع العربي الإسرائيلي. ورأى في خطابه أمام الشورى، بأن السعودية دولة كبيرة في المنطقة. وقال إن زيارته لها تأتي في إطار تطوير العلاقات بين البلدين.وأعاد الرئيس الفيتنامي، الذاكرة للحرب التي مرت بها بلاده في 1975، والمعاناة التي خلفتها، مؤكدا أنهم لا يزالون يبذلون جهودا في إعادة الأعمار، وقد حققوا إنجازات كبيرة، مع بلوغ النمو الاقتصادي ارتفاعات سنوية بنسبة 7 في المائة سنويا. ونوه نغوين منيه، بمواقف بلاده وتبنيها لقرارات مجلس الأمن، بما يسهم في السلام والأمن الدوليين في الشرق الأوسط.

وأمام ذلك، قال الرئيس الفيتنامي «إننا نؤيد مبادرة السلام العربية ونحن نهتم بعلاقتنا في منطقة الخليج العربي وخاصة المملكة العربية السعودية، حيث كانت في سنواتها الأخيرة تسجل نموا كبيرا وأصبحت دولة كبيرة في المنطقة في الجانب الاقتصادي وكذلك تحسن الظروف المعيشية للمملكة والخليج العربي».

وفي موضوع المباحثات التي أجراها في الرياض مع خادم الحرمين، قال الرئيس الفيتنامي «لقد اتفقنا على تعزيز العلاقات وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، حيث إن الميزان التجاري بين البلدين يصل إلى 455 مليون ريال وهذا رقم متواضع في ظل العلاقات بين البلدين والإمكانات المتوفرة، ونحن في سبيل ذلك متفقون على تبادل الوفود بين البلدين على مستوى رفيع».

وفي الجانب الاقتصادي، قال نغوين منيه، إن زيارته للسعودية ركزت على عدد من المحاور، ومنها أن الرياض «تتمتع بإمكانات نفطية كبيرة وكذلك فيتنام، ولكن إمكاناتها النفطية ضعيفة مقارنة بالمملكة، لذلك كان التركيز على الزراعة وتطوير العلاقة بين الدولتين في سبيل تأمين الطاقة والغذاء، وتطوير الأمور التجارية».

وكشف الرئيس الفيتنامي، عن أن الرياض وهانوي، تفكران في إنشاء مجلس تشاوري بين منطقة آسيان ومنطقة الخليج العربي للتبادل التجاري، مشيرا إلى أن هناك استثمارات سعودية في فيتنام ومنها صناعة إنتاج الحديد، مؤكدا استعداد بلاده لتبادل الخبرات والاستثمارات بين البلدين.وتعهد رئيس الدولة الفيتنامية، بتقديم كافة التسهيلات أمام الاستثمارات السعودية في فيتنام.

وجاء ملف العمالة ضمن أهم الملفات التي أشبعت بحثا خلال زيارة الرئيس الفيتنامي إلى السعودية، وقال في هذا الصدد، إنه بحث التعاون مع المسؤولين السعوديين على مستوى استقدام العمالة المنزلية، حيث إن الرياض بحاجة إلى ذلك، وفيتنام دولة يبلغ عدد سكانها 86 مليون نسمة وبإمكانها توفير متطلبات السعودية من العمالة، مؤكدا أن هناك اتجاها لتوقيع عدد من الاتفاقات الإطارية في هذا الشأن.

وأعلن الرئيس الفيتنامي أن دولته وشعبه يقفان ضد الحرب، وضد كل من يسعى لإشعال فتيل الحرب في أنحاء العالم، مؤكدا استقلالية السياسة الخارجية لبلاده.

من جهته أكد رئيس مجلس الشورى السعودي في كلمة له، ألقاها نيابة عنه نائبه الدكتور بندر الحجار، أن العلاقة بين الرياض وهانوي، علاقة فتية، وهي مرشحة لأن تشمل مجالات عديدة وجوانب مختلفة في ظل حرص المسؤولين في البلدين على تعميق مستوى هذه العلاقة والدفع بها إلى الأمام.

وأشار إلى أن البلدين يتمتعان بنقاط التقاء عديدة وبمقومات سياسية واقتصادية تشكل رافدا من روافد التعاون، لافتا إلى أن زيارة الرئيس الفيتنامي إلى الرياض ستدفع بتلك العلاقة لمزيد من التطوير وستفتح آفاقا جديدة من التعاون في كافة المجالات بين البلدين، وستسهم في الارتقاء بها على المستويات التي ينشدها الشعبان. وأعرب الدكتور الحجار، في كلمة رئيس مجلس الشورى، عن ثقة المجلس بأن الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفيتنامي للسعودية «سوف تكون لها نتائج طيبة ينعكس تأثيرها على مستوى العلاقات بين بلدينا وهو على استعداد لأن يدعم كل خطوة تعزز من هذه العلاقة وترسخ أواصر الالتقاء بين الشعبين».