إسلام آباد: مقتل 136 بينهم 70 مدنيا بغارات جوية خلال يومين

العثور على ابنة عالمة باكستانية تحاكم بشبهة الإرهاب في أميركا

جنود باكستانيون يشاركون في المرحلة الثالثة من أكبر تدريب عسكري بمنطقة مولتان الحدودية أمس (إ.ب.أ)
TT

قبلت أسرة الدكتورة عافية صديق، السجينة الباكستانية التي تقبع داخل سجن أميركي، بالفتاة الغامضة باعتبارها ابنة الدكتورة، بعدما أكد اختبار الحامض النووي الذي أجراه أطباء باكستانيون أن الفتاة هي الابنة البيولوجية للسجينة الباكستانية.

وقالت الدكتورة فوزية صديق، شقيقة الدكتورة عافية، في تصريحات أمام حشد من الصحافيين في مطار كراتشي «نعم، أصبحنا مطمئنين لأن مريم، المعروفة باسم فاطمة، هي ابنة الدكتورة عافية صديق». وجاءت هذه التصريحات لدى وصولها الليلة الماضية برفقة الفتاة الغامضة، بعد مقابلة جرت بينها وبين رحمن مالك، وزير الداخلية، في إسلام آباد.

وكانت مريم (12 عاما) قد تركت على عتبة منزل الدكتورة فوزية صديق في كراتشي الأحد الماضي. وعلى الفور، أخطرت الأسرة وزير الداخلية الباكستاني الذي اتخذ ترتيبات قيامهم بزيارة إسلام آباد، حيث خضعت الفتاة لاختبار الحامض النووي.

وخلال مؤتمر صحافي، أعلن وزير الخارجية أن «اختبار الحامض النووي أثبت أن مريم خان هي الابنة البيولوجية للدكتور أمجد خان، الزوج السابق للدكتورة عافية صديق».

وكانت مريم خان قد اختفت منذ عام 2003 عندما اختفت والدتها، الدكتورة عافية صديق. ويسود اعتقاد داخل باكستان بأن وكالات الاستخبارات الأميركية هي التي اختطفت الأم والابنة بسبب علاقات الأم المزعومة بتنظيم القاعدة.

وعاودت الدكتورة عافية صديق الظهور في أفغانستان في أغسطس (آب) 2008، عندما اتهمها الجانب الأميركي بإطلاق النار على جنود أميركيين في إقليم غانزي بأفغانستان. وأصدرت محكمة أميركية حكما بالسجن مدى الحياة ضد عافية صديق. إلى ذلك قال مسؤولون وشهود عيان أمس إن الغارات الجوية التي وقعت خلال اليومين الماضيين في المنطقة القبلية القريبة من الحدود الأفغانية أسفرت عن مقتل 136 شخصا بينهم 70 مدنيا. ووقعت الغارات في منطقة أوراكزاي، حيث تشن القوات الحكومية عملية عسكرية تستهدف معاقل «القاعدة» و«طالبان»، وكذلك في منطقة خيبر المجاورة. وقال الميجور فضل الرحمن المتحدث باسم فيلق القوات الحدودية شبه العسكرية، إن 12 مسلحا لقوا حتفهم وأصيب ستة آخرون اليوم في مواجهة مع القوات في قريتي كانجرا وسام في أوراكزاي.

وأضاف أنه «عقب القتال استهدفت مروحيات الجيش ثلاثة مخابئ للإرهابيين. ولم تتضح حصيلة الضحايا». وتأتي هذه المواجهة بعد يوم واحد من مواجهات عنيفة وقعت في منطقة بيزوت التابعة لأوراكزاي أسفرت عن مقتل 54 مسلحا. وقال المسؤول المحلي رياض مسعود: «حاول نحو مائة إرهابي قدموا من منطقة خيبر المجاورة السيطرة على نقطة تفتيش مهمة إلا أن قواتنا تمكنت من صدهم». وكان المئات من مسلحي «طالبان» و«القاعدة» قد فروا إلى منطقة خيبر هربا من العملية التي بدأت في أوراكزاي أواخر مارس (آذار) الماضي وأسفرت عن مقتل 350 متمردا على الأقل، وفقا للبيانات الرسمية. وقد لجأ معظم المسلحين الفارين إلى وادي تيراه النائي في خيبر. وقد دكت الطائرات الحكومية بعد ظهر أمس منطقة سكنية خلال اجتماع لشيوخ قبيلة كوكي خيل. ووفقا لمصادر استخباراتية ومسؤولين من الحكومة المحلية، فقد قتل أكثر من 70 شخصا وجرح نحو 50 آخرون في الغارة الجوية التي وقعت في قرية سرا فيلا، ومعظم الضحايا من المدنيين.