الرئيس الأفغاني يدعو مقاتلي طالبان إلى نبذ العنف

مقتل جندي أطلسي و4 مدنيين.. وهجوم بالصواريخ على معسكر قندز > البرلمان يطالب كرزاي باختيار وزراء لشغل حقائب شاغرة

TT

دعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي مقاتلي طالبان في إقليم قندز شمال البلاد، أمس إلى التخلي عن العنف. جاء ذلك في وقت حذر فيه حاكم الإقليم من وقوع المزيد من الهجمات.

والتقى كرزاي صباح أمس على هامش زيارته لمدينة قندز، عاصمة الإقليم الأكثر عنفا في البلاد، التي رافقه خلالها قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، بالمئات من شيوخ القبائل هناك.

وخلال اللقاء، دعا كرزاي مسلحي طالبان في الإقليم إلى التخلي عن العنف والانضمام إلى حكومته، وقال: «أعزائي، إخواني، تعالوا إلي إذا كانت لديكم مشكلة، أو إذا رأيتم أي مشكلة معنا.. بابي مفتوح لكم». وأضاف: «إذا ما كان لديكم أي مطلب، تعالوا وأخبروني به.. ولكن توقفوا عن قتل إخوانكم وتدمير بلادكم». من جانبه، حذر محمد عمر حاكم إقليم قندز خلال الاجتماع من تدهور الأمن في الإقليم في حال لم تشن القوات الأفغانية وقوات حلف الأطلسي عملية مشتركة، وقال: «لن يزداد الوضع سوءا هنا فقط، وإنما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار أقاليم أخرى في المنطقة». كما أشار عمر إلى القيود المفروضة على القوات الألمانية في إقليمه، ضمن القوات الألمانية الموجودة في شمال أفغانستان التي يبلغ قوامها 4500 جندي، ودعا دول حلف الأطلسي إلى إرسال المزيد من القوات إلى المنطقة لتحويل دفة الأمور ضد طالبان.

وفي قندز تعرض معسكر القوات الألمانية في الإقليم، شمال أفغانستان، لهجوم بأربعة صواريخ صباح أمس، بيد أنه لم ترد أنباء بوقوع إصابات أو خسائر. وذكرت قيادة عمليات الجيش الألماني أن الصواريخ سقطت خارج نطاق المعسكر بمسافة بعيدة، مشيرة إلى علاقة الهجوم بزيارة الرئيس الأفغاني كرزاي للمنطقة أمس. جاء ذلك في وقت حذر فيه حاكم الإقليم من وقوع المزيد من الهجمات. من جهة أخرى أمهل البرلمان الأفغاني الرئيس كرزاي عشرة أيام لاختيار مرشحين لشغل 11 منصبا وزاريا شاغرا في أحدث مؤشر على أن البرلمان الذي كان مهادنا في فترة سابقة أصبح يميل بشكل متزايد لتحدي الرئيس. وعين كرزاي قائمين بأعمال الوزراء لتولي المسؤولية عن نحو نصف الوزارات منذ يناير (كانون الثاني) عندما صوت البرلمان مرتين لرفض عدد كبير من مرشحيه. كما أنه خاض أزمة مع البرلمان حول القواعد الانتخابية التي تحولت إلى مواجهة مع الغرب ونزاع مع البيت الأبيض الشهر الحالي. وقال سكرتير لجنة بالبرلمان الأفغاني أمس إن قرارا اتخذه البرلمان أمس يمهل كرزاي عشرة أيام لاختيار الوزراء و20 يوما لتشكيل لجنة لتفسير الدستور وشهرا لوضع تصور عام لسياسة الدولة. وقال محمد صالح سلجقي إن من أسباب تصرف النواب الرد على التصريحات المناهضة للغرب التي أدلى بها كرزاي مؤخرا. ومضى يقول سيوضح التصور العام للسياسة موقفنا فيما يتعلق بالأجانب وجيراننا ويظهر لنا الاتجاه الذي نتحرك صوبه. ويجب أن لا يكون فرد واحد قادرا على اتخاذ قرار تاريخي دون موافقة ممثلي الشعب.

وقال متحدث باسم كرزاي إن الحكومة تحترم قرار البرلمان وتبذل قصارى جهدها للموافقة على مطالبه. واتخذ كرزاي خطوات في الآونة الأخيرة للتخفيف من وطأة خلاف مع البيت الأبيض اندلع في مستهل الشهر الحالي عندما اتهم الغرب بتزوير الانتخابات. وأدلى كرزاي بهذه التصريحات بعد أن حاول البرلمان إبطال مرسوم رئاسي يجرد الأمم المتحدة من سلطة اختيار أغلبية أعضاء لجنة تراقب الانتخابات شككت في نحو ثلث الأصوات الممنوحة لكرزاي في انتخابات الرئاسة التي أجريت العام الماضي. وفي قندهار قتل جندي من قوات الحلف الأطلسي وأربعة مدنيين بقنابل يدوية الصنع في هجمات مختلفة وقعت أمس جنوب أفغانستان بحسب مسؤولين محليين والحلف الأطلسي. وقالت القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) إن أحد جنودها قتل في انفجار عبوة ناسفة في هذه المنطقة التي تشهد حربا ضد طالبان. ولم تعط مزيدا من التوضيحات. من جهة أخرى أعلن مسؤولون في ولاية هلمند أن قنبلة يدوية الصنع استهدفت حافلة صغيرة تنقل فريقا لإزالة الألغام قرب إقليم دامان، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح 14 آخرين.