الأسد يدعو إلى دراسة «متروية» لمقترح رابطة الجوار العربي

موسى يتوقع تقدما إيجابيا في العلاقات السورية - المصرية

الرئيس السوري، بشار الأسد، لدى استقباله أمس في دمشق الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى (أ.ب)
TT

دعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى «دراسة متروية» لمقترح رابطة الجوار العربي الذي تقدم به أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى خلال قمة سرت، وأكد الأسد خلال لقائه موسى أمس ضرورة «دراسة المقترح بروية ووضع الآليات المناسبة له ومناقشته بعمق ومسؤولية». وقال بيان رسمي إن لقاء الأسد مع موسى، الذي حضره وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ومدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية هشام يوسف، تناول مقررات قمة سرت وسبل تفعيل العمل العربي المشترك وتطوير آليات عمل الجامعة العربية وتفعيل دورها على الساحتين العربية والدولية. وتمت مناقشة مقترح رابطة الجوار العربي الذي تقدم به موسى خلال القمة العربية ووجهات النظر المتعلقة بهذا المقترح وضرورة «أن تكون هذه الرابطة مدخلا للتقارب والتعاون المجدي بين الدول العربية ودول الجوار» حيث أكد الرئيس الأسد ضرورة دراسة المقترح بروية ووضع الآليات المناسبة له ومناقشته بعمق ومسؤولية.

وبحث اللقاء آخر التطورات على الساحة العربية وتم التأكيد على ضرورة «إيلاء قضية القدس الاهتمام الكافي ودعم صمود المقدسيين بكافة السبل من أجل وقف عملية التهويد التي تتعرض لها هذه المدينة المقدسة» ودعا الرئيس الأسد إلى «التحرك الفوري على المستويين العربي والدولي لاتخاذ قرار واضح من محاولات إسرائيل تطبيق سياسة التطهير العرقي في الضفة الغربية وطرد الفلسطينيين من وطنهم». كما تناول اللقاء أيضا التطورات على الساحة العراقية بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة توفر للشعب العراقي الأمن والاستقرار.

من جانبه، توقع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن يحصل تقدم إيجابي في العلاقات السورية المصرية، وقال ردا على سؤال حول ما يقال عن زيارة للرئيس الأسد إلى القاهرة «كلنا نتمنى ونتوقع إن شاء الله تقدما إيجابيا في هذا الإطار». ووصف موسى لقاءه مع الرئيس بشار الأسد أمس بأنه كان لقاء طويلا ومليئا بالملفات الرئيسية التي تشغل العالم العربي. وأضاف في تصريحات عقب مباحثاته مع نائب الرئيس فاروق الشرع أمس أن مباحثاته مع الرئيس الأسد تناولت أيضا نتائج قمة سرت، وبحثت الملفات والمواضيع المطروحة على القمة الاستثنائية التي ستعقد في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، مشيرا إلى أن «الوضع العربي بعد قمة سرت أقل حدة».

وقال موسى إن من أهم المواضيع التي بحثها مع الرئيس الأسد هي الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتطورات الجارية وأحدثها إصدار إسرائيل لوائح تتيح لها تنفيذ طرد جماعي للفلسطينيين من الضفة الغربية.

وحول إمكانية سحب المبادرة العربية كرد على هذه الإجراءات «كل الأمور مطروحة وهناك مواقف استراتيجية يجب أن تتخذ في الوقت المناسب» ملمحا إلى استبعاد خيار سحب المبادرة بقوله إنه «ليس في كل مناسبة نقول سحب المبادرة العربية»، وقال إن مجلس الجامعة العربية سيعقد اجتماعا عاجلا اليوم.

وحول الاتصالات التي سيجريها مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بعد ساعات من لقائه المسؤولين السوريين، حذر موسى من أن استمرار الانقسام لن يكون في صالح الفلسطينيين، مشيرا إلى أن محادثاته مع خالد مشعل «سيجري خلالها تبادل وجهات النظر وليس بالضرورة أن يكون لدي جديد أقدمه».

وفي ما يتعلق بالملف العراقي، قال موسى «نتابع بدقة كل ما يجري في العراق خاصة بعد نتائج الانتخابات وهي نتائج مهمة تشير إلى أن الشعب العراقي والناخب العراقي يريد أن يغير من طبيعة العمل إلى عمل قومي دون الانقسامات» وأشار موسى إلى أن «الإخوة في العراق لا يحتاجون إلى إشراف لا منا ولا من غيرنا».

وبعد زيارة استغرقت يومين إلى دمشق توجه عمرو موسى إلى الأردن.