«الجهاد» تحرج حماس وتتهمها بمنع عمليات ضد إسرائيل

التوتر برز في غياب قيادتها عن حضور اجتماعات الفصائل في دمشق

TT

تعمدت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، إحراج حركة حماس بإعلانها أن جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة حماس في غزة أفشل عملية «نوعية» ضد إسرائيل في لحظاتها الأخيرة.

وقالت سرايا القدس في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، إن عناصر من جهاز الأمن الداخلي أفشلوا عملية لعناصرها وآخرين من كتائب الأقصى ضد قوة عسكرية قرب الحدود مع القطاع.

وقال مصدر قيادي في سرايا القدس إن «قوة مما يسمي بـ(جهاز الأمن الداخلي) التابع للحكومة المقالة في غزة، أقدم على اعتقال مجموعة من مجاهدي سرايا القدس ووحدات الاستشهادي نبيل مسعود في أثناء استعدادهم لتنفيذ مهمة جهادية نوعية ضد القوات الخاصة الصهيونية التي اعتادت التوغل لمئات الأمتار داخل أراضي قطاع غزة».

وأعرب المصدر عن استغرابه الشديد من إقدام جهاز الأمن الداخلي على «احتجاز المجاهدين مدة تزيد عن أربع ساعات في أحد المقار الأمنية التي تقوم يوميا أجهزة أمن الحكومة في غزة بإخلائها خوفا من تعرضها لعمليات قصف، مما يشكل خطرا على المجاهدين الذين يتم تركهم داخل المقرات فيما يأخذ عناصر الأمن آماكن آمنة».

وقال القيادي في سرايا القدس: «إن التعامل مع المجاهدين لم يكن بالمستوى المطلوب ولم يتم احترامهم بالشكل اللائق، وكأن المجاهد أصبح سجينا جنائيا، يتم الزج به في السجون من دون رقيب أو حسيب».

وأشار المصدر المسؤول إلى أن أمن الحكومة المقالة «طلب من المجاهدين التوقيع على تعهد بعدم القيام بأي عمل جهادي ضد العدو الصهيوني بحجة وجود تهدئة غير معلنة، وأنه يجب احترامها»، مؤكدا أنه «لا توجد تهدئة على الإطلاق بين المقاومة والعدو الذي يستبيح أراضي غزة صباح مساء ويستهدف كل مكونات الحياة فيها».

وهذا أول بيان علني تصدره سرايا القدس تتحدث فيه عن توتر مع حركة حماس. وحاولت «الجهاد» دائما التكتم على التوتر مع الحركة التي تسيطر على قطاع غزة. وطالما اتهمت الجهاد حماس بشكل غير رسمي بمحاولتها السيطرة على المقاومة، ومساجد الحركة، واعتقالها في أحيان كثيرة مقاتلين من السرايا.

لكن التوتر هذه المرة خرج إلى العلن، بعد أن شهد في البداية سجالا إعلاميا بين الحركتين بعد مقتل جنديين إسرائيليين شرق خان يونس الشهر الماضي، إذ أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس مسؤوليتها عن العملية آنذاك، في وقت أكدت فيه سرايا القدس أنها تقف خلف العملية التي قضى فيها 2 من مقاتليها.

وزاد من التوتر رفض الجهاد التقيد بقرار لحماس يقضي بوقف إطلاق الصواريخ من غزة، ونفت «الجهاد» أنها وقفت عمليات إطلاق الصواريخ مؤقتا، وقالت إن إطلاق الصواريخ هو إحدى وسائل المقاومة، التي لا تقتصر عليها فقط، مؤكدة أن الظروف الميدانية هي التي تحدد شكل العمل المقاوم.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن التوتر طال قيادات الحركتين في دمشق، إذ لوحظ غياب قيادة حركة الجهاد الإسلامي عن آخر اجتماعين عقدتهما الفصائل الفلسطينية بدمشق.

وحسب المصادر فإن الأمين العام للحركة د. رمضان شلح، ونائبه زياد نخالة، لم يحضرا الاجتماعات التي عقدت مباشرة بعد عملية خان يونس.

وكان شلح نفسه عبر عن استغرابه لتبني حماس لعملية خان يونس، وتقول «الجهاد» إن هذه ليست المرة الأولى التي تعمد فيها حماس إلى تبني عملياتها.

وقد تعتبر عملية حيفا التي نفذتها سرايا القدس في 2002، وأعلنت آنذاك حماس مسؤوليتها عنها عبر إعلانها اسم أحد عناصرها الذي تبين لاحقا أنه معتقل في السجون الإسرائيلية، إحدى أكثر العمليات التي تستشهد بها «الجهاد» في محاولة لضرب مصداقية حماس في العملية الأخيرة. والتزمت حماس الصمت ولم تعقب على اتهامات «الجهاد».