الاعتداءات على اليهود في العالم تضاعفت مرتين منذ العدوان على غزة

تقرير إسرائيلي: بريطانيا «تحظى» بحصة الأسد تليها فرنسا وكندا والولايات المتحدة

TT

أشار تقرير إسرائيلي نشر أمس إلى أن الاعتداءات على اليهود، التي نفذت في دول العالم المختلفة بلغت سنة 2009 ضعفي عدد الاعتداءات، التي نفذت سنة 2008، وعزا التقرير هذا الارتفاع الحاد إلى الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وأدت إلى اتساع حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني، وارتفاع نسبة الكراهية لإسرائيل ولليهود الذين يدافعون عنها في العالم.

وأعد هذا التقرير في جامعة تل أبيب ونشر، أمس، بمناسبة ذكرى ضحايا المحرقة النازية، وفقا للتقويم العبري. وتم فيه رصد الاعتداءات الجسدية ضد أشخاص أو مؤسسات فقط، ولم يشتمل على التحريض في الصحف والشتائم والشعارات التي ترسم على جدران مؤسسات يهودية ومقابر وغيرها.

ويتضح من التقرير أن بريطانيا هي أكثر دولة يتم فيها الاعتداء على اليهود، حيث بلغ عددها 374 اعتداء، بما يزيد ثلاث مرات عن الاعتداءات التي تمت سنة 2008 (112 اعتداء). وتليها فرنسا (195 اعتداء في السنة الأخيرة مقابل 50 اعتداء في 2008)، ثم كندا التي تضاعفت الاعتداءات فيها أكثر من عشر مرات (من 13 إلى 138 اعتداء). وأما الولايات المتحدة فقد حصل ارتفاع طفيف على عدد الاعتداءات فيها من 98 إلى 116. فيما انخفضت هذه الاعتداءات في روسيا من 40 إلى 28، وفي أوكرانيا من 38 إلى 20، وألمانيا من 40 إلى 33.

وقال التقرير إنه يقدر أن عدد الاعتداءات الفعلية يفوق ما ذكر في الإحصائيات الرسمية، وذلك لأن الكثير من اليهود لا يبلغون الشرطة بما يتعرضون له من اعتداءات خوفا من الانتقام أو بسبب الشعور بأنها لا تعالج بالشكل المطلوب.

وادعى التقرير أن القسم الأكبر من هذه الاعتداءات نفذها عرب أو مسلمون يعيشون في الغرب. ولكن هناك اعتداءات من أهل تلك البلدان الأصليين، الذين ينتمون إلى أحزاب اليمين المتطرف.

ولاحظ أن هذه الأحزاب تزداد قوة في الكثير من الدول، على سبيل المثال في هنغاريا، التي فاز بها حزب اليمين الفاشي بسدس عدد الأصوات، في الانتخابات التي جرت هذا الأسبوع.

يذكر أن إسرائيل أحيت ذكرى ضحايا النازية، أمس وأول من أمس في عدة طقوس رسمية.

واستغل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه المناسبة ليهاجم دول العالم، قائلا إن خطر الإبادة لا يزال قائما على إسرائيل. وإن إيران تدعو علنا لإبادة إسرائيل والعالم يقف متفرجا لا يفعل شيئا لردعها. ولفت النظر إلى أن مئير دجان، رئيس «الموساد»، وهو جهاز المخابرات الخارجية الذي يشار إليه بالبنان في عمليات اغتيال كثيرة في الخارج، يحرص على إدخال ضيوفه إلى مكتبه الشخصي في مقر «الموساد»، حيث توجد صورة ليهودي مسن راكعا على ركبتيه رافعا يديه استسلاما أمام الجنود النازيين، ويقول لهم إنه يستمد نشاطه وقراراته من هذه الصورة، وإن هدفه يكمن في عدم السماح بتكرار المحرقة ضد اليهود بأي شكل من الأشكال، وأن يخلص إسرائيل من «قادة الإرهاب» الذين يهددون اليهود بالدمار.

وبرزت مجموعة من المتطوعين الألمان، زارت إسرائيل أمس، لتطلق مشروع بناء مركز جديد للمسنين في حيفا سيخصص لليهود الذين نجوا من المحرقة. وقالت إحدى المتطوعات: «جئنا لنكفر عن الفظائع التي نفذها أجدادنا بحق اليهود والإنسانية جمعاء. لا أدري إن كان جدي شخصيا نازيا، ولكني أفترض أنه كذلك وأحاول التكفير بعض الشيء إرضاء لضميري».

وتجدر الإشارة إلى أن قصة المحرقة تحتل موقعا أساسيا في حياة غالبية اليهود في إسرائيل. وتحرص الحكومة، بواسطة وزارة التعليم، على إشراك تلاميذ المدارس في نشاطات خاصة حولها. وفي السنة الماضية مثلا تم إشراك 134 ألف تلميذ في هذه النشاطات، 1595 منهم عرب من فلسطينيي 48. وأرسل نحو 16 ألف تلميذ منهم إلى معسكرات الإبادة النازية في أوروبا الشرقية، وخصوصا في أوشفيتس في بولندا، بينهم 150 تلميذا من العرب.

وجرى النقاش في إسرائيل، أمس، حول أهمية تدريس المحرقة للتلاميذ العرب، حيث إنهم يدرسونها بشكل سطحي. ولأن هؤلاء التلاميذ محرومون من دراسة تاريخ شعبهم الفلسطيني، فإن دراستهم للمحرقة تكون ثقيلة ومن دون تعاطف. ولذلك، فقد طرح الكثير من قادة الأحزاب العربية الوطنية من فلسطينيي 48 اقتراحا لتدريس الموضوعين، وهناك مبادرت من بعضهم لأن يتم تدريس تاريخ الشعب الفلسطيني للتلاميذ اليهود أيضا، حتى يتعرف كل تلميذ على آلام ومعاناة الشعب الآخر. ففي ذلك أهمية لبناء مستقبلي على أسس السلام والتعايش بين الفلسطينيين وإسرائيل.