مراقبتان دوليتان سعوديتان ترصدان العملية الانتخابية بالسودان

جيهان فلمبان ودينا مدني خاضتا التجربة الأولى للمرأة السعودية وأعجبتا بمرشحة الرئاسة السودانية

دينا مدني وجيهان فلمبان تعدان تقريريهما عن سير الانتخابات السودانية («الشرق الأوسط»)
TT

لم يمنع ضجيج الانتخابات السودانية الأخيرة بروز ظواهر فريدة عدة، فوسط هذا الخضم وضعت شابتان سعوديتان بصمة جديدة في تاريخهما الشخصي وتاريخ المرأة السعودية، حيث جاءت مشاركة جيهان فلمبان، ودينا مدني، في هذه الانتخابات التي شهدها السودان مراقبتين دوليتين، وهي مهمة لم تسبقهن إليها أي سعودية أخرى.

وتصف فلمبان - 36 عاما، وهي متخصصة في العلاقات الدولية، وتعمل في منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة - مشاركتها مع زميلتها مدني في هذه الانتخابات بـ«التجربة الثرية، في ظل كون الانتخابات السودانية إحدى أعقد العمليات الانتخابية التي شهدها العالم، ويشارك فيها نحو 16.5 مليون ناخب، لم يشارك نحو 50 في المائة منهم في أي عملية انتخابية مماثلة طوال حياته».

ومع ذلك، رأت «المراقبة الدولية» القادمة من بلد لم تشارك فيها المرأة بأي عملية انتخابية رسمية، باستثناء انتخابات الغرف التجارية أخيرا، أن تجربة المشاركة في مراقبة الانتخابات السودانية غير كافية، «نحتاج إلى خوض مزيد من التجارب الدولية والإقليمية في مراقبة الانتخابات لتكوين حصيلة معرفية أفضل في الشأن الانتخابي».

وعللت فلمبان رغبتها في مراقبة انتخابات أخرى بالحاجة إلى «المقارنة والاضطلاع بما يحويه كل بلد من ثقافات متنوعة وصراع داخلي، ما يفيدنا مستقبلا في المراقبة الدولية للانتخابات». وأضافت: «حاليا اكتسبت بعض الأساسيات الانتخابية كمتطلبات خوض الانتخابات، وكيفية تنفيذها، إلى جانب الاستماع بحيادية لآراء جميع الأحزاب المشاركة».

وعن ملاحظاتها كمراقبة على سير العملية الانتخابية، أوضحت المراقبة الدولية أنها لاحظت بطء سير العملية الانتخابية في بعض مراكز الاقتراع، بسبب خطأ فني أو تقني. وفي المقابل، أشارت إلى ارتفاع الوعي في الشارع السوداني - خصوصا في الخرطوم - حول حقوقه الديمقراطية التي يفخر السودانيون بممارستها واقعا».

إلى ذلك، بدت ملامح التعب واضحة على دينا مدني - 27 عاما - وقالت عقب أن أكملت إعداد تقرير مراقبة الانتخابات الذي ستقدمه لرئيس وفد منظمة المؤتمر الإسلامي المراقب للانتخابات: «توجهنا إلى مراكز خارج الخرطوم في أم درمان، ودخلنا المراكز المتناثرة في الضواحي والحواري الضيقة»، مؤكدة أن الوجود في السودان لمراقبة الانتخابات، ساعد المراقبين الدوليين في الوقوف على حقيقة الوضع بصورة شديدة الوضوح، وعدم الاقتصار على ما يتلقونه عن الوسائل الإعلامية التي قد لا تنقل الحقيقة بشكل كامل.

تقول مدني التي تحمل شهادة الماجستير في العلاقات الدولية من «فليتشر سكول الأميركية»: «استفدت وتعلمت أصول وتدرج العملية الانتخابية ومهامها، إضافة إلى الإجراءات قبل وفي أثناء وبعد عملية الاقتراع». مشيرة إلى حصولهم على بعض المعلومات قبل المجيء، فيما اكتملت الصورة فور زيارة المفوضية العامة للانتخابات.

وفي ما يتعلق بالتعقيدات التي تكتنف الانتخابات السودانية التي وصفتها وسائل الإعلام بالمربكة، أكدت مدني «يُسْر العملية وسيرها بشكل صحيح، رغم تعقيدات التصويت التي أسهمت في إرباك الناخب السوداني، باستثناء بعض الأمور الفنية المتمثلة في جلب الصناديق أو التأخر في وقت افتتاح بعض مراكز الاقتراع، وهي حسبما علمنا غير مؤثرة، لا سيما أن الانتخابات تستمر ثلاثة أيام».

وحول مراقبة الاقتراع قالت: «لم نتوقع أن يمضي الوقت دون عقبات، لكنما أرهقنا هو طول الوقت، إذ خرجنا منذ السابعة صباحا ولم نعد حتى السابعة والنصف مساء، فيما سارت بقية العملية بشكل متسق».

وتشير فلمبان إلى الترحيب اللافت من المواطنين العاديين إلى جانب وكلاء الأحزاب المشاركة في الانتخابات كمراقبات دوليات وسعوديات، وقالت: «عاملنا الجميع بكل شفافية، ودعمونا بتوفير المعلومات المهمة كافة قبل أن نطلبها منهم، وبادروا إلى الإجابة عما يدور في بالنا، وأبدوا تعاونا فريدا، كما شرعت النساء في دعوتنا إلى حضور مناسبات تخص المرأة مستقبلا».

وعمّا خرجت به من تجربتها هي وزميلتها في مراقبة الانتخابات السودانية، أكدت أنهن حملن على عاتقهن شعورا كبيرا بالمسؤولية تجاه تمثيلهن بلادهن عموما والسعودية خصوصا، كأول مراقبات سعوديات لانتخابات عامة في دولة أخرى، وقالت: «أعتبر هذه المشاركة بصمة في حياتي أحتفظ بها لمستقبلي البعيد، وقد تصبح قصة أرويها لأولادي وأحفادي بعد ذلك».

وحول أمنيتها بعد هذه المشاركة قالت فلمبان: «أتمنى أن أجد الفرصة نفسها من الشركات والمؤسسات السعودية العامة والخاصة لدعم المرأة السعودية، تلك المرأة التي تغربت لتحصل على تعليم عالٍ»، مؤكدة أن السعوديات لن يتوانين عن تمثيل أي جهة سعودية متى توافرت الفرصة المناسبة، سواء كانت للعمل مراقبة أو أي مجال آخر.

وأبدت إعجابها بمشاركة المرأة السودانية في الانتخابات الأخيرة، ووجود سيدة مرشحة للرئاسة لأول مرة في أفريقيا، بعد أن تم تحديد كوتة بنسبة 25 في المائة للنساء في المجالس التشريعية والتنفيذية، «وما زالوا يطالبون بأكثر من هذا، وشخصيا أتمنى أن تصل الكوتة النسائية إلى 50 في المائة». كما أعربت عن تطلعها إلى المشاركة في مراقبة استفتاء تقرير المصير 2011.