مهاجمون انتحاريون يستهدفون مكتب الاستخبارات في قندهار

الحلف الأطلسي يعترف بمقتل مدنيين جنوب أفغانستان ويعرب عن أسفه

جنود أفغان يقفون على أهبة الاستعداد في وسط قندهار أمس عقب تورط القوات الدولية في قتل مدنيين أفغانيين (أ.ب)
TT

حاول ثلاثة مسلحين يرتدون سترات ناسفة مهاجمة مكاتب أجهزة الاستخبارات الأفغانية في قندهار أمس مما أدى إلى تبادل لإطلاق نار، حسب مصادر في الحكومة المحلية. وقال أحمد والي كرزاي رئيس مجلس قندهار المحلي، إن الانتحاريين حاولوا دخول مجمع المديرية الوطنية للأمن في المدينة المضطربة. وأضاف أحمد، شقيق الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، أن «حراس المجمع تصدوا للمسلحين ففجر أحدهم نفسه فيما قتل الاثنان الآخران في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن».

وكان مراسل وكالة الصحافة الفرنسية تحدث في وقت سابق من أمس عن سماع أصوات إطلاق نار ودوي انفجار في قندهار في جنوب أفغانستان بعيد الساعة الواحدة بعد الظهر، فيما ذكر مصدر في الأمن الأفغاني أن «إرهابيين» أطلقوا النار من مدرسة ابتدائية تقع قرب مكتب الاستخبارات. وقال كرزاي إن أحد العاملين في المدرسة أصيب خلال إطلاق النار إضافة إلى اثنين من مسؤولي الاستخبارات. وهذا هو ثاني هجوم خلال أسابيع في المدينة التي شهدت نشأة حركة طالبان والهدف المرتقب لهجوم كبير تشنه قوات حلف شمال الأطلسي في الأشهر المقبلة.

وقال شهود إن مواطنين فروا من الشوارع في ذعر بينما تدفق عشرات من رجال الشرطة والجنود على الشوارع الرئيسية في المدينة.

وشنت حركة طالبان سلسلة من الهجمات شملت مهاجمين وانتحاريين يحاولون الاستيلاء على مبان حكومية في الكثير من المدن الجنوبية والعاصمة كابول في الشهور الأخيرة. وفي أكبر هجوم هذا العام ضرب مهاجمون وانتحاريون عدة أهداف في قندهار الشهر الماضي.

من جهة أخرى، اعترف حلف شمال الأطلسي بمقتل أربعة مدنيين عندما فتح جنوده النار على حافلة في جنوب أفغانستان، معربا عن «أسفه الشديد» للحادث. وقال بيان للحلف إن «القوة الدولية للمساهمة في إرساء الأمن في أفغانستان (ايساف) تعرب عن أسفها العميق للخسائر البشرية المأساوية في منطقة زهاري (قرب مدينة قندهار) صباح الاثنين». وأكد الحلف أنه بدأ تحقيقا مشتركا مع قوات الأمن الأفغانية لمعرفة الأحداث التي أدت إلى «الخسائر البشرية المؤسفة». واتهمت السلطات الأفغانية أمس قوات حلف شمال الأطلسي بقتل أربعة مدنيين بينهم امرأة وطفل وإصابة 18 آخرين بجروح إثر إطلاقها النار على حافلة صغيرة اقتربت من قافلة للقوات الأجنبية في جنوب أفغانستان.

وغالبا ما يشتكي السكان والحكومة الأفغانية من الضربات العشوائية للقوات الدولية التي تودي بحياة مدنيين فيما يكرر قائد القوات الدولية الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال الطلب من قواته بذل قصارى جهودها للحد من الخسائر المدنية في عملياتها. ووقع إطلاق النار أمس على طريق رئيسي في ولاية قندهار، معقل طالبان، حين اقتربت حافلة مدنية صغيرة من قافلة للقوة الدولية للمساهمة في إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة للأطلسي، كما أعلن حاكم الولاية في بيان. وفتح العسكريون الأجانب النار في ظروف لم تعرف تفاصيلها. وجاء في البيان أن «أربعة مدنيين قتلوا»، موضحا أن بينهم امرأة وطفلا. ويأتي الحادث في الوقت الذي تحاول الحكومة الأفغانية والحلف الأطلسي إظهار وحدة موقفهما قبل عملية عسكرية واسعة لمهاجمة طالبان في قندهار التي تعد معقلا للحركة المتمردة. وجاء في بيان الرئيس حميد كرزاي أنه طلب من قوات حلف الأطلسي اتخاذ «إجراءات احترازية جدية» لتجنب وقوع مزيد من الضحايا المدنيين. من جهته، أعرب الحلف الأطلسي عن «أسفه العميق» لمقتل وإصابة المدنيين. ويشكل مقتل مدنيين في عمليات للقوات الدولية موضوعا بالغ الحساسية تشير إليه حكومة كابول باستمرار نظرا لتكرار «هذه الأخطاء». وكانت القوة الدولية اعترفت في الخامس من أبريل (نيسان) بأنها قتلت في واحدة من غاراتها الجوية في الجنوب امرأتين وطفلا ورجلا مسنا باستهدافها منزلا كان العسكريون يعتقدون أن مسلحين من طالبان يختبئون فيه.

وفي اليوم نفسه، أثار اعتراف إيساف بأن أحد جنودها (قالت وسائل إعلام ناطقة بالإنجليزية إنه من القوات الخاصة الأميركية) قتل خمسة مدنيين بينهم ثلاث نساء في فبراير (شباط) الماضي في هجوم على قرية شرق البلاد، بعد ما أنكرت هذه الحادثة لفترة طويلة. وقالت صحيفتا «نيويورك تايمز» الأميركية و«تايمز» البريطانية أن العملية نفذها أفراد من القوات الخاصة الأميركية قاموا بعد ذلك بانتزاع الرصاص من جثث الضحايا لإخفاء أسباب موتهم. وأعلنت الأمم المتحدة في يناير (كانون الثاني) أن حصيلة القتلى المدنيين في 2009 كانت الأكبر خلال ثمانية أعوام من الحرب في أفغانستان، وبلغت أكثر من 2400 قتيل، بزيادة نسبتها 14% بالمقارنة مع 2008.