الشرطة اليونانية تتوصل لأكبر منظمة إرهابية في البلاد

اعتقلت 6 من عناصرها وتبحث عن 10 آخرين

TT

أعلنت الشرطة اليونانية أول من أمس عن اعتقال ستة أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى واحدة من أكثر الميليشيات تشددا في البلاد، نفذت عمليات اعتدائية وهجمات بالقنابل وتفجيرات، بالإضافة إلى عمليات سطو للإنفاق على المنظمة والمعروفة باسم «منظمة الكفاح الثوري» التي حيرت الشرطة سنوات كثيرة. وبدا إلقاء القبض على المشتبه في انتمائهم إلى ميليشيا النضال الثوري (الكفاح الثوري) ضربة كبيرة للجماعات التي صعدت الهجمات ضد الشرطة والمباني العامة والشركات منذ أعمال الشغب التي أصابت الحياة في أثينا بالشلل في ديسمبر (كانون الأول) 2008. وبعد 3 أيام من البحث والمداهمة لمخابئ المنظمة تحت سرية كاملة، أعلن ثاناسيس كوكالاكيس المتحدث باسم الشرطة اليونانية أنه تم القبض على المشتبه بهم وسيتم عرضهم على ممثل الادعاء بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية. وأضاف كوكالاكيس أن الشرطة عثرت على مجموعة كبيرة من الأدلة في مقر إقامة اثنين من المعتقلين بما في ذلك شعار المنظمة وقرص ذاكرة صلب يحتوي على منشورات تتضمن إعلان مسؤولية عن هجمات شنتها ميليشيا الكفاح الثوري، فضلا عن نصوص مكتوبة بخط اليد عن هجمات سابقة وأخرى مزمع ارتكابها في الفترة المقبلة. وخلال عمليات اقتحام ومداهمة المخابئ التابعة للمنظمة، وهي ثلاثة حتى الآن في مناطق كاليفيا وفيلادالفيا ولاغونيسي داخل أثينا الكبرى، تم العثور على أدوات يتم استخدامها في السطو وأيضا خوذات وأقنعة وأشياء أخرى كثيرة يستخدمها الإرهابيون ومتفجرات.

ووفقا لتقرير الشرطة فإن المتهمين الستة هم، مازيوتيس نيكولاوس (39 سنة)، ورووبا بنايوتا (41 سنة)، وستاثوبلوس إيفانجلوس (32 سنة)، وكورتيسس خريستفورس (31 سنة)، ونيكتبلوس سراندوس (32 سنة)، وغورناس قسطنطينوس (30 سنة)، ووفقا لتقارير الشرطة فإن هناك نحو 10 متورطين آخرين سوف يتم التوصل إليهم الأيام المقبلة.

وكانت المنظمات الإرهابية في اليونان قد ظهرت عام 1974، واستطاع الإرهابيون السطو على ترسانات عسكرية تابعة للجيش اليوناني، واستولوا على صواريخ وأسلحة حديثة وقنابل، وكونوا مخابئ لهم في أحياء أثينا الضيقة لإدارة الأعمال الإجرامية للمنظمة وتخزين المسروقات، بالإضافة إلى القيام بأعمال سطو كثيرة على المصارف المختلفة لإدارة المنظمة والإنفاق عليها.

وتوصلت الشرطة اليونانية إلى منظمة 17 نوفمبر بجهود من وزير الأمن العام ميخاليس خرسوخييديس عام 2002، عند فشل أحد عناصر المنظمة في تفجير قنبلة في ميناء بيريوس البحري (غرب أثينا) عشية 30 يونيو (حزيران) عام 2002، ومنها توصلت الشرطة إلى بقية الأعضاء والمخابئ التابعة لها. والوضع نفسه حصل حاليا في عهد الوزير نفسه (ميخاليس خرسوخييديس)، وقيادات الشرطة نفسها التي كانت معه وقتذاك، وتم التوصل إلى منظمة الكفاح الثوري الأحد 11 أبريل (نيسان) 2010.

وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الكفاح الثوري، الذي شغلت الشرطة في بداية عملياتها الاعتدائية في سبتمبر (أيلول) عام 2003، هي امتدادا لنشاطات منظمة الكفاح الثوري (إيلا) وقد كانت ثاني أكبر منظمة إرهابية في اليونان وعرفت أيضا باسم منظمة الكفاح الشعبي الثوري عام 1978، وهي منظمة تضامن الثوريين العالميين والخلايا الثورية مع كفاح التحرير، وهي جماعة يسارية متطرفة انبثقت عن المعارضة ضد النظام العسكري الذي حكم اليونان منذ 1967 وحتى 1974م في عام 1971م قامت بتشكيل (إيلا) وهي عبارة عن جماعة ثورية ضد الرأسمالية والإمبريالية، وأعلنت معارضتها ضد الهيمنة الإمبريالية والاستغلال والاضطهاد، كما أنها تظهر عداءها بقوة للولايات المتحدة وتسعى إلى إزاحة القوات الأميركية من اليونان. وتستمر الشرطة اليونانية حاليا مدعمة بأجهزة حديثة وقوات خاصة من إدارة مكافحة الإرهاب، في دهم أماكن المشتبه بهم في العاصمة أثينا والأقاليم. وقد تم التوصل حتى الآن إلى أربعة مخابئ للمنظمة في مناطق كاليفيا وفيلادالفيا ونيايونيا ولاغونيسي، فيما يستمر البحث عن مخابئ أخرى، في الوقت الذي قررت فيه النيابة العامة أمس إيداع المشتبه بهم إلى السجن واستكمال التحقيقات لحين المحاكمة. وحاولت المنظمة المشار إليها اغتيال أحد الوزراء عام 2006، وأطلقت قذيفة صاروخية على السفارة الأميركية في أثينا عام 2007، مما أسفر عن وقوع أضرار طفيفة لكن لم تقع إصابات، وعاودت الحركة الظهور منذ مقتل الشرطة صبيا في نهاية 2008، وأعلنت مسؤوليتها عن إطلاق النار على أفراد من شرطة مكافحة الشغب كانوا يحرسون وزارة الثقافة وهو الحادث الذي أسفر عن إصابة أحد رجال الشرطة بجروح.