أوباما لقمّة واشنطن: أكبر تهديد يكمن في حصول منظمة إرهابية على سلاح نووي

لقاءات ثنائية بين الرئيس الأميركي وقادة الدول تشمل ملف إيران

الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قبل اجتماع قمة الأمن النووي أمس (أ.ب)
TT

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن «أكبر تهديد للأمن الأميركي على المدى القصير والمتوسط والبعيد هو إمكانية حصول منظمة إرهابية على سلاح نووي». واعتبر أوباما أن مثل هذا التطور «قد يغيّر الأرضية الأمنية في هذا البلد وحول العالم لسنوات»، موضحا في تصريحات قبل انطلاق «قمة الأمن النووي» أنه «في حال تم تفجير (قنبلة نووية) في نيويورك أو لندن وجوهانسبرغ، فإن التداعيات الاقتصادية والسياسية من الجانب الأمني ستكون مدمرة».

وكانت هذه رسالة أوباما الرئيسية لقادة 46 دولة اجتمعوا مساء أمس في عشاء عمل قبل بدء «قمة الأمن النووي» جلسات عملها صباح اليوم. ويسعى أوباما للتوصل إلى إجماع دولي ملموس حول أهمية خطر حصول منظمات «إرهابية» وجماعات غير دولية على مواد نووية تسمح لهم بتطوير سلاح نووي، إذ تعتبر الإدارة الأميركية هذا أكبر تهديد للأمن العالمي اليوم. وتخرج القمة التي تنتهي أعمالها عصر اليوم ببيان ختام حول هذه القضية ومن المرتقب أن يشير إلى خطورة تهريب المواد النووية والحاجة إلى جهود دولية لمنع التهريب بالإضافة إلى سلامة المواد النووية وخاصة اليورانيوم العالي التخصيب والبلوتونيوم.

وتحدث أوباما حول الخطر النووي خلال استقباله لرئيس جنوب أفريقيا الرئيس جيكوب زوما ضمن سلسلة من اللقاءات الثنائية التي عقدها الرئيس على هامش القمة التي تجمع أكبر قادة دوليين باستضافة رئيس أميركي منذ عام 1945 عندما تم تأسيس الأمم المتحدة. وحرص أوباما على الثناء على جنوب أفريقيا لكونها أول دولة تخلت عن برنامجها الدولي، معتبرا أن قرار جوهانسبرغ التخلص من أسلحتها النووية نهاية القرن الماضي تجعلها «قائدة أخلاقية» لباقي الدول. وتأمل إدارة أوباما أن تكون جنوب أفريقيا قدوة لدول أخرى تقرر التخلي عن أسلحتها النووية أو على الأقل اتباع سياسات واضحة وشفافة في تأمين موادها النووية.

وعلى الرغم من أن البيت الأبيض شدد على أن هذه القمة لن تكون قمة حول نزع الأسلحة النووية أو منع انتشار الأسلحة النووية، فإن أوباما ومسؤولين أميركيين أشاروا إلى إيران خلال الأيام الماضية في تصريحاتهم حول التهديد النووي. وأفاد البيت الأبيض أن أوباما أوضح لزوما أنه «بينما تدعم الولايات المتحدة طموحات إيران النووية السلمية، ترفض إيران الالتزام بمسؤولياتها الدولية، مما يستدعي ردا قويا وموحدا». وبينما لم يكن من المتوقع أن تشير الوثيقتان الخارجتان من المؤتمر، البيان الختامي وخطة العمل لتأمين المواد النووية، إلى إيران أو أي دولة محددة، فإن أوباما بحث الملف النووي في عدد من لقاءاته على مدار اليومين الماضيين. ومن كان من المرتقب أن يشهد لقاء أوباما مع الرئيس الصيني هو جينتاو بحث الملف النووي الإيراني بالإضافة إلى رفض كوريا الشمالية العود المحادثات السداسية للتخلص من أسلحتها النووية.

وبينما تشدد واشنطن على أهمية الالتزام بالمعاهدات الدولية ومنع الانتشار، فقد دعت إسرائيل والهند وباكستان إلى القمة على الرغم من رفضهم توقيع اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية. والتقى أوباما مساء أول من أمس رئيس الوزراء الباكستاني سيد يوسف كيلاني بعد أن التقى رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، وبحث معهما أمن جنوب آسيا والتطورات في أفغانستان.

وبالإضافة إلى استضافته عشاء عمل مساء أمس، يلتقي أوباما مع قادة 46 دولة في جلسات عمل القمة اليوم في قاعة المؤتمرات في واشنطن، بالإضافة إلى غداء عمل. ومن المرتقب أن يعقد أوباما مؤتمرا صحافيا عصر اليوم للإعلان عن النتائج النهائية للقمة.

ومن جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أن أوباما سيلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم. ويذكر أن هذا اجتماع لم يتم الإعلان عنه مسبقا حين تم الإعلان عن باقي اللقاءات الثنائية لأوباما على هامش القمة. ووصف نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للاتصالات الاستراتيجية بين رودز تركيا بأنها «حليف من حلف الشمال الأطلسي (الناتو) وشريك في عدد من القضايا الإقليمية وللأمن الدولي»، موضحا أن «هناك عددا من القضايا الطائرة التي تعمل الولايات المتحدة وتركيا حولها، وأتوقع مناقشتهما للوضع في العراق وأفغانستان بالإضافة إلى قضايا منع الانتشار بشكل عام والحاجة لالتزام إيران بتعهداتها» الدولية. وبينما التقى أوباما أيضا الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان كان من المرتقب أن يبحث أوباما تطبيع العلاقات التركية - الأرمينية مع أردوغان.