الملك عبد الله الثاني وأوباما يشددان على أهمية مفاوضات سلام مباشرة

العاهل الأردني أبلغ الرئيس الأميركي أهمية الحل الدبلوماسي للملف الإيراني

TT

كانت عملية السلام على رأس أجندة لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في واشنطن أمس. وأكد القائدان مجددا أهمية إحياء السلام في الشرق الأوسط، بالتركيز على مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في المرحلة المقبلة من أجل «بدء مفاوضات مباشرة بأسرع وقت ممكن» بحسب مسؤول حضر اللقاء. وعقد اللقاء على هامش «قمة الأمن النووي» في واشنطن، أمس، في وقت تشدد الدول العربية على أهمية الدور الأميركي لدفع عملية السلام المتعثرة إلى الأمام.

وأثار العاهل الأردني أهمية القدس وضرورة عدم السماح لإسرائيل باتخاذ خطوات أحادية الجانب تؤثر على مستقبل القدس، بينما أكد أوباما التزامه بإحلال السلام في المنطقة. ومن اللافت أن مستشار أوباما دينيس روس حضر الاجتماع، مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وكبير موظفي البيت الأبيض رام إيمانيول ومستشار الأمن القومي جيم جونز، بينما غاب عن الاجتماع المبعوث الأميركي الخاص بالسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل. وحضر عن الجانب الأردني عدد من المسؤولين الأردنيين بينهم وزير الخارجية ناصر جودة ورئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي ومستشار الملك أيمن الصفدي.

وقال نائب مستشار الأمن الوطني الأميركي للاتصالات الاستراتيجية بين رودز، إن «إحدى أهم القضايا البارزة التي نعمل عليها مع أصدقائنا الأردنيين هي السعي للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وبين إسرائيل ودول الجوار العرب الأوسع». وأضاف: «الرئيس يرى الملك عبد الله شريكا مهما حول عدد من القضايا وشريكا مهما في السعي للسلام في الشرق الأوسط، نحن نعلم أن الملك عبد الله يمكنه لعب دور بناء في مساعدة دفع هذا الجهد إلى الأمام». واعتبر رودز أن عاملا أساسيا في تلك الجهود «بحث الخطوات التي يمكن لدول المنطقة أن تتخذها مع المجتمع الدولي لدعم هذا الجهد وتقوية المؤسسات الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني»، مشيرا إلى الدور الأردني في مساعدة الضفة الغربية.

ومن جهة أخرى، قال مسؤول عربي رفيع المستوى يحضر اجتماعات واشنطن، إن رسالة أساسية للإدارة الأميركية أن العرب لن يتخلوا عن جهود السلام ولن يتركوا أوباما للعمل بمفرده في تلك الجهود، مع التركيز مجددا على مبادرة السلام العربية. وبحث أوباما مع العاهل الأردني التطورات الأخيرة في جهود ميتشل لخلق الأجواء المناسبة لبدء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وبينما تدور أسئلة حول إمكانية طرح «خطة أميركية» للسلام في الشرق الأوسط، نبه المسؤول العربي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن «الدور الأميركي مهم جدا ومن دون تدخل أميركي لن نتقدم». إلا أنه أضاف في لقاء مع عدد من الصحافيين صباح أمس أن خطة أميركية أو إشرافا أميركيا لعملية السلام لا يعني طرح أفكار جديدة كليا، بل يمكن أن تشمل مقاييس محددة و«ضمانات» من جميع الأطراف المعنية لإنجاح مفاوضات السلام. وأردف المسؤول قائلا إن وجود مفاوضات غير مباشرة في الوقت الراهن بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية أفضل الخيارات، إلى حين بناء الثقة والأرضية المشتركة التي تنتهي بمفاوضات مباشرة. وأضاف أن الرئيس الأميركي أظهر جديته والتزامه بعملية السلام ولكن هناك حاجة إلى «ترجمة» ذلك على الأرض، محذرا من مخاطر ترك الأمور من دون تقدم، مما قد يولد حالة عنف جديدة.

وكان هذا أيضا تحذير العاهل الأردني في مقابلات صحافية متعددة في الآونة الأخيرة، حيث حذر من انفجار العنف مع عدم إحراز تقدم في اتجاه السلام.

ومن جهة أخرى، أطلع أوباما العاهل الأردني على تطورات الملف النووي الإيراني وضرورة التوصل إلى إجماع دولي للضغط على إيران. وأكد الملك عبد الله الموقف الأردني بالالتزام بحل دبلوماسي لحل الملف النووي الإيراني، مشددا على أهمية جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وجعل دول المنطقة ملتزمة بالشفافية فيما يخص برامجها النووية.