الحكيم والهاشمي يلحقان بالصدريين وطالباني وبارزاني لزيارة السعودية

خادم الحرمين الشريفين يلتقي بارزاني في الرياض ويقلده وشاحا رفيعا

TT

استعرض خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، جملة من الموضوعات التي تهم الجانبين، وذلك خلال استقباله أمس في قصره بالرياض المسؤول الكردستاني والوفد المرافق له.

وقلد خادم الحرمين الشريفين بارزاني وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى تكريما له، فيما أعرب رئيس إقليم كردستان العراق عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على منحه الوشاح معربا عن اعتزازه بهذا التكريم.

وحضر الاستقبال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية، والأمير عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز نائب رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات.

وفي سياق متصل، أبلغت مصادر عراقية مسؤولة «الشرق الأوسط» بأن كلا من عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، وطارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي، سيصل إلى السعودية خلال أيام، في زيارتين منفصلتين، يتوقع أن تتما قبل نهاية الأسبوع الحالي.

وتأتي زيارتا الهاشمي والحكيم المرتقبتين، امتدادا للزيارات التي قام بها مسؤولون عراقيون منذ الأسبوع الماضي.

وكان وفد من التيار الصدري قد زار السعودية الأسبوع المنصرم، والتقى وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل، الذي وصف بدوره المباحثات التي جرت مع الصدريين بـ«المثمرة»، في أول زيارة يقوم بها أحد مكونات الشعب العراقي بعد إعلان نتائج الانتخابات التي تصدرتها قائمة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي.

وكان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، قد صرح بداية هذا الأسبوع، بأن بلاده لا تضمر إلا كل خير للعراق والعراقيين، وأنها منفتحة على كل مكونات الشعب العراقي، بكل أطيافه السياسية.

وتلا زيارة الصدريين، وصول الرئيس جلال طالباني إلى الرياض أول من أمس، وذكر مصدر عراقي أن الزيارة كانت تلبية لدعوة رسمية وجهها إليه الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وشهدت العلاقات بين الرياض وبغداد، جمودا واضحا، خلال فترة تولي نوري المالكي المنتهية ولايته، لرئاسة الوزراء في العراق.

وسبق لنوري المالكي أن طلب زيارة السعودية خلال فترة توليه رئاسة الحكومة العراقية، لكن الرياض اعتذرت عن استقباله، لعدم وفائه بالوعود التي قطعها على نفسه للسعوديين خلال الزيارة الأولى والأخيرة التي قام بها للأراضي السعودية إبان ترؤسه للحكومة العراقية، بحسب ما هو معلوم.

ودائما ما كانت السعودية، تؤكد على ضرورة استقلال وسيادة العراق على أراضيه، والنأي به عن الاحتلال الأجنبي والتدخل الخارجي.

وشهدت فترة حكم نوري المالكي، الكثير من التجاذبات في المشهد السياسي، التي كانت تنتقد التباعد الذي أحدثه رئيس الحكومة المنتهية ولايته في العلاقات العراقية العربية، والانجذاب نحو طهران على نحو مفرط.

وأمام ذلك، قال مصدر عراقي لـ«الشرق الأوسط» إن «الزيارات المتتالية للمسؤولين العراقيين للسعودية خلال هذا الأسبوع، تعبر عن رغبة القيادات السياسية في الانفتاح على الرياض، وتحسين العلاقات السعودية - العراقية التي لم تكن في وضع جيد».

وفي بغداد، يتهيأ عمار الحكيم للتوجه إلى الرياض بدعوة من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، وهي الزيارة الأولى له إلى السعودية.

ووصف حميد معلة، القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي زيارة الحكيم إلى السعودية بـ«المهمة» وأنها «تأتي في وقت حساس وسوف تصب في إطار المباحثات الجارية لترسيم مستقبل العراق القادم وتوطيد أفضل العلاقات مع الجوار العربي للعراق وبناء قاعدة لحضور عربي متوازن»، مشيرا إلى أن «الدعوة الرسمية من وزير الخارجية السعودي وطبيعة البرنامج المعد لاستقبال الحكيم والذي سيتضمن لقاءه مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تطلق رسائل مهمة لما للسعودية من ثقل عربي ودولي، ولما للعراق من موقع حساس، وأيضا لتوضيح الكثير من الجوانب».

وكان إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق وزعيم القائمة العراقية التي فازت في الانتخابات التشريعية، قد افتتح زيارات القادة السياسيين العراقيين إلى السعودية التي زارها قبيل إجراء الانتخابات التشريعية في الشهر الماضي.

وحسب شاكر كتاب المتحدث الرسمي باسم كتلة التجديد التي يتزعمها الهاشمي والتي تنضوي تحت القائمة العراقية، فإن الهاشمي «سيقوم قريبا بزيارة عدد من الدول العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والأردن والكويت، لبحث أزمة تشكيل الحكومة وتبادل الآراء ووجهات النظر مع دول الجوار العربي».

ووصف كتاب السعودية باعتبارها «تشكل ثقلا عربيا في المنطقة ودوليا، ولها تأثير مباشر في العراق، وثقلها نوعي وعميق بحكم العلاقات التاريخية التي تربط بين العراق والسعودية، إذ بينهما حدود طويلة مشتركة، هذا جغرافيًّا، وتاريخيًّا هناك علاقات قومية وإسلامية وحتى عشائرية تمتد لأزمنة طويلة».

وقال المتحدث الرسمي باسم كتلة التجديد، إن «زيارات القادة السياسيين العراقيين وبينهم الهاشمي إلى السعودية تأتي في مواجهة التأثير الإيراني وخلق نوع من التوازن بين دول الإقليم، والسعودية تشكل عمقا عربيا للعراق كما أن العراق هو عمق عربي للسعودية، وهناك مصالح مشتركة إذ من مصلحة الأشقاء السعوديين أن تستقر الأوضاع السياسية والأمنية في العراق وبخاصة ملف الإرهاب الذي تعاني آثارَه السعودية».