أعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس، بقرية أولاد يعيش في محافظة بني ملال (جنوب شرقي الدار البيضاء)، انطلاقة أشغال إنجاز الطريق السيار الرابط بين مدينتي برشيد وبني ملال، الذي يمتد على طول 172 كلم، وسيخترق عددا من المدن منها خريبكة، وواد زم، وقصبة تادلة، وبن أحمد.
وتقدر الكلفة الاستثمارية للمشروع بنحو 6.5 مليار درهم (783 مليون دولار)، ويساهم في تمويله كل من الصندوق العربي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والبنك الأوروبي للاستثمار، وحكومة الصين الشعبية.
ويهدف المشروع إلى مواكبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها منطقة تادلة - أزيلال والمناطق المجاورة، والمساهمة في النهوض بقطاعات الأنشطة الاقتصادية بالمنطقة ولا سيما الفلاحة والصناعة الغذائية والسياحة.
ويكتسي هذا المشروع أهمية كبرى بالنسبة إلى تهيئة التراب الوطني نظرا للأثر القوي المتوقع بالنسبة إلى المنطقة التي تزخر بموارد وافرة تتمثل في مناجم الفوسفات بخريبكة، وفلاحة ذات جودة عالية ببني ملال، إلى جانب مخزون مهم للماء بجبال الأطلس.
وسيمكن المشروع من تقريب المنطقة من الأقطاب الاقتصادية الرئيسية وربطها بها عبر بنية تحتية حديثة توفر خدمة من مستوى عال، وقصد تعزيز وتسريع تنمية الجهات التي يمر منها الطريق السيار وخاصة سهل تادلة وجبال الأطلس الكبير (أزيلال) وجبال الأطلس المتوسط (خنيفرة).
ويندرج هذا المشروع في إطار البرنامج التعاقدي الذي تم توقيعه بين الحكومة والشركة الوطنية للطرق السيارة، في يوليو (تموز) 2008 بحضور الملك محمد السادس في طنجة. ويهدف البرنامج إلى بناء 384 كلم من الطرق البرية ما بين 2008 و2015، بكلفة استثمارية تقدر بنحو 15 مليار درهم (1.8 مليار دولار).
وفي عرضه لحصيلة المخطط الأصلي لبناء الطرق البرية بالمغرب أمام الملك محمد السادس أمس في بني ملال، أشار كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل، إلى أن المخطط الأصلي، الذي يهدف إلى إنجاز شبكة طولها 1417 كلم بتكلفة إجمالية تصل إلى 38 مليار درهم (4.6 مليار دولار)، قد أشرف على نهايته، إذ يبلغ طول الشبكة الموجودة حاليا في طور الاستغلال 916 كلم، بينما يصل طول الشبكة التي توجد في طور الإنجاز 501 كلم. وأضاف غلاب أن الشطر الأخير لهذا المخطط، المتعلق بربط مدينتي فاس ووجدة على الحدود الجزائرية سيكتمل في يونيو 2011.