الرئيس اليمني: بعض الفاسدين يتهمون الآخرين بالفساد

قال إن البعض يحاولون جعل الوحدة شماعة لتعليق الأخطاء

صبي يمني يمر بأحد شوارع المدينة القديمة في العاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إن ظاهرة الفساد يتحدث عنها كثير من الناس، من رأس الدولة إلى أصغر شخص، لكن هناك فاسدين يخصون الآخرين بالفساد دون أن يعنوا نفسهم بهذا الأمر، حتى وإن كانوا أحد رموز الفساد.

جاء ذلك في لقاء بعلماء الدين والمرشدين وخطباء المساجد في مدينة سيؤون بمحافظة حضرموت، وقال إن هناك فسادا متعدد الأوجه، فليس فسادا إداريا وماليا فقط، بل هناك فساد سياسي وتجاري واجتماعي وفساد أخلاقي.

وعبر عن حرصه على أن تضطلع السلطة بمسؤولياتها في مكافحة الفساد والرذيلة أينما وجدت، وقال إن على العلماء والمرشدين مسؤولية كبيرة في هذا الأمر إلى جانب الحديث عن المسؤولية الوطنية والإنسانية المناطة بكل فرد من أفراد المجتمع اليمني.

كما يجب على العلماء أن يدعوا المجتمع ويحصنوه ضد الممارسات الخاطئة وضد النعرات المقيتة والدعوات الباطلة والمغرضة. وأشار إلى أن بعضا من الناس يسعون إلى جعل الوحدة، هذا المنجز العظيم والمشرف، شماعة لتعليق الأخطاء.

وتساءل الرئيس علي عبد الله صالح قائلا: ما علاقة الوحدة بالفساد؟ ثم لماذا يجير البعض فسادا إداريا في منطقة ما أو محافظة ما إلى الوحدة، وما دخل الوحدة بذلك الإنسان الفاسد؟ ثم لماذا نظلم الوحدة بهذا الطرح؟. وقال إن علماء الدين والمرشدين والخطباء من أهم الشرائح الاجتماعية التي استفادت من الوحدة فيتوجب عليهم تكريس نهج الوسطية والاعتدال وأن يدعوا إلى وحدة الصف.

وقال: ونحن ندعو إلى وحدة عربية فحري بنا أن نحافظ على وحدتنا اليمنية قبل أن ندعو الآخرين إلى الوحدة، مشيرا إلى أن ما حدث في محافظة حضرموت من أعمال إرهابية لا يمكن التغاضي عنه فينبغي أن يكون للمسجد دور فاعل في نبذ الإرهاب وأن يكون للعلماء حضور فاعل في هذا الشأن وحتى في الجانب السياسي بالنصح للمجتمع بتعزيز وحدة الصف وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في محافظة حضرموت.

وتطرق الرئيس علي عبد الله صالح إلى ما كان العلماء في حضرموت يتعرضون له من مجازر وحشية، حيث كان العلماء في حضرموت يسحلون في الشوارع والبعض منهم متى ما دخل من الباب فسرعان ما يخرج من النافذة مذبوحا، ولهذا تشرد أبناء حضرموت إلى خارج الوطن وخصوصا إلى دول الخليج العربي ومنهم من اتجه إلى المحافظات الشمالية والغربية.

وتطرق الرئيس صالح إلى ما شهدته محافظة حضرموت من تخريب وإرهاب فتساءل قائلا: لماذا يقطع البعض الطريق أو يأخذ حزاما ناسفا ويفجر نفسه في سيارة؟ لمصلحة من يقوم بمثل هذا الفعل؟ هل له علاقة بالدين الإسلامي الحنيف؟ وقال إن ديننا الإسلامي الحنيف يرفض الإرهاب ويجرم الأعمال الإرهابية ودعا إلى تجنب المثالية الزائدة وإلى عدم الاستماع إلى كلام المنافقين مؤكدا على وجود الكثير من المنافقين في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.

فيما دعت قيادة حزب الإصلاح اليمني أكبر أحزاب المعارضة في مجلس النواب المواطنين والقوى السياسية الحية إلى الوقوف عبر الأشكال المختلفة من أشكال العمل السياسي والنضال السلمي في وجه الظالمين الفاسدين الذين ينتزعون لقمة عيشهم ويصادرون البسمة من شفاه الأطفال اليمنيين ويدمرون حاضر اليمن ومستقبله.

وعبر بيان صدر عن الهيئة العليا لحزب الإصلاح وهي هيئة قيادية بمثابة المكتب السياسي، عقب اجتماع قالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه خصص لبحث التطورات الاقتصادية في البلاد، عن القلق من الحالة الكارثية التي وصلت إليها الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد والتي سيزيد تراجع قيمة العملة الوطنية من تفاقمها وحدتها، لما يترتب على ذلك من ارتفاع عام في كل السلع والخدمات ومن ثم المزيد من التآكل والتدهور السريع في مرتبات موظفي الدولة المدنيين والعسكريين وفي دخول المواطنين وثرواتهم ومدخراتهم واستثماراتهم وما سيترتب على ذلك من عواقب وخيمة من هروب رأس المال وإحجام المستثمرين عن الاستثمار والإنتاج وانخفاض معدل النمو الاقتصادي وزيادة حدة الركود الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة والفقر في المجتمع اليمني، بينما أدان حزب الإصلاح في هذا البيان سياسات وممارسات السلطة الخاطئة التي يحملها المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية جراء إطلاق يد الفساد والعبث بموارد الدولة ونهب المال العام والنهج الخاطئ الذي اتبعته السلطة في معالجة الأوضاع الاقتصادية بما في ذلك قيام المصرف المركزي بتخفيض قسمة العملة الوطنية وبصورة متعمدة منذ مطلع العام الحالي والذي تزامن مع تنفيذ جرعة سعريه جديدة تمثلت في رفع أسعار المشتقات النفطية وزيادة في التعريفة الجمركية لـ71 سلعة من السلع الضرورية للمواطنين.