نيجيرفان بارزاني ينتقد «الصمت» العربي والإسلامي إزاء جرائم نظام صدام

لدى استقباله رفات 104 من أطفال حملات الأنفال

عدد من عناصر حرس الشرف يرفعون نعشا بداخله رفات طفل من ضحايا الأنفال، خلال مراسم دفن جماعي في بلدة جمجمال في كردستان العراق، أمس (رويترز)
TT

وجه نيجيرفان بارزاني ممثل رئيس إقليم كردستان لحضور مراسم دفن رفات 104 أطفال قضوا في عمليات الأنفال عام 1989 انتقادات شديدة إلى الدول العربية والإسلامية لصمتها عن الجرائم الوحشية التي ارتكبها النظام السابق بقيادة صدام حسين ضد الشعب الكردي، والمتمثلة في جرائم الإبادة البشرية.

وقال بارزاني في كلمة ألقاها بمناسبة استقبال رفات هؤلاء الأطفال إن «جريمة هؤلاء الأطفال هي كونهم أكرادا فحسب، وليس هناك أي مبرر آخر لارتكاب هذه الجريمة الوحشية بحق هؤلاء، ولا يمكن لأي مسؤول في النظام السابق أن يبرر ارتكاب هذه الجرائم ضد الشعب الكردي».

وفي الوقت الذي رحب فيه بارزاني بصدور قرار المحكمة الجنائية العليا باعتبار جريمة الأنفال والقصف الكيماوي لمدينة حلبجة، وهما العنوانان البارزان لجرائم نظام صدام ضد الشعب الكردي، جرائم إبادة جماعية، فإنه أكد أنه «ينبغي التحرك في المحافل الدولية للتعريف بجرائم النظام السابق كجرائم إبادة بشرية، وأن يضع التحالف الكردستاني من خلال مباحثاته الجارية مع القوى السياسية العراقية بصدد تشكيل التحالفات القادمة شرطا باعتراف تلك القوى بهذه الجرائم كإبادة شاملة».

وفي هذا الإطار وجه بارزاني انتقادات حادة إلى الدول العربية والإسلامية التي لزمت الصمت تجاه جرائم النظام السابق، وقال: «في الوقت الذي رأينا فيه معظم الدول الأوروبية والأجنبية نددت بتلك الجرائم وبادرت بتعريفها كجرائم إبادة بشرية، فإنه الدول العربية والإسلامية للأسف تتردد لحد الآن في اعتبار تلك الجرائم إبادة بشرية، كما أننا لم نلمس موقفا واضحا من المنظمات والأوساط العربية تجاه جرائم ذلك النظام».

من جهته، أشار برهم صالح رئيس حكومة الإقليم إلى أن «جرائم القتل الجماعية التي ارتكبها النظام السابق كانت تهدف إلى التطهير العرقي، وليس هناك قانون في العالم يجيز لأي نظام أو حكومة أن يقتل الأطفال، ولكن نظام صدام لم يتردد من قتل الآلاف من أطفال كردستان، وهذه الكوكبة التي ندفن رفاتها اليوم هي جزء يسير من أعداد هائلة من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا الذين قضوا في حملات الأنفال الوحشية». وأضاف أن «المناسبة مؤلمة حقا، ولكن على الرغم من أن كثيرا من الدول قد غضت طرفها عن موقف إنساني تجاه هذه الجرائم البشعة، فإن العالم أصبح اليوم عارفا بآلامنا ويدعمنا لعدم تكرار مثل هذه الجرائم، وإن وقوفنا اليوم أمام رفات هؤلاء الشهداء يحتم علينا أن نكون موحدين خلف جبل حمرين، ويضع بعضنا يده في يد بعضنا الآخر من أجل خدمة عوائل الشهداء والمؤنفلين، ونحن في الحكومة سنسعى للحصول على تعويضات لعوائل المؤنفلين، إضافة إلى سعينا الدائب لجر الشركات التي زودت النظام السابق بالمواد المحظورة إلى المحاكم».

يذكر أن قضاء جمجمال شهد أمس مراسم دفن رفات 104 أطفال وامرأتين قضوا جميعا في أحد السجون التابعة للنظام السابق بقضاء دبس بمحافظة كركوك في عام 1989 إبان حملات الأنفال العسكرية، بعد أن طاف الموكب مدينتي أربيل وكركوك قبل أن يتوجه إلى مقابر في منطقة باني مقان التابعة لقضاء جمجمال ليواروا الثرى هناك.