وفد من حماس يزور إسرائيل للاستفادة من خبرتها في تصريف المياه العادمة

مهندس فلسطيني يؤكد.. وغزة تنفي وتتحدث عن حملة إعلامية مشتركة بين الاحتلال وجهات فلسطينية

TT

رفضت مصادر إسرائيلية التعليق بالنفي أو التأكيد على النبأ الذي بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي «غالي تصاهل»، صباح أمس، وكشفت فيه عن أن بعثة من الخبراء والمهندسين تعمل تحت إشراف حكومة حماس المقالة في قطاع غزة زارت إسرائيل سرا قبل نحو شهرين ونصف شهر، وقامت بجولة في محطة لتنقية مياه الصرف الصحي «بهدف الاستفادة من الخبرة الإسرائيلية في مجال معالجة مياه الصرف الصحي وتحويلها إلى مياه صالحة للاستعمال».

وكانت الإذاعة الإسرائيلية، الخاضعة لرقابة مشددة من الجيش صاحب القرار الأول في إصدار تصاريح لوفود كهذه، قد أكدت أن الزيارة، أحيطت بالسرية «لمصلحة الجانبين وبسبب عدم رغبة الطرفين، إسرائيل وحماس، في إظهار تعاون بينهما في أي موضوع». وجرت الزيارة بتنسيق مسبق مع الإدارة المدنية الإسرائيلية ووزارة الدفاع والأمن الداخلي. وأجرى الوفد القادم من غزة جولة في محطة تنقية المياه العادمة في مدينة ريشون لتسيون (وسط إسرائيل)، واطلع على الخبرات الإسرائيلية في هذا المجال، بهدف الاستفادة منها ونقل هذه الخبرة إلى قطاع غزة. والمعروف أن إسرائيل تعلن رسميا مقاطعتها التامة لحماس وحكومتها في قطاع غزة. وهي تعطي تصاريح تتيح فيها تحرك قادة حماس من قطاع غزة، فقط بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية في رام الله والحكومة المصرية. فيتقدمون بالطلب إلى رام الله، وهذه الأخيرة تطلب لهم التصاريح. وذكرت الإذاعة أن سبب قرار الجهات الإسرائيلية المختصة إفساح المجال أمام هذه الزيارة السرية هو المخاوف الكبيرة في إسرائيل من انهيار أحواض تجميع مياه الصرف الصحي في القطاع، مما قد يجلب كارثة إنسانية في القطاع، ويؤدي إلى تسرب هذه المياه إلى جنوب إسرائيل.

وأثار هذا الخبر ردود فعل متباينة، فقال عضو الكنيست، أريه الداد، إنه لا يفاجأ من حكومة بنيامين نتنياهو، فقد «اعتدنا ازدواجية خطابها السياسي. فهي تقول شيئا وتضمر شيئا آخر. فتهاجم حماس من جهة، وتتعاون معها في مجالات كثيرة، وليس فقط في قضية المجاري».

وفي غزة، نفت الحكومة الفلسطينية المقالة ما أوردته الإذاعة الإسرائيلية فورا، وجاء النفي للتأكيد على أن حكومة حماس ترفض التعامل مع إسرائيل، مشيرة إلى أن مثل هذا النبأ من شأنه أن يحرج حماس، التي تأخذ على فتح والسلطة الفلسطينية تعاملهما مع الإسرائيليين. وقالت الحكومة المقالة: «هذا محض افتراء وغير موثق».

وفي سياق ذلك، ذكر بيان صادر عن إدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الزراعة المقالة، أن «المزاعم الإسرائيلية تأتي في إطار الحملة الإعلامية المكشوفة المشتركة بين الاحتلال وجهات فلسطينية، باتت معروفة للجميع، تروم تشويه صورة الحكومة ومؤسساتها».

واعتبرت وزارة الزراعة المقالة أن الهدف من تسريب مثل هذه الإشاعات والافتراءات هو «التشويش على عمل المؤسسات الحكومية ،والتأثير على خدماتها التي تقدمها للجمهور رغم كل ما يحيط بقطاع غزة من حصار ومؤامرات»، إضافة إلى «صرف الأنظار عن إضراب ومعاناة الأسرى، ومخططات الاحتلال في تهويد الأراضي والمقدسات ومعاناة الشعب الفلسطيني اليومية من ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة».

ودعت الحكومة الفلسطينية المقالة وسائل الإعلام إلى «التعالي عن ترويج مثل هذه الافتراءات من حين لآخر وتغليب المصلحة الوطنية العليا في نقل المعلومة الصحيحة للجمهور». لكن مدير مصلحة مياه بلديات الساحل بغزة، منذر شبلاق، أكد قيام بعثة من الخبراء والمهندسين يعملون لدى المصلحة، بزيارة إسرائيل قبل أكثر من شهرين للاستفادة من خبرتها في معالجة المياه العادمة.

ونفى شبلاق وجود أي سرية اعترت الزيارة المذكورة، مستغربا إثارة الإذاعة الإسرائيلية لهذا الأمر.

وأكد شبلاق أن الزيارة كانت بتنسيق مباشر بين الخبراء والمهندسين والبنك الدولي باعتباره جهة ممولة طلبت الحصول على خبرة مناسبة في مسألة معالجة المياه، رافضا وصف هذه الزيارة بالتطبيعية.

إلى ذلك، قال أحد قادة حركة «فتح» المتقاعدين، د. سمير شحادة، أن «الجيش الإسرائيلي بات خبيرا في استهلاك متعدد الاتجاهات للمياه العادمة. وقد شهدنا نحن، سكان قرية النبي صالح في الضفة الغربية، على جلودنا هذه الخبرة، من خلال رش بيوت القرية وسكانها بخراطيم المياه العادمة، في إطار محاربتها نشاطتنا ضد الاستيطان. واليوم، لا يمكن لإنسان غريب أن يدخل القرية بسبب الروائح الكريهة التي تفوح من هذه البيوت، منذ عدة أيام». وأضاف: «عندما أسمع أن قادة حماس يأتون لإسرائيل لكي يتعلموا منها كيف تصرف المياه العادمة، لا أستطيع أن أتحرر من المشهد الذي يخنقني ويخنق أهل قريتي من جراء الخبرات الإسرائيلية الرهيبة».