إقبال ضعيف في اليوم الثالث للانتخابات السودانية.. وواشنطن تصفها بـ «الخطوة المهمة للأمام»

مشرف على مركز اقتراع: لدينا 1020 ناخبا مسجلا.. صوت منهم 450 خلال يومين

موظفتان داخل مركز اقتراع في اليوم الثالث للانتخابات السودانية في الخرطوم أمس (أ.ب)
TT

واصل الناخبون السودانيون الاقتراع لليوم الثالث على التوالي، وبدت شوارع العاصمة الخرطوم هادئة على غير عادتها، رغم عدم الإعلان عن عطلة رسمية خلال فترة الاقتراع، لكن قسما كبيرا من سكان العاصمة اختار السفر إلى الولايات ليكون بين أهله خوفا من حدوث اضطرابات.

وكان من المقرر أن تستمر 3 أيام، لكن السلطات أعلنت تمديدها حتى يوم الخميس من أجل إتاحة مزيد من الوقت للانتخابات المعقدة، التي تهدف إلى اختيار رئيس للسودان ورئيس لحكومة جنوب السودان وأعضاء المجالس النيابية والولاة.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تعتقد أنه في الوقت الذي توجد فيه توقعات بوقوع مخالفات فإن الانتخابات السودانية في حد ذاتها خطوة مهمة للأمام.

ومن جهته، قال محمد أمين رئيس مركز الاقتراع الـ17 في الخرطوم إن التصويت سيمدد ليومين آخرين بسبب وقوع أخطاء في بعض مراكز الاقتراع. وأكد ممثل حزب المؤتمر الوطني الحاكم عبد الحليم محمد وقوع أخطاء، لكنه قال إنها أخطاء فنية.

وفي مركز اقتراع في وسط الخرطوم، قالت الموظفة غادة عبد الباسط إن «الضغط خف الآن مع التمديد. ليس على الناس أن يسرعوا، الوضع أهدأ».

وقالت الناخبة فوزية أحمد الميرغني في مركز اقتراع في وسط الخرطوم: «الناس قلة هذا الصباح. استرخوا لأن لديهم يومين إضافيين للتصويت».

ولم يكن هناك حشد كبير من الناخبين في المركز، في حين بدا أن صناديق الاقتراع تكاد تمتلئ بعد يومين من التصويت.

وقال ياسر عبد الله، الذي يشرف على الكشوفات في المركز: «لدينا 1020 ناخبا مسجلين في هذا المركز صوت منهم نحو 450 خلال يومين». وأضاف أن «الناس ليسوا مستعجلين اليوم، فهم يعرفون أن لديهم يومين إضافيين».

وقال خوجلي يوسف، رئيس مركز الحتانة بأم درمان، إن الاقتراع في اليوم الثالث كان ضعيفا للغاية، وأشار إلى أن عدد المقترعين في اليوم الأول بلغ 930 و800 في اليوم الثاني، أما في يوم أمس الثالث كان عدد المقترعين 60 حتى الساعة الثانية مساء. وقال إن فترة التمديد المعلنة جعلت المواطنين يعتصمون بمنازلهم، وأضاف: «هسي نحن قاعدين ساي» ولكن نتوقع إقبالا كبيرا في اليوم الأخير.

وأوضح بشير علي بشير موظف الاقتراع بمركز نادي بيت المال لـ«الشرق الأوسط» إن عدد المقترعين في اليوم الأول بلغ 190 وفي الثاني 200 أما في اليوم الثالث فكان 50 فقط، فيما أشار مسؤول الهوية بمركز أم عطية الأنصارية بحي الهاشماب إلى أن عدد المقترعين في اليوم الثالث لم يتجاوز الـ90 بينما كان في اليومين الأول والثاني 1713 من جملة 2275 مسجلين في كشوفات المركز.

وقررت المفوضية القومية للانتخابات تمديد التصويت حتى الخميس بسبب مشكلات لوجستية سجلت في مختلف أنحاء البلاد المترامية الأطراف وتسببت في تعطيل التصويت في عدد من المراكز.

وأعلن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، الذي تشرف مؤسسته على الانتخابات، ورئيسة بعثة المراقبين الأوروبيين فيرونيك دي كيسير عن ارتياحهما لتمديد الانتخابات نظرا للصعوبات المسجلة خلال اليومين الأوليين.

وقال كارتر خلال زيارة لمراكز اقتراع في مدينة جوبا عاصمة الجنوب «أنا سعيد لذلك.. أستطيع أن أقول إنها عملية الاقتراع الأعقد والأصعب التي نتولى مراقبتها».

بدورها، قالت رئيسة المراقبين الأوروبيين التي تقوم بزيارة منفصلة للجنوب بعد لقائها رئيس حكومة الجنوب والمرشح للمنصب سلفا كير، إن اليومين الإضافيين «سيتيحان بلا شك ظروفا أفضل للتصويت.. هذا سيحل بعض المشكلات التي واجهناها». وأضافت أن «العملية انطلقت بصعوبة بعض الشيء مع تسجيل حوادث صغيرة لكنها تثير غضب الناس الذين عليهم أن ينتظروا في هذا الحر ثم يكتشفون أنهم في المركز الخطأ... هذا مؤسف حقا».

وفي مدرسة بالخرطوم، علقت الناخبة سلوى الأمير، (56 عاما)، على قرار التمديد بقولها إنه «لا يحدث الكثير من الفرق. ما الفائدة منه في الأصل. إن كانت هناك مشكلات في البداية، فستكون هناك مشكلات في النهاية».

وأعربت السيدة المتقاعدة، التي كانت تعمل مضيفة طيران، عن خشيتها من اندلاع مواجهات مع الإعلان عن نتائج الانتخابات. وقالت: «كل ما نريده هو السلام. عليهم أن يقوموا بعملهم بشكل جيد. لا نطلب أكثر من أن نأكل ونشرب ونصلي وننام».

وفي مصر، فاجأ عدد كبير من أبناء الجنوب من الجالية السودانية، مراكز الاقتراع الثلاثة بالقاهرة والإسكندرية وأسوان، بالإقبال على التصويت في الانتخابات الرئاسية، غير أن نسبة التصويت بشكل عام تراجعت عن اليومين الماضيين، وأرجعها مسؤولو الانتخابات إلى تمديد عملية الإدلاء بالأصوات ليومين إضافيين.

وعلق مصدر مسؤول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان على إقبال الجنوبيين للتصويت في اليوم الثالث للانتخابات قائلا: «إن المؤتمر له قاعدة كبيرة في مصر من أبناء جنوب السودان ينتمون إليه، ولديهم ممثلون في قيادة المؤتمر الوطني فى مصر».

وقال الفريق أبو بكر عبد القادر محمد، رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات السودانية بمصر لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نتوقع وصول نسبة الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في مصر إلى 95% لمجموع الأيام الثلاثة لكن تمديد فترة التصويت إلى يومين آخرين، أدى إلى تأجيل العديد من المسجلين الإدلاء بأصواتهم إلى اليومين القادمين».