بولندا تريد تسريع مرحلتها الانتقالية وتحدد اليوم موعدا للانتخابات

استقبلت جثمان السيدة الأولى.. والبرلمان يعقد جلسة خاصة لتكريم ضحايا الطائرة

مارتا ابنة الرئيس البولندي الراحل تجثو أمام نعش والدتها ويبدو أمامها عمها ياروسلاف كاتشينسكي في مطار بوارسو أمس (إ.ب.أ)
TT

تعهد برونيسلاف كوموروفسكي، القائم بأعمال الرئيس البولندي، بالمضي سريعا نحو تحديد موعد للانتخابات وإزالة حالة الغموض السياسي بعد وفاة الرئيس ليخ كاتشينسكي وزوجته والعشرات من كبار المسؤولين في حادث تحطم طائرة بروسيا السبت الماضي. وقال كوموروفسكي في رده على سؤال لقناة تلفزيونية أمس «إنه يجب تحديد موعد للانتخابات»، متعهدا بإعلان التاريخ اليوم الأربعاء. وأضاف: «يجب القيام بهذا في أسرع وقت ممكن من أجل تقليص المدة التي تعيشها بولندا في حالة من الغموض» السياسي. ووفقا للدستور البولندي فإن أمام كوموروفسكي 14 يوما ليعلن خلالها موعد إجراء الانتخابات بعد وفاة كاتشينسكي.

وعقد مجلسا البرلمان جلسة خاصة أمس لذكرى الضحايا الـ 96 الذين قتلوا عندما تحطمت الطائرة التي كانت تقلهم وهي في طريقها إلى روسيا حيث كانت مراسم مرتقبة لإحياء الذكرى الـ 70 لمقتل آلاف الجنود البولنديين. ولم ينج أحد في كارثة التحطم.

في غضون ذلك، وصل جثمان السيدة البولندية الأولى ماريا كاتشينسكا إلى وارسو حيث يسجى إلى جانب جثمان زوجها الرئيس، فيما تجمع آلاف المواطنين لتكريم الرئيس وزوجته. ونثر سكان وارسو الزهور على موكب السيارات التي حملت جثمان السيدة الأولى من المطار إلى القصر الرئاسي حيث يسجى الجثمانان.

وكانت ثلة من حرس الشرف في انتظار جثمان السيدة كاتشينسكا (66 عاما) لدى وصوله من موسكو، وعزفت فرقة موسيقية النشيد الوطني البولندي أمام النعش الذي لف بالعلم. واخترق شعاع من نور الشمس السماء الرمادية فيما كانت ابنة كاتشينسكي مارتا (30 عاما) تضع يديها على نعش والدتها. وجثم شقيق الرئيس التوأم رئيس الوزراء السابق ياروسلاف كاتشينسكي (60 عاما) أيضا أمام النعش. وفي مشاهد ذكرت بعودة جثمان الرئيس الأحد، اصطف المواطنون على طول الطريق الممتد 12 كلم وتدفقوا باتجاه المفترقات الرئيسية في العاصمة. ونثر بعضهم الزهور فيما التقط آخرون الصور بهواتفهم النقالة. وقالت المواطنة إنييسكا (34 عاما) إن «المأساة تركت أثرا هائلا لنا جميعا. نريد أن نكرم السيدة كاتشينسكا، كانت دائما في ظل زوجها لكنها كانت تبدو سيدة رقيقة ومحترمة للغاية». واصطف مئات المواطنين لإلقاء النظرة الأخيرة على الجثمانين المسجيين في القصر الرئاسي والتوقيع على سجل التعازي. وستنظم جنازة الرئيس البولندي على مدى يومين حيث تجري مراسم تشييع وطنية السبت المقبل ثم يدفن الرئيس وزوجته في اليوم التالي.

وفيما أعلن الحداد أسبوعا في بولندا، لا تزال التساؤلات تحيط بظروف وقوع الحادث المأساوي. وزادت التساؤلات المحيطة بظروف الحادث من حجم الصدمة في بولندا مع إعلان مسؤولين روس أن الطيارين تجاهلوا تحذيرات حول حالة الطقس وكرروا محاولات للهبوط في مطار سمولنسك الذي كان يغطيه الضباب. وقال المدعون البولنديون إنه ليس هناك دليل على تعرض الطاقم لضغوط من قبل الوفد الذي كان على متن الطائرة للهبوط رغم الطقس السيئ، للوصول في الوقت المناسب لحضور الاحتفالات المرتقبة في كاتين قرب سمولنسك في غرب روسيا.

وتحطمت الطائرة في الغابة نفسها التي قتلت فيها شرطة جوزيف ستالين السرية، آلاف الجنود البولنديين في 1940. وتم التعرف رسميا على جثث 45 من الضحايا في روسيا من قبل الأقارب الذين أحضروا إلى مكان الحادث لتسريع عملية التعرف على الجثث، حسبما أكدت وزيرة الصحة الروسية تاتيانا غوليكوفا. وتعرضت بعض الجثث لتشوهات يصعب معها التعرف إلى أصحابها. وقال مسؤولون روس إن بعض الجثث لا تزال في موقع الحطام.

ونظرا لتاريخ روسيا المضطرب مع بولندا تولى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ملف الحادث ووعد بتحقيق «موضوعي ودقيق». ولم تشهد بولندا مظاهر حزن مماثلة منذ تكريمها البابا البولندي الراحل يوحنا بولس الثاني إثر وفاته في 2005. ورغم انقسام الرأي العام حوله سياسيا في الداخل وفي أوروبا، فإن وفاة الرئيس القومي المحافظ وحدت بولندا بشكل خاص. وصمدت المؤسسات الديمقراطية في بولندا التي تشكلت منذ انهيار الشيوعية في 1989، بعد الحادث.