استنفار لبناني ـ إسرائيلي متبادل على الحدود استدعى تدخل «اليونيفيل» لاحتواء التصعيد

إسرائيل تنتهك الخط الأزرق ولبنان يقدم شكوى لمجلس الأمن

TT

شهدت الحدود اللبنانية، أمس، توترا محدودا بعد خرق الجيش الإسرائيلي الأراضي اللبنانية، لبعض الوقت، وكاد يتطور الأمر إلى اشتباك مع الجيش اللبناني الذي أحضر تعزيزات إلى مكان الخرق ملوحا بإطلاق النار على القوة الإسرائيلية التي عززت أيضا بنحو 100 عنصر إضافي، قبل أن تنجح القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان في إعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وأنذر الجيش اللبناني صباح أمس، قوة إسرائيلية قوامها نحو 50 عنصرا، بواسطة قوات الطوارئ الدولية، ملوحا بإطلاق النار في اتجاه القوة المذكورة التي تضم نحو 15 آلية، اجتازت في السابعة والنصف صباحا السياج الحدودي، عند الطرف الشرقي لبلدة العباسية. وشوهدت جرافة اجتازت البوابة، تعمل على تمهيد قطعة أرض مساحتها 250 مترا مربعا تقريبا، وتسييجها بأسلاك شائكة. وفي التاسعة إلا الربع، تبلغ الجيش اللبناني من قوات «اليونيفيل» العاملة في المنطقة، أن القوة الإسرائيلية المخترقة للحدود، تعتبر في داخل الخط الأزرق وهي تقوم بأعمال لـ«ضرورات أمنية داخل منطقتها». وقد ساد المنطقة جو من التوتر، واستقدم الجيش قوة إضافية اتخذت مراكز قتالية على مسافة 100 متر فقط من قوة الجيش الإسرائيلي الذي استقدم بدوره 100 عنصر وعشرين آلية إضافية. وأفيد عن انتشار للقوة الدولية وعناصر الجيش اللبناني في محيط المنطقة، قابله استنفار لجيش الاحتلال في الجهة المقابلة من الحدود، في حين أجريت اتصالات عاجلة بين الطرفين عبر «اليونيفيل»، في محاولة للجم الوضع وإعادته إلى ما كان عليه.

وأوضح الناطق باسم «اليونيفيل»، نيراج سينغ، أن القوة الدولية لاحظت قيام الجيش الإسرائيلي ببعض الأعمال على الشريط التقني الإسرائيلي، جنوب شرقي بلدة العباسية في القطاع الشرقي في منطقة عمليات «اليونيفيل». مشيرا إلى أن «موقع هذه الأعمال هو في جنوب ما يسمى (الخط الأزرق)، ولم يعبر الجيش الإسرائيلي طوال فترة الأعمال خط الانسحاب». وقال: «بقي القائد العام لـ(اليونيفيل) الجنرال ألبرتو أسارتا على اتصال بالطرفين لضمان احترام قرار مجلس الأمن 1701 وخط الانسحاب»، مؤكدا أن «اليونيفيل» والجيش اللبناني «أرسلا دوريات إلى المنطقة بقيت في الموقع لمراقبة الوضع وخط الانسحاب. وقرابة الساعة 9:30 صباحا، انسحب الجيش الإسرائيلي من المنطقة».

وتقدم لبنان، أمس، بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي احتجاجا على خرق إسرائيلي آخر للخط الأزرق في منطقة الوزاني السبت الماضي، معتبرا أن «هذا الخرق يشكل انتهاكا لسيادة لبنان والقرار الدولي 1701». وأعلن الجيش اللبناني في بيان أصدره أن «دورية راجلة للعدو الإسرائيلي قوامها أحد عشر عنصرا، دخلت السبت في العاشر من أبريل (نيسان) عند الساعة 6:45 صباحا أحد متنزهات نهر الوزاني لمسافة 70 مترا، وقامت بتفكيك مقود حفارة كانت موجودة في المكان، ثم غادرت إلى الأراضي المحتلة».