اتخذت محافظة النجف إجراءات أمنية مشددة بالقرب من مرقد الإمام علي بن أبي طالب بعد تقارير عن احتمال استهداف المرقد بطائرة على غرار هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في نيويورك، مما دفع السلطات إلى غلق المطار قبل 9 أيام. وأكد مدير الإعلام بوزارة النقل أن المطار سيعاد فتحه أمام الرحلات الداخلية خلال الـ 48 ساعة المقبلة بأمر من رئيس الوزراء نوري المالكي.
وإضافة إلى مطار النجف تم إغلاق جميع مطارات العراق، إثر التهديدات الآنفة الذكر، وأعيد فتحها بعد ساعات إلا مطار النجف الذي ما زال مغلقا رغم زيارة وفد من ثلاثة وزراء إلى المدينة، هم وزير الأمن الوطني ووزير الدفاع ووزير النقل، وقد عقدوا جلسة سرية مع أعضاء المجلس ومن بعدها زاروا المطار. وأكد فاروق الغزالي عضو مجلس محافظة النجف لـ«الشرق الأوسط» أن «الوفد الوزاري زار المطار واطلع على الخطط الأمنية التي وضعت من قبل الجهات المعنية بذلك وتبين أنه لا توجد أي تهديدات أمنية من داخل المطار»، مضيفا «المطار، وكما تم إعلامنا، ستتم إعادة فتحه خلال الأيام القليلة القادمة كليا أو جزئيا، خصوصا أن هنالك اهتماما كبيرا من قبل الحكومة المركزية ومكاتب المراجع الدينية والجماهير النجفية بفتح المطار». وحول الإجراءات الأمنية التي سيتم اتخاذها بالقرب من مرقد الإمام علي، قال الغزالي «هنالك إجراءات أمنية مشددة سيتم اتخاذها بالقرب من مرقد الإمام علي وذلك لمنع حدوث أي اختراق أمني لا سمح الله»، مؤكدا أن «مجلس المحافظة لديه اهتمام كبير بموضوع التهديدات الأمنية إضافة إلى الإسراع بفتح المطار».
بدوره أكد جواد الكرعاوي، عضو اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، لـ«الشرق الأوسط»، أن «من واجبات الحكومة المركزية في العاصمة بغداد توفير الحماية اللازمة للمراقد المقدسة من الخروقات الأمنية التي قد تأتي من خارج البلاد».
إلى ذلك، كشف عقيل كوثر مدير إعلام وزارة النقل في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» أن «اجتماعا جمع رئيس الوزراء نوري المالكي ووزراء النقل والأمن الوطني والدفاع تقرر خلاله فتح المطار خلال الـ 48 ساعة المقبلة»، لكنه، حسب وكالة «أسوشييتد برس» أضاف أن المطار سيستقبل الرحلات الداخلية فقط رافضا الكشف عن موعد إعادة فتحه أمام الرحلات الدولية.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، محمد العسكري، قد نفى أول من أمس ما تردد حول اكتشاف قوات الأمن العراقية مخططا لتفجير مرقد الإمام علي في النجف الأشرف. وقال العسكري في تصريحات «إن التهديدات التي تم الكشف عنها روتينية للغاية، واعتدنا عليها، لكنها لم تصل أبدا إلى حد وجود احتمال بعمل إرهابي يستهدف مرقد الإمام علي». وأوضح أن عددا من المسؤولين العراقيين يقومون حاليا بزيارة إلى مدينة النجف، حيث تباحثوا في الإجراءات الأمنية مع مجلس المحافظة، والمحافظ أيضا. وحول قرار السلطات العراقية إغلاق مطار النجف، قال العسكري إن مطار النجف حديث وقد تم افتتاحه قبل أقل من عام، وهو يختلف عن بقية المطارات العراقية لقربه من المدينة، ولذلك فإن إغلاقه جاء في إطار إجراءات سلامة الطيران.