وزارة التربية العراقية تؤكد تغيير 70% من المناهج الدراسية لعام 2011

مدير عام المناهج لـ«الشرق الأوسط»: لجنة تدرسها قبل طباعتها مخافة أن تمس وحدة الوطن

TT

بعد مرور سبع سنوات على التغيير في العراق لا يزال ملف تغيير المناهج الدراسية في هذا البلد الشغل الشاغل لوزارة التربية والبرلمان. وأشار مدير عام المناهج المدرسية في الوزارة الدكتور غازي مطلك إلى إلغاء مناهج وإضافة أخرى وتعديل بعضها. ووجد المعنيون أن مناهج العراق قبل عام 2003 لا تلائم الوضع العراقي الجديد؛ فأغلبها سخر لخدمة توجهات النظام السابق وتعليم طلبة الابتدائية والثانوية ثقافة محددة. فتعليم طالب الصف الأول الابتدائي عملية الحساب يحتاج إلى أن يجمع جنودا أو طلقات أو أسرى حرب بدلا من الزهور أو البرتقال أو لعب الأطفال، وكان على جميع الطلبة حتى في الجامعات حفظ أقوال «القائد» وكتابتها في بداية دفتر الامتحان ليضمن نجاحه. وكانت صورة صدام تتصدر كل كتاب منهجي وفي الصفحة الثانية العلم العراقي. وأكد مطلك لـ«الشرق الأوسط» أن وزارته في صدد إنهاء ما بدأته منذ سبعة أعوام وهو موضوع تغيير المناهج الدراسية في عموم العراق، مؤكدا أن المنجز حتى الآن هو 70% وأن العام المقبل سيشهد استكمال التغيير. وقال إن المديرية «تمكنت حتى الآن من تغيير 172 عنوانا، وفي عام 2011 سننتهي تماما من تغيير المتبقي». وأوضح أن عملية التغيير تضطلع بها لجنة مختصة من وزارة التربية وخبراء، ووضعت ضمن أولوياتها مواكبة التطورات العلمية التي شهدها العالم في الميدان التربوي.

وفي شأن عمل اللجنة وما إذا كانت تأخذ في الحسبان آراء جميع طوائف الشعب العراقي، قال مطلك: «إنها لجنة مهمتها الاجتماع للنظر في المناهج الجديدة قبل أمر الطباعة لضبط مسارات الكتب من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية التي تمس وحدة الوطن». وأشار إلى أن أي عملية تغيير لمنهج «تبدأ من القاعدة؛ أي من المعلمين، فهم أولا وأخيرا مصدر المادة وأيضا المطبقون للمنهج. وهنا حرصنا على إدخال قسم منهم في دورات تدريبية على المناهج الجديدة». وأكد أن «تأليف الكتب المدرسية جاء بعد الاطلاع على تجارب الدول المتقدمة في تأليف المناهج، واخترنا التحول إلى كتب تفي بالغرض وتناسب المستوى العلمي وتتيح رفد المجتمع بكفاءات قادرة على بنائه»، موضحا أن المناهج الجديدة «تتضمن إشارات وتوجيهات لضمان حقوق الإنسان والحفاظ على البيئة والصحة العامة».