دقائق الرماد البركاني تشل محركات الطائرات بعد انصهارها في داخلها

باحث بريطاني لـ«الشرق الأوسط»: الانفجار لم يكن شديدا إلا أن موجة الرماد كانت متفجرة

TT

قال باحث بريطاني لـ«الشرق الأوسط» إن سبب إيقاف الرحلات الجوية في بريطانيا لم يأتِ نتيجة «انفجار شديد لبركان إيجافجال.. بل لأن موجة اندفاع دقائق الرماد البركاني جاءت على شكل متفجر»، وحذر من أن تؤدي حوادث تفجر شديدة في البركان إلى عواقب أكبر في المستقبل. جاء هذا تعقيبا على شل حركة الطيران في بريطانيا أمس بسبب انفجار بركان في آيسلندا. وكانت هيئة الطيران البريطاني قد أعلنت عن وقف الرحلات الجوية طيلة نهار أمس، فيما شلت حركة الطيران في أوروبا خصوصا في القسم الشمالي الغربي منها، تخوفا من تأثيرات دقائق الرماد المتطاير من بركان إيجافجال، تصاعدت إلى ارتفاع تراوح ما بين 6 إلى 11 كلم.

وفي حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» قال الدكتور ديف روذري، الباحث في علوم البراكين في قسم علوم الأرض والبيئة في الجامعة المفتوحة البريطانية، إن مخاوف خبراء الطيران تنصب على جانب مهم يتمثل في تغلغل دقائق الرماد داخل محركات الطائرات ثم انصهارها هناك بفعل درجات حرارتها العالية، مما يؤدي إلى تحولها إلى كتل صلبة قوية تعيق عمل المحركات، وتؤدي إلى توقفها. كما يؤدي رماد البراكين أيضا إلى إعاقة الرؤية عبر الزجاج والتأثير على الاتصالات.

وفي حوادث الطيران التي وقعت في الثمانينات ومرت فيها طائرات في أجواء تحتوي على رماد بركاني في أجواء إندونيسيا وولاية آلاسكا في الولايات المتحدة، أدت دقائق الرماد المنصهرة إلى وقف عمل المحركات الأمر الذي قاد الطيارين إلى الهبوط بها إلى ارتفاعات أدنى كما تهبط الطائرات الشراعية، حيث شرعوا هناك في تشغيل محركاتها.

وكان الطيارون يلجأون في السابق إلى تسريع حركة الطائرات هروبا من الغمامة التي تحتوي على رماد البراكين، الأمر الذي كان يؤدي إلى ازياد انصهار الدقائق التي تغلغلت فعلا إلى المحركات وبالتالي توقف المحركات عن العمل. أما التعليمات الحالية فتنص على إبطاء الطائرة لحركتها والشروع بالهبوط إلى ارتفاعات أدنى. وفي هذه الحالة يندفع الهواء البارد نحو المحركات بما يكفي لاقتلاع دقائق الرماد البركاني المتغلغلة. وقال روذري إن أكبر كتلة في غمامة من رماد بركان إيجافجال غطت أمس الدول الاسكندنافية وشمال بريطانيا ثم انتشرت مع نهاية نهار أمس نحو الجنوب، ولأن الغمامة ليست كثيفة، فإن الرماد البركاني لن يقع على الأرض حاليا، ولن يكون محسوسا.

على صعيد آخر أعلنت وكالة حماية الصحة في بريطانيا أن غيوم الرماد البركاني لا تمثل أي تهديد لصحة السكان، ذلك أن دقائق الرماد محصورة في الطبقات الجوية العليا ولن تقع على الأرض قريبا. وأضافت الوكالة في بيان لها أنه «حتى وإن وقعت هذه الغمامة على الأرض، فإن تركيز دقائق الرماد على سطح الأرض لن يشكل أي تأثير على الصحة».