ثاني بركان خلال شهر يغرق الجنوب الآيسلندي في فيضانات

إجلاء 800 شخص من منازلهم وتوقع استمرار ثورته عدة أسابيع

TT

تسبب الثوران البركاني الذي شهدته آيسلندا أول من أمس ويعد الثاني في أقل من شهر، في ذوبان قسم من كتلة جليدية تحول إلى فيضان ضخم، مما أرغم نحو 800 شخص على إجلاء منازلهم.

وصرح روغنفالدور أولافسون المتحدث باسم الشرطة من موقع قريب من البركان في جنوب البلاد: «حدث فيضانان كبيران جراء ذوبان كتلة ايافيالايوكول الجليدية». وأضاف: «حتى الآن ليس هناك أشخاص معرضون للخطر، ولكننا أخلينا المنطقة وأغلقنا كل الطرق»، مضيفا أن الثوران المستمر كان أكبر من ثوران بركان فيمفوردوهالس في منطقة مجاورة الشهر الماضي. وذكرت الشرطة أنه بعد ثوران البركان الذي بدأ نحو الساعة الواحدة صباحا تم إخلاء ما بين 700 و800 شخص من منازلهم في منطقة نائية وقليلة السكان على بعد 125 كلم شرق ريكيافيك. وصرح بالدور سيغوردسون المتحدث باسم الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية: «تقع العديد من الزلازل في المنطقة».

وكان مقررا أن يتم إجلاء السفيرة النرويجية مارغيت تفيتين ومجموعة من النرويجيين الذين يخيمون في منطقة غير بعيدة من موقع البركان بعد أن غرقت الطرق بمياه الفيضانات، بحسب السفارة في ريكيافيك. وصرحت بير لاندرو المتحدثة باسم السفارة «حدثت فيضانات شديدة على جانبي البركان والطرق مغلقة والمنطقة بأسرها معزولة بسبب الفيضانات. وهناك مخاوف من انهيار جسر كبير».

وطبقا لعالم الفيزياء الجيولوجية غونار غونارسون من معهد آيسلندا للأرصاد الجوية فإن ثوران البركان وقع في «الجزء الجنوبي الغربي من فوهة بركان ايافيالايوكول». وأضاف أن «الدخان المتصاعد من فوهة البركان يرتفع إلى أكثر من ستة آلاف متر في الجو». وقال إن «تدفق المياه في لسان كتلة غيغيوكول الجليدية في الجزء الشمالي من ايافيالايوكول ارتفع بمقدار 2.5 متر وواصل الارتفاع».

وذكرت إذاعة آيسلندا العامة (ار يو في) أن صدعا بطول 500 متر ظهر في فوهة البركان، مشيرة إلى أنه تم نقل السكان إلى مراكز الصليب الأحمر. وقال أحد السكان ويدعى اولافور اغيرتسون إنه أجبر على الخروج من مزرعته الواقعة في المنطقة المتضررة من الفيضان الناتج عن ذوبان الكتلة الجليدية. وأوضح «عند نحو الساعة العاشرة والنصف صباحا سمعنا ضجيجا وشاهدنا وحولا وأتربة تندفع فجأة من الجبل. وبعد 30 دقيقة فقط غرقت المزرعة بالطين والأتربة وامتلأت قنوات المياه بماء الفيضان». وأضاف «وفي غضون نصف ساعة انهال الطين والتربة من الجبل على المزرعة وعلى الطريق العام الواقع قرب المزرعة، أي إن مساحة أربعة كيلومترات غرقت خلال 30 دقيقة فقط».

ولم يسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم حتى مساء أول من أمس، حسبما أفاد ضابط الشرطة المحلية اتلي أردال إلا أنه قال إنه يجري إصلاح الطريق على طول نهر ماركافليوت. وقال إن «الطريق قطعت وانهارت في ثلاث نقاط بالقرب من ماركافلجوت وفي مكان آخر شرقا»، مضيفا أنه «لم تدمر أي منازل». وهذه ثورة البركان الثانية في آيسلندا في غضون شهر ويتوقع الخبراء أن قد تستمر عدة أسابيع. وصرح أستاذ الجيوفيزياء الآيسلندي ماغنوس تومي غودمونسون لوكالة الصحافة الفرنسية أن الثورات البركانية في بلاده «متفاوتة المدة، فقد تدوم أياما أو تفوق العام. لكن نظرا إلى كثافة هذه الثورة، فقد تستمر لمدة طويلة».

والشهر الماضي أجبر أول ثوران بركان فيمفوردوهالس في منطقة ايافيالايوكول منذ عام 1823 نحو 600 شخص إلى الخروج من منازلهم في نفس المنطقة. وانتهى ثوران البركان الثلاثاء الماضي بعد أن قذف حمما ملتهبة على مدى أسابيع، حسب ما أفاد ماغنوس غودمونسون أستاذ الفيزياء الجيولوجية ومستشار الحماية المدنية. وكانت سلسلة من الهزات الضعيفة التي تشير إلى نشاط بركاني سبقت بركان الشهر الماضي، ما أدى إلى سيول من الحمم البركانية. غير أن الخطر الحالي أعظم بكثير. وقال غودمونسون إن «هذه الثورة أقوى بكثير. وهي مستمرة منذ أكثر من 24 ساعة، وهي من النوع المتفجر».