خبير جيولوجي لـ«الشرق الأوسط»: منطقة الشرق الأوسط ليست بعيدة عن الغبار البركاني

قال: نحن في حاجة إلى مؤتمر عالمي لبحث ظاهرة فوران الطاقة الكامنة من باطن الأرض

TT

فيما امتدت حالة إغلاق المجال الجوي في عدد من الدول الأوروبية جراء غيمة الغبار البركاني الناجمة عن ثوران بركان في أيسلندا لليوم الثاني على التوالي، وتواصل عمليات إلغاء آلاف الرحلات الجوية التجارية في مطاراتها باستثناء رحلات الطوارئ، كشف الدكتور عادل يحيى الخبير الجيولوجي والاستشعار عن بُعد الأستاذ بجامعة عين شمس بالقاهرة عن أن منطقة الشرق الأوسط ليست بعيدة عن الآثار الضارة للغبار البركاني. وقال في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس إن سحابة الغبار البركاني سيكون لها أيضا تأثير على زيادة نسب الاحتباس الحراري على الأرض، مشيرا إلى أن الذرات الضعيفة والمتناهية في الصغر للغبار سيكون لها تأثير أيضا على الزراعة، وأكد أنه يجب أن لا نقلل من حجم تأثير السحابة البركانية على الصحة العامة للأشخاص، وخصوصا الأطفال الذين يعانون من الربو وأزمات التنفس. وأشار إلى أن سحب الرماد البركاني المتصاعدة من انفجار أيسلندا البركاني يمكن أن تكون لها تأثيرات صحية ضارة على سكان أوروبا إذا اقترب الغبار البركاني من الأرض. وقال إن بركان أيسلندا لم يبد أي إشارة على الخمود بعد نشاط استمر أكثر من 24 ساعة عقب ثورته. وأضاف «بالعكس لقد اشتد.. لكن لن تتدفق الحمم.. هذه مجرد ثورة تفجيرية».

وقال الدكتور يحيي، هناك ارتباط كبير بين الزلازل والبراكين، وقد لاحظنا زيادة حجم الطاقة الكامنة المنبعثة من باطن الأرض خلال الشهور الماضية، وتأثير ذلك على زيادة مستوى الزلازل والبراكين تحت سطح البحار والمحيطات. وأضاف: «نحن اليوم في حاجة إلى مؤتمر عالمي لبحث تلك الظاهرة المقلقة»، مشيرا إلى أسباب طبيعية وأخرى بشرية في زيادة انبعاثات الكرة الأرضية من الطاقة الكامنة، التي وصفها بـ«إناء يغلي فوق موقد من النار»، وتحدث عن التلوث الموجود على سطح الأرض، والتجارب النووية تحت سطح الأرض وأنواع الأسلحة الأخرى التي تزيد هي الأخرى من انبعاثات الطاقة الكامنة في باطن الأرض. وقال هناك تأثير على مستويات مختلفة للغبار البركاني على المناخ العام، فلا تزال الجسيمات عالقة على ارتفاع كبير في الغلاف الجوي حتى الآن وفقا لآخر المعلومات.

يذكر أن السلطات في أيسلندا كانت قد قامت في وقت سابق، بإجلاء المئات من الأشخاص إثر ثوران بركان تحت منطقة متجمدة في جنوب البلاد، عبر سلسلة من الثورات، بدأت في العشرين من مارس (آذار) الماضي. وهذه هي المرة الأولى التي يثور فيها بركان في منطقة «إيفجافجالاجوكول» منذ عام 1821، أي منذ نحو قرنين، وتقع المنطقة على بعد 160 كيلومترا شرق العاصمة ريكيافيك.