ساركوزي: فرنسا ستقف إلى جانب الكويت إذا ما تعرضت لتهديد

توقيع 3 اتفاقيات بينها واحدة للتعاون النووي المدني

TT

أبلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئيس الحكومة الكويتية الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح خلال اللقاء الذي جمعهما قبل ظهر أمس في قصر «الإليزيه» بأن فرنسا «ستقف دائما إلى جانب الكويت في حال تعرضها لأي تهديد». وشدد ساركوزي على أن باريس «عازمة على تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على أمن واستقرار منطقة الخليج»، التي وصفها بأنها «أساسية لتوازن العالم». وللتدليل على ذلك، أشار الرئيس الفرنسي إلى أن القاعدة العسكرية الجوية - البحرية التي أقامتها فرنسا قبل عامين في أبوظبي «ذات مهمات إقليمية»، مما يدل على رغبة فرنسا في الحضور العسكري القوي في المنطقة. ونقلت مصادر قصر «الإليزيه» كذلك عن الرئيس الفرنسي عزمه على «تعميق الشراكة الاستراتيجية» الجديدة بين باريس والكويت، التي تم إحياؤها بمناسبة زيارته إلى الكويت العام الماضي، مشددا على ضرورة إعطائها «مضمونا حقيقيا يشمل كافة الميادين» السياسية والاقتصادية والدفاعية والنووية المدنية والثقافية.

ورغم أن الشركاء الرئيسيين التقليديين لفرنسا في المنطقة، كما قالت مصادر «الإليزيه»، هم السعودية والإمارات وقطر، فإن باريس «عازمة» على توسيع الدائرة لتتناول الكويت بالطبع، ولكن أيضا البحرين وعمان والبحرين.

وكانت الخارجية الفرنسية استبقت وصول الشيخ ناصر ببيان أكدت فيه تمسكها بسيادة الكويت واستقرارها وأمنها وباستقرار وأمن كامل منطقة الخليج ككل.

ورد رئيس الوزراء الكويتي التحية بأحسن منها. وقال للصحافيين عقب اجتماع «الإليزيه» إن بلاده «عازمة على إقامة تعاون كامل مع فرنسا في كافة الميادين» مشيرا إلى أنه نقل رسالة خطية من أمير الكويت للرئيس الفرنسي.

وجاءت الترجمة العملية لذلك لاحقا حيث تم بحضور الشيخ ناصر ونظيره الفرنسي فرنسوا فيون والوزراء المعنيين من الجانبين توقيع ثلاث اتفاقيات تعاون تشمل الاستخدام السلمي للطاقة النووية والحفاظ على البيئة وتنمية الطاقة المتجددة وأخيرا التعاون بين وزارتي خارجية البلدين.

وأفادت المصادر الرئاسية بأن اجتماع «الإليزيه» رغم تناوله لمسائل إقليمية مثل الملف النووي الإيراني وأمن الخليج تركز بشكل خاص على «الشركة الاستراتيجية» التي يردها الطرفان أعمق وأشمل.

ولم يتردد الرئيس الفرنسي في التعبير عن رغبة بلاده في أن تختار الكويت شراء 28 طائرة قتالية من طراز «رافال» التي تصنعها شركة «داسو» للصناعات الجوية. ونقلت مصادر «الإليزيه» أن ساركوزي «أشاد» بمزايا هذه الطائرة وبأدائها كما يظهر يوميا وميدانيا في أفغانستان. وركز الرئيس الفرنسي على استعداد بلاده التي تربطها بالكويت اتفاقية دفاعية تم تجديدها عام 2009 على نقل التكنولوجيا والكفاءات والمهارات وعلى التأهيل والتدريب والإعداد بحيث لا تكون المبيعات الدفاعية مقتصرة على شراء أسلحة بل تتناول منظومات متكاملة. وذكرت مصادر أخرى أن الكويت مهتمة أيضا بشراء بطاريات صورايخ مضادة للصواريخ من إنتاج شركة «طاليس». غير أن مقربين من «الإليزيه» قالوا إن «لا علم لهم» بذلك.

وفي الميدان النووي المدني، تشكل الاتفاقية التي وقعت أمس «إطارا للتعاون بين البلدين يشمل الحقول المؤسساتية والقانونية والتقنية والتأهيل والتدريب»، وستقوم باريس باستضافة مهندسين كويتيين ليتدربوا في المراكز الفرنسية. وأعربت المصادر الرئاسية عن رغبة فرنسا في أن يترجم التعاون لاحقا إلى قرار كويتي بشراء مفاعل نووي فرنسي أو أكثر. وكانت باريس أصيبت بخيبة في أبوظبي التي فضلت شراء 4 مفاعلات كورية جنوبية. وأشاد ساركوزي بالمستوى العالي من السلامة والأمان التي تتسم بها الصناعة النووية الفرنسية التي تسيطر على الدورة النووية الكاملة وتعد الأكثر تطورا في أوروبا. ولا يرى ساركوزي عائقا في وجه دخول الكويت في رأسمال شركة «أريفا» الفرنسية المتخصصة في الحقل النووي، لا بل إنه يشجع ذلك وفق ما نقلت عنه مصادره. وباختصار، فإن باريس مستعدة لمساعدة الكويت في بناء منظومة كهرو - نووية وفق أفضل معايير الأمن والسلامة.

ولم يغب النقاش الكويتي البرلماني والداخلي عن زيارة الشيخ ناصر، إذ حرص على التأكيد في باحة «الإليزيه» أن العقود الدفاعية التي قد توقعها الكويت «ستكون من حكومة إلى حكومة»، وذلك ردا على الداخلي الذي أثاره في البرلمان خمسة نواب انتقدوا سلفا شراء طائرات الـ«رافال» بسبب غياب التشاور مع البرلمان وبسبب تكلفتها المرتفعة.