اعتراضات كردية على تصريحات طالباني بدعم التحالف مع الائتلافين الشيعيين

قيادي في كتلة التغيير لـ «الشرق الأوسط»: التصريحات تفرغ مهمة وفدنا التفاوضي من محتواها

TT

أثارت التصريحات التي أدلى بها الرئيس العراقي وزعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني أثناء لقائه برئيس قائمة الإصلاح إبراهيم الجعفري أول من أمس حول دعمه للائتلاف المقترح بين كتلتي دولة القانون والائتلاف العراقي والشخصية التي تتفق عليها الكتلتان لرئاسة الوزراء، ردود فعل معارضة داخل كردستان، حيث أكد مصدر قيادي في حركة التغيير المعارضة أن «تلك التصريحات تتعارض مع المبدأ الذي اتفقنا عليه في كردستان حول توحيد الموقف في المفاوضات التي سنجريها مع القوى العراقية بهدف تشكيل الحكومة القادمة» فيما أكد عضو في المكتب السياسي لحزب طالباني أن «تصريحات طالباني تعبر عن موقف التحالف الكردستاني، الذي يركز على دعم الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي لتشكيل الحكومة المقبلة».

وقال عدنان المفتي عضو الهيئة العاملة للمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن موقف التحالف الكردستاني وموقف السيد رئيس الجمهورية فيما يتعلق بجهود تشكيل الحكومة العراقية المقبلة يتلخص في دعم الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي التي تكلف بتشكيل الحكومة القادمة، ولا مفاضلة لدينا بين هذه الكتلة أو تلك، فإذا نجح الشيعة في تحالفهم لتشكيل الحكومة القادمة فإن التحالف الكردستاني سنتفاوض معهم، وإذا كلفت «العراقية» بذلك فسنتفاوض معها أيضا، فلا فيتو لدينا على التفاوض مع أي كتلة يكلفها البرلمان بتشكيل الحكومة المقبلة. وأضاف: «في كل الأحوال فإننا في التحالف الكردستاني ندعم تشكيل حكومة يشترك فيها الجميع، باعتبار الوضع الراهن والتحديات الأمنية ومواجهة الإرهاب وما سيترتب عن الانسحاب الأميركي من العراق تتطلب أن نتعاون ونكون موحدين لمواجهة الاحتمالات المستقبلية».

وأشار المفتي إلى أن «تصريحات طالباني تعبر عن موقف التحالف الكردستاني، وهو التعاون والتفاوض مع الكتلة المؤهلة لقيادة الحكومة القادمة، ولكننا ننتظر إقرار برنامج الكتل الكردستانية الأربع من قبل رئاسة الإقليم لدخول الوفد التفاوضي الكردي في مرحلة المحادثات الجدية بشأن التحالفات السياسية القادمة».

لكن شورش حاجي العضو القيادي في حركة التغيير أكد لـ« الشرق الأوسط» أن تصريحات السيد طالباني سابقة لأوانها، وأن الحركة ترى أن إطلاق مثل هذه التصريحات سيفرغ مهمة الوفد التفاوضي الكردي المقترح من محتواها، فإذا كانت التحالفات تقرر من قبل قيادة التحالف الكردستاني فما الداعي للاجتماع مع رئاسة الإقليم لصياغة برنامج عمل التفاوض المقبل، وما حاجتنا أصلا للتفاوض مع القوى العراقية الأخرى. وقال حاجي: «التصريح أثار قلقنا فعلا، فقد كان يفترض بالسيد طالباني أن يتحدث مع القوى العراقية عن الحقوق والمطالب الكردية، وليس تبخيس ثمننا بإعلان دعمه لهذا الطرف أو ذاك، حتى لو تحدث باسم التحالف فإننا لا نرى أية ضرورة لمثل هذه التصريحات السابقة لأوانها، ونحن قد اتفقنا مع السيد رئيس الإقليم على أن نخوض المباحثات حول التحالفات القادمة وفق برنامج عمل انهمكنا أسبوعا كاملا لصياغته، وسنقدمه اليوم إلى اجتماع رئاسة الإقليم مع الكتل الأربع الفائزة، وعلى هذا الأساس سنخوض جولاتنا التفاوضية، وبعد أن ننهي تلك المفاوضات سنضع ما توصلنا إليه بتقرير مفصل أمام رئاسة الإقليم والبرلمان الكردستاني ليقررا ما يريانه مناسبا مع المصلحة العليا لشعبنا».

وفي الوقت الذي أكد عضو حركة التغيير أن البرنامج انتهى إعداده وسوف يقدم إلى اجتماع رئاسة الإقليم والكتل الأربع اليوم لإقراره، نفى المفتي من جانبه أن يقر الاجتماع ذلك البرنامج، مشيرا إلى أن «هناك سلسلة من الاجتماعات ستسبق إقرار البرنامج وهي اجتماعات المكتب السياسي واللجنة القيادية للاتحاد الوطني، ثم اجتماع مشترك بين قيادة الحزبين الاتحاد والديمقراطي الكردستاني، وبعد ذلك من الممكن التحدث عن إقرار مشروع برنامج الوفد التفاوضي مع بغداد».