القائمة العراقية: تحالف الائتلافين الشيعيين تنفيذ لاستراتيجية إيرانية هدفها إضعاف العراق

حسن العلوي لـ «الشرق الأوسط»: السنة راهنوا على علاوي الشيعي العلماني وتهميشهم سيعني عودة العنف

TT

حذر الكاتب والسياسي العراقي حسن العلوي من «المحاولات الجارية لإقصاء القائمة العراقية أو تهميشها عن طريق تحالف الائتلافين الشيعيين؛ الائتلاف الوطني ودولة القانون، لإبعاد إياد علاوي عن رئاسة الحكومة، حسب الضغوط وتنفيذا لاستراتيجية إيرانية؛ إذ سيؤدي ذلك إلى عودة العنف المسلح».

وقال العلوي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من دمشق أمس إن «الانتخابات في كل دول العالم، أو على الأقل الدول التي تمر بمشكلات سياسية وأمنية، تكون هي الحل، لكنها، ومثلما توقعنا قبل ظهور نتائج الانتخابات التشريعية، تحولت في العراق إلى بداية اشتعال المشكلات لأن الطرف الديني الشيعي لم يرض بفوز القائمة العراقية باعتبارها كتلة علمانية».

وأوضح العلوي الذي فاز بعضوية البرلمان القادم كمرشح عن القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي، الرئيس الأسبق للحكومة العراقية، أن «القائمة العراقية العلمانية هي وليدة مخاض صعب للغاية، ذلك أن الطرف السني العربي تنازل عن خياراته في ترشيح سني عربي سواء كان إسلاميا أو علمانيا لصالح شيعي علماني ليبرالي ودعموه انتخابيا لقيادة العراق، وهذا في اعتقادي أكثر درجات التنازل، ولم يبق لديهم أي شيء يتنازلون عنه سياسيا من أجل تحقيق المشروع الوطني العراقي»، منوها بأن «نهاية المشروعات الطائفية تبدأ من هنا، فاختيار رئيس حكومة شيعي علماني بدعم سني عروبي يعني غياب القطب السني الديني وهذا يعني بالضرورة تغييب الزعيم الشيعي الديني ليكون معادلا للطرف الآخر الذي كان موجودا في الدورة البرلمانية السابقة، وهذا يعني أيضا أن هذه المسميات ستغيب حتى في العمل البرلماني».

ونبه العلوي إلى أن «الناخب السني العربي عندما لا يجد أية نتيجة لتضحياته أو تنازلاته، وأنه اختار زعيما شيعيا علمانيا بدلا من زعيم سني ديني سيتجه بالضرورة إلى السلاح الذي ابتعد عنه أملا في خلق عراق يعيش حالة من السلم، وهذا أيضا سيعزز فرص المقاومة المسلحة، فعندما تفشل خيارات السلم تنشط الخيارات المسلحة، وهذا يعني أن العراق مقبل على أيام صعبة، وهذا ما لمسناه منذ ظهور نتائج الانتخابات ورفضها من قبل الطرف الآخر، حيث بدأت التفجيرات في بغداد في وقت نجد فيه أن الحكومة غير قادرة على ردع هؤلاء المتشددين».

ويشير العلوي إلى أن «ما سيحدث هو تنفيذ لاستراتيجية إيرانية تقوم على وحدة الائتلافين الشيعيين، الائتلاف الوطني ودولة القانون، وسينضم التحالف الكردستاني مع الائتلافين الشيعيين لتشكيل غالبية برلمانية، باعتبار أن للأكراد اعتراضات على القائمة العراقية بسبب وجود كتلة أسامة النجيفي (عراقيون) و(جماعة كركوك) المؤتلفين مع كتلة علاوي، وفي اعتقادي أن الأكراد لن يتجاوزوا خلافاتهم القديمة سواء مع النجيفي أو مع (جماعة كركوك)». وقال العلوي إن «التحالف الكردستاني سينظر إلى الكتلة العراقية كخصم في المناطق المتنازع عليها، كون بيئة (العراقية) في غالبيتها تقع في المناطق المتنازع عليها؛ الموصل وكركوك وحتى في ديالى، وفي اعتقاد الأكراد أن خصومهم في (العراقية) لن يتعاونوا في الموضوعات المختلف عليها أو المتنازع عليها، بينما سيضمنون (الأكراد) دعم الشيعة الذين ليس لهم أي نفوذ أو أراض في المناطق التي يطالب بها الأكراد».

وعبر العلوي عن أسفه لأن «العراق ومنذ 2003 لم يضع في اختياراته العالم العربي لاعتقاد شائع هو أن التدخل العربي يعطي دعما للسنة كون غالبية أو جميع الدول العربية سنية، كما يدعم المشروع القومي الذي يرتبط في أذهان العراقيين بالبعثيين أو كما يسمونهم بالصدّاميين، وأنا هنا أتحدث عن المشروع العروبي وليس القومي، لهذا نرى أن التأثير العربي ضعيف»، مشيرا إلى أن «الزيارات التي قمنا بها في القائمة العراقية مع إياد علاوي إلى السعودية ومصر وسورية والأردن ولبنان لتعريب الحملة الانتخابية وإشعار الآخرين بأن هناك عاملا عربيا في الانتخابات، ثم تحولت هذه الزيارات إلى واقع دبلوماسي وانفتحت السعودية على القيادات السياسية العراقية، وهذا ضروري جدا لإيجاد معادل عربي في العراق». وأوضح أن إيران «تستفيد من مركز الضعيف، وترى العراق اليوم في هذا المركز، وإذا كانت تريد حقا أن تعرف حجمها فيجب أن تفكر في نتائج الحرب العراقية الإيرانية وخسائرها»، منوها بأن «إيران عانت من العرب على مدى التاريخ، خاصة من العراقيين، ولن تنسى ذلك، والآن تجد الفرصة متاحة للنيل من خصمها التاريخي؛ العراق، وستبقى تعمل على إضعافه؛ إذ ليس هناك من يسعى لرفع شأن خصمه، بل لإضعافه، ولهذا تريد حكومة ضعيفة في العراق، وهذا ما يعيشه العراق منذ 2005، وهذا هو الوضع المثالي لإيران».

وحذر العلوي من أن «مخاوف اليوم ستكون حقائق في الغد ولكن في الاتجاه السلبي في مسار الوضع العراقي، ونقول إنه إذا تم إقصاء علاوي، حسبما تريد إيران، من رئاسة الحكومة فإن المعارضة القادمة لن تكون معارضة سياسية وتحت قبة البرلمان؛ بل هي معارضة ستتخذ من العنف أسلوبا لها، كون البيئة التي راهنت على علاوي مقابل رميها للسلاح ستجد نفسها قد خسرت الرهان، وسنجد أن مكان المعارضة على طريق بغداد - الشام».