تواصل الحرب الإعلامية بين حماس والجهاد يكشف عن حجم التوتر بينهما

إسرائيل تقتل فلسطينيا عند حدود غزة بعد اشتباكات

TT

تعكس الحرب الإعلامية الخفية بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة، حقيقة التوتر في العلاقة، التي سعت الحركتان لإخفائها على الدوام، قبل أن تخرج حركة الجهاد يوم الاثنين الماضي عن صمتها، وتتهم حماس بمنع عمليات عسكرية ضد إسرائيل واعتقال مسلحين تابعين للجهاد.

وفي حين التزمت حماس الصمت قبل أن تقول إن ما حدث لم يكن أكثر من سوء فهم، وقالت الجهاد إنها احتوت الأزمة، فإن نظرة إلى المواقع التابعة للحركتين، تظهر أن التوتر ما زال على حاله إن لم يكن قد تصاعد، كما أن المنتديات التابعة للحركتين تشهد حوارات ساخنة لا تخلو من الشتائم.

واتهم خالد البطش القيادي في الجهاد الإسلامي موقع «فلسطين الآن» التابع لحماس بإثارة الفتن، وقال إنه فبرك تصريحات له حول الأزمة الأخيرة بين حماس والجهاد.

وكان الموقع قد نشر أن البطش «ينفي مزاعم السرايا» حول اعتقال عناصرها، ونشرت مواقع الجهاد تصريحات البطش الذي استنكر فيها فبركة تصريحاته على موقع «فلسطين الآن».

وطالب البطش، موقع «فلسطين الآن» بـ«أن يتقي الله في وحدة الصف الإسلامي والوطني وعدم إثارة القلاقل والفتن، وأن يتحرى الدقة والمهنية والموضوعية»، وطالبه أيضا بالاعتذار عن هذه الإساءة.

وأوضح البطش في تصريح مكتوب «أن الموقع المذكور استخدم عنوانا لإثارة الفتن بعيدا عن أدنى درجات المصداقية والدقة والمهنية التي تقتضي الالتزام بالنص الحرفي والتصريح كما ورد من المصدر»، مشيرا إلى أن الطريقة التي حور ونقل بها تصريحه لإحدى الوكالات العالمية هي طريقة تشبه عناوين الصحافة الصفراء.

ونفى البطش أن يكون قد تطرق في أي تصريحات إلى نفي اعتقال أربعة من مجاهدي السرايا. وأضاف أنه عقد إثر هذا الحادث المؤسف لقاء مع قيادة الأمن الداخلي كان هدفه منع تكرار مثل هذا الحادث.

ونشر «فلسطين الآن» على لسان البطش أنه ينفي «ما زعمته سرايا القدس من وجود مطالب من قبل الأمن الداخلي التابع للداخلية الفلسطينية بوقف أعمال المقاومة ضد الاحتلال، سواء عبر إطلاق الصواريخ أو غيرها من الوسائل». وأصر الموقع على ما نشر، وقال إنه أخذ التصريحات من الوكالة الألمانية، مؤكدا أن رواية الجهاد حول اعتقال عناصرها غير صحيحة.

ونقل الموقع تصريحات للناطق باسم الداخلية المقالة في غزة إيهاب الغصين، جاء فيها أن الخلاف الذي نشب بين أجهزة الأمن وحركة الجهاد كان سوء فهم.. تسرع الإخوة في الجهاد بالإعلان عنه.

وقال الغصين «حقيقة ما حدث أنه كان هناك سوء فهم لوجود هؤلاء الشباب بأحد الأماكن الحدودية حيث ظنت أجهزة الأمن أنهم يقومون بأعمال تخريب لأعمال المقاومة الفلسطينية أي إنها ظنت أنهم عملاء أو تدخلوا لإفشال بعض المتفجرات الموجودة وغيرها».

ونفى الغصين ما ذكره في الأساس بيان سرايا القدس عن إقدام جهاز الأمن الداخلي على احتجاز المجاهدين لمدة تزيد عن أربع ساعات في أحد المقار الأمنية التي تقوم أجهزة الحكومة بإخلائها خوفا من تعرضها لعمليات «قصف إسرائيلية» وهو ما يعني «تعريض حياة المجاهدين للخطر».

وتابع الغصين القول إن «هذا الكلام غير دقيق.. فكيف أحتجز أشخاصا في مكان وأوجد كعنصر أمن في مكان آخر، كما أن ما حدث كله لم يستغرق سوى ساعة واحدة وحدث معظمه في الميدان، ثم تم نقل المجموعة لجهاز الأمن الداخلي لتسجيل واقعة الاعتداء (على شرطي) كقضية جنائية، وهذه الفترة لا توجد بها أي إخلاءات تماما».

كما نفى الغصين أن يكون الأمن طلب من المقاتلين وقف الأعمال المسلحة ضد إسرائيل، وقال «هذا ليس عملنا هذا عمل الفصائل الفلسطينية بعضها مع البعض، وهناك توافقات فلسطينية ونحن بدورنا نقوم باستلام ما يتم الاتفاق عليه وتنفيذه، ولكن الموضوع الأساسي بالنسبة لنا هو التأكيد على حق المقاومة».

وكانت سرايا القدس قد اتهمت الأجهزة الأمنية باعتقال أربعة من عناصرها والطلب منهم توقيع تعهد بعدم القيام بأي عمل مقاوم ضد قوات الاحتلال على الحدود مع غزة. وذهب الناطق باسم السرايا، أبو أحمد للقول بأن منع العمليات العسكرية تساوق مع الاحتلال.