أولمرت يرفض اتهامات الفساد.. ويتهم «أوساطا سياسية» بالانتقام منه لنهجه السلمي

الشرطة: انتهى مستقبله السياسي فالأدلة دامغة

TT

في خطاب حزين يظهر ضائقته وذله، دحض رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، الشبهات الدائرة حوله في ما اعتُبر «أضخم وأخطر قضية فساد في تاريخ الدولة». ونفى أولمرت أن يكون أحد قد عرض عليه الرشوة، مشددا على أنه لم يتلقَّ في حياته أي رِشى. ولمح إلى أن «أوساطا ذات مصالح» تحاول إلباسه تهمة الفساد انتقاما منه على دوره السياسي المميز في السعي إلى تحقيق السلام.

وكان أولمرت يعلق على ما يُنشر حوله في إسرائيل بشكل واسع، حول تلقيه رشوة بقيمة مليون دولار من أجل تمرير المشروع الإسكاني «هوليلاند» في جنوب القدس الغربية، عندما كان يشغل منصب رئيس بلدية القدس سنة 1994. وأن موظفين ومسؤولين كبارا في البلدية والشرطة واللجنة اللوائية للتنظيم والبناء حصلوا هم أيضا على رِشى بقيمة 15 مليون دولار.

وقال أولمرت في خطاب مسجل مدته ثلاث دقائق، بثته جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية، إنه صدق على المشروع في حينه لأنه احتوى على بناء ثلاثة فنادق بهدف تشجيع السياحة في المدينة على أعتاب القرن الحادي والعشرين (سنة 2000) وأراد به مشروعا سكنيا مميزا يستقطب العلمانيين، لأن المدينة باتت ذات نسبة عالية من المتدينين المتزمتين. وادّعى أن مخطط المشروع تغير في ما بعد، أي بعد أن ترك منصبه في البلدية وعين وزيرا للتجارة والصناعة. وعمليا حول التهمة عن كتفيه وألبسها إلى خلفه، رئيس البلدية السابق أوري لوبيانسكي. وقال: «ليس مصادفة أن الشبهات حولي نُشرت في السنة الماضية، الوقت الذي كنت فيه مشغولا في قضايا مصيرية كبرى تتعلق بمستقبل إسرائيل».

ولكن خطاب أولمرت، الذي لم يُتِح للصحافيين أن يوجهوا إليه الأسئلة، لم يكن مقنعا للكثيرين. وخرجت الصحف الإسرائيلية أمس مليئة بالتعليقات التي تتراوح بين القول إنه بدا متورطا، والقول إن «الشبهات هذه المرة ثابتة وراسخة». ونشرت صحيفة «هآرتس» مقالا على عرض صفحتها الأولى بقلم المحرر السياسي ألوف بن بعنوان: «أنهى طريقه السياسي»، جاء فيه أنه حتى لو خرج أولمرت من هذه القضية وكذلك من القضايا الأربع المفتوحة ضده، بريئا، فإن الجمهور لا يريده فقد «مللنا مشاهدة أولمرت ورفاقه وأصدقائه والمقربين منه يدخلون ويخرجون من غرف التحقيق. انتهى الأمر. لا مكان لأولمرت بعد في السياسة الإسرائيلية، فقد انكسر شيء ما فيه أمس. لقد بدا منكسرا. لم نرَ فيه ذلك الحماس الذي يميز الأبرياء المظلومين».

وحسب «ديعوت أحرونوت»، فإن الرجل قد انكسر ماليا واضطر إلى الاستدانة في السوق السوداء ولم يعد قادرا على تسديد ديونه، ولذلك اضطر إلى خيانة أصدقائه والوشاية ضدهم وحصل في المقابل على تأمين لحياته طول العمر، فسيسافر إلى الخارج ويحصل على راتب شهري بقيمة 4500 دولار أميركي.